فوائد قرآنية - (٠٩) صفات المنافقين في القرآن
إنَّ من مزايا كتاب الله تعالى أنه كتاب جامع للخير بحذافيره، ومن تدبره وجد البيان الواضح لكل شيء، وجد صفات أهل الإيمان ظاهرة، وطريق أهل الجنة بارزاً، ومآلهم في الدنيا والآخرة جليّاً، وهكذا يقف على صفات الأنبياء، ونعوت الكفار ومآلهم في الدنيا والآخرة، إلى غير ذلك مما هو مبيَّن في كتاب الله من أصناف الخَلْق وشرح صفاتهم وبيان تفاصيل أحوالهم.
وإنَّ مما ينبغي الاعتبار به والإقبال عليه أثناء تلاوة القرآن تتبع الصفات التي وصف الله بها المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، فإنَّ الاهتمام بها له فوائد عدَّة:
منها: الحذر من صفات المنافقين والابتعاد عنها.
ومنها: التخلص منها -إن كان في القارئ للقرآن شيئاً منها-.
ومنها: الوقوف على فهم معاني هذه الصفات -وهو جزء من تدبر القرآن-.
ومنها: البراءة من المنافقين ومن أخلاقهم.
ومنها: الحذر منهم بما يظهر عليهم من أعمال وأقوال وأخلاق النفاق.
فإن شأن النفاق عظيم وخطره كبير، حيث إن ظهور المنافقين ضرره أعظم من ضرر الأعداء، وكتاب الله تعالى مليء من بيان صفاتهم، والتحذير من نعوتهم، وبيان حالهم، وصدق الإمام ابن القيم رحمه الله حين قال: "كاد القرآن كله أن يكون في شأنهم"([1]).
ومن تأمل القرآن تبيَّن له أن كلمة النفاق ومشتقاتها كثيرة: (المنافقين، نافقوا، النفاق، نفاقاً، المنافقات) إلى غير ذلك من تكرر هذه الكلمة وأمثالها في مواضع عديدة من القرآن كسورة آل عمران، والنساء، والتوبة، والأحزاب، والحشر، والتحريم ونحوها من المواضع التي تدرك بالتأمل.
فمن تمام تلاوة القرآن حق تلاوته أن لا تمر هذه الصفات على تالي القرآن مروراً لا تُعطى حقَّها من التدبر.
وهذه أمثلة من صفات المنافقين تدل على ما وراءها، فمنها:
1- الكذب - سورة البقرة (10).
2- الكسل عند القيام للصلاة - سورة النساء (142).
3- الرياء في الطاعة - سورة النساء (142).
4- قلة ذكر الله تعالى - سورة النساء (142).
5- الاستهزاء بالقرآن والسنة وبالمؤمنين - سورة التوبة (65).
6- الإفساد في الأرض بدعوى الإصلاح - سورة البقرة (11-12).
7- مخالفة الظاهر للباطن - سورة المنافقون (1).
8- الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف - سورة التوبة (67).
9- الفرح بما يصيب المؤمنين من المصائب وما ينزل بهم من الكرب، والحزن على ما يحدث لهم من الخير - سورة النساء (50).
10- مبارزة الله بالذنوب في الخلوات - سورة النساء (108).
فشمِّر عن ساعد الجد -يا قارئ القرآن- وأقبل بقلبك وعقلك على تتبع صفات هذا الصنف من الناس، فذاك والله سبيل السلامة وطريق الفلاح، ومسلك النجاة.