فوائد قرآنية - (١٠) دعوة إلى تدبر سورة يوسف
يقول الإمام الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله أثناء بيانه وتفسيره لمواضع من سورة يوسف: "وفي هذه القصة من العِبَر والفوائد والحِكَم ما يزيد على الألف فائدة، لعلنا إن وفَّق الله أن نفردها في مصنَّف مستقل"([1]).
فهذه كلمة عظيمة تحرِّك في النفس التدبر لآيات هذه السورة وألفاظها، وتدعو إلى التفكر في معانيها ومقاصدها، وأن لا تمر هذه السورة عليه مرور من لا يعقل ولا يفقه كلام ربه جل وعلا، وقد كانت هناك محاولات لفتح باب التدبر لهذه السورة، وبيان العِبَر والحِكَم والفوائد التي دلت عليها، فمنها ما قرره العلامة ابن سعدي رحمه الله في رسالته الماتعة النافعة (فوائد مستنبطة من قصة يوسف).
ومنها: ما سطَّره رحمه الله وغفر له من فوائد، ودوَّنه من استنباطات دقيقة في كتابه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان).
فعلى الموفَّق أن يُعمل ذهنه في الاجتهاد في اقتناص ما في هذه القصة من فوائد، وأن يعرضها على العلماء المعروفين بدقة الفهم وحُسن الاستنباط حتى يعلم ويتبيَّن له صواب استنباطه من خطئه، والله المستعان وعليه جل وعلا التكلان.
([1]) الجواب الكافي (ص210).