من قيم زايد (1)
"الدولة بذلت كل الجهود، ووفرت كل الدعم للمسيرة الخيرة، نحمد الله ونشكره على ما تحقق، ونجني الآن ثماره. وعلى أبناء الدولة أن يتذكروا دائما: كيف كنا؟! وكيف أصبحنا؟ !وما تحقق كله بفضل الله وعونه وتوفيقه"
"بلدنا هذه جنة من جنان الدنيا، فلا يمكن الإنسان أن يتصور أن يقدر يسويها، ولكن صارت بقدرة الله سبحانه وتعالى"
"إذا كان الله من علينا بالثروة فإن أول ما نلتزم به أن نوجه هذه الثروة لإصلاح البلاد "
كل هذه الكلمات وأمثالها كانت تتردد على لسان الوالد الراحل، والقائد المحبوب الشيخ زايد رحمه الله، بل لا تكاد تخلو مناسبة من إسناد الفضل لله، وحمده، وشكره، والاعتراف بنعم الله تعالى، وأنه هو معطي الخيرات ، وهو واهب النعم...الخ، لاحظ هذا كل من استمع لخطابات الشيخ زايد المتنوعة، أو وقف على نصائحه الصادقة، أو قرأ توجيهاته الأبوية المباركة، أو شاهد لقاءاته المتكررة بأبناء وطنه، أو حضر مجالسه العامرة ، .
وهذا من علامات صفاء النفس، والثقة بالله، والاعتراف بالعجز عن شكر الله والقيام بحقه، والاستسلام لقدرته، وضرورة الالتجاء إليه.
وهو في الوقت نفسه سبب عظيم من أسباب حفظ النعنة، ودوامها، وزيادتها.
وبمثل هذه الكلمات الطيبة يغرس زايد الخير في قلوب أبناء وطنه إحدى القيم الإسلامية، والحقوق الشرعية لرب البرية، وهي:أن المرء مهما بلغ من الذكاء والقوة، والحنكة والعقل فإنه لا حول له ولا قوة إلا بالله، وأنه لا يخرج أحد عن نعم الله و أفضاله، وإحسانه وهباته، ومننه وعطاياه كما قال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله)
وهذه تربية عملية من هذا القائد الموفق لأبناء شعبه. وبهذا جاء كتاب ربنا تعالى، وإلى هذا أرشد نبينا ﷺ
ومن تأمل القرآن الكريم تبين له أن ربنا عز وجل عاب من يضيف إنعامه إلى غيره، ويذمه على ذلك كقوله تعالى: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها)
وهذه الآية الكريمة جاءت في سياق تعداد نعم الله على عباده في سورة النحل، والتي تسمى (سورة النعم)، حيث قال تعالى بعد ذكره لعدد من نعمه على خلقه: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) فبين جل وعلا حال بعض عباده مع نعمه وأنهم مع معرفتهم لها بقلوبهم، وإقرارهم بها في نفوسهم فإنهم في الوقت نفسه ينكرونها، وذلك بإضافتها إلى غير الله تعالى، وإسنادها إلى غيره عزوجل، كنسبتها إلى الكد والذكاء، والاجتهاد والآباء،ونحو ذلك ناسين أو متناسين عون الله وتوفيقه، وفضله وتأييده،وإنعامه وتيسيره.
وتفيد هذه الآية الكريمة التحذير من هذا العمل؛لأن الله سمى كلام من يسند النعم ويضيفها إلى غيره إنكارا.
فأنعم وأكرم بمن رطب لسانه بحمد الله على نعمه، وجمع قلبه على الاعتراف بفضل خالقه، والثناء عليه، وإسناد الخير إليه، فإنه متى اتصف المرء بهذه الخصال فقد اتصف بخصلة من خصال الإيمان، وحقق شيئا مما عليه من شكر الله والقيام بعيوديته.
فرحم الله الشيخ زايد رحمة واسعة، ما أطيب فطرته! وما أصدق نصحه!
فاللهم اغفر للشيخ زايد، ووسع له في قبره، واجعله عليه روضة من رياض الجنة...آمين..