الإيمان بالقرآن


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد؛

 فنحمد الله عز وجل نعمة الإسلام، كما نشكر القائمين على مركز رياض الصالحين بدبي على جهودهم العلمية، وأسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل هذا في موازين أعمالنا يوم القيامة، محاضرة اليوم بعنوان: "الإيمان بالقرآن".

الإيمان بالقرآن واجب وهو أحد أصول الإيمان وأركانه، أوجبه الله تعالى على العباد فلا يتم إيمان أحد إلا إذا امن بالقرآن وبالكتب التي أنزلها الله عز وجل على رسله، وأفضلها القرآن الكريم، أخبر الله عز وجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين آمنوا بما أنزل، وبما أنزله الله تعالى على رسوله وهو القرآن العظيم وبما أنزل على الرسل من قبله، فقال الله عز وجل: ﵟءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦﵞ البَقَرَةِ : ﵕﵘﵒﵜ، مما يدل على وجوب الإيمان بالقرآن أن الله عز وجل أمر المؤمنين بأن يؤمنوا بما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال عز وجل: ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦﵞالنِّسَاء : ﵖﵓﵑﵜ، ومما يدل على وجوبه أن الله تعالى أهلك الأمم السابقة بسبب تكذيبهم برسالاته، كما قال عز وجل عن صالح عليه السلام قوله: ﵟفَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ ٧٩ﵞ الأعرَاف : ﵙﵗﵜ، ومن لم يؤمن بالكتب السابقة مع إيمانه بالقرآن العظيم وأنه أفضلها بلا شك فقد خرج عن طريق الهدى إلى الضلال والكفر، فقال عز وجل: ﵟوَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ١٣٦ﵞ النِّسَاء : ﵖﵓﵑﵜ، والأدلة على وجوب الإيمان بالقرآن كثيرة سنذكر بعضها، ونذكر بعض خصائص القرآن عن الكتب السابقة، وما يقتضيه الإيمان بالقرآن، ونختم بذكر ثمرات الإيمان بالقرآن الكريم.

 فآيات كثيرة دلت على وجوب الإيمان بالقرآن، وهذا الإيمان بالقرآن أمر في غاية الأهمية في حياة المسلمين، وقد ورد وجوب الإيمان بالقرآن في آيات كثيرة، من هذه الآيات قوله عز وجل: ﵟوَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖﵞ البَقَرَةِ : ﵑﵔﵜ فالخطاب في قوله: ﵟوَءَامِنُواْ ﵞ لليهود الذين هم في عصر نزول القرآن، فقد دعاهم الله تعالى للإيمان بما أنزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن، فأمرهم بالإيمان به واتباعه، وقوله: ﵟمُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ ﵞ أي: أن القرآن موافق لما معكم من التوراة في التوحيد والنبوة والأخبار ، وقوله: وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖﵞ أي: لا تكونوا أول فريق كافر بالقرآن من أهل الكتاب فيتبعكم الآخرون، وأيضا من الأدلة على وجوب الإيمان بالقرآن قوله عز وجل: ﵟٱتَّبِعۡ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَﵞ الأَنعَام : ﵖﵐﵑﵜ، فهنا الأمر صادر من الله والمخاطب هو النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بما أوحي إليه القرآن، ولذلك صرح عامة المفسرين بأن المراد هنا القرآن هذا أمر صريح باتباع القرآن والإيمان به والعمل بما جاء فيه، والخطاب وإن كان للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن المراد به هو وأمته كما في قوله تعالى: ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَﵞ الأَحزَاب : ﵑﵜ ، فمن الآيات الدالة على وجوب الإيمان بالقرآن قوله عز وجل: ﵟوَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكٞ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ١٥٥ﵞ الأَنعَام : ﵕﵕﵑﵜ، والمراد بالكتاب هنا القرآن كما يقول المفسرون، ومعنى كونه مباركا أي: كثير الفوائد والمنافع الدينية والدنيوية.

 ومن الأدلة أيضا قوله عز وجل: ﵟٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡﵞ الأَعرَاف : ﵓﵜ ، والمراد به هنا القرآن، وهكذا يقول الله عز وجل: ﵟوَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ ١٠٩ﵞ يُونُس : ﵙﵐﵑﵜ، فالأمر هنا باتباع الوحي أي: القرآن والمخاطب هو النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد هو صلى الله عليه وسلم وكل مخاطب إذ النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بالتبليغ أيضا والآية صريحة في الأمر باتباع القرآن الكريم، وأيضا من الأدلة قوله عز وجل: ﵟوَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمﵞ الزُّمَر : ﵕﵕﵜ، والمراد بأحسن ما أنزل هو القرآن العظيم، كما قرر ذلك المفسرون، وهكذا آيات كثيرة دلت على وجوب الإيمان بالقرآن، منها أيضا قوله عز وجل: ﵟفَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِيٓ أُوحِيَ إِلَيۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٤٣ﵞالزُّخرُف : ﵓﵔﵜ فالمخاطب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي أوحي إليه هو القرآن فالأخذ والاستمساك بحبله هو الحق الموصل إلى الصراط المستقيم الموصل إلى الجنة، قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الثالثة والأربعون من سورة الزخرف-: «أي خذ بالقرآن المنزل على قلبك، فإنه هو الحق وما يهدي إليه هو الحق المفضي إلى صراط الله المستقيم الموصل إلى جنات النعيم، والخير الدائم المقيم» ([1])  ، وقال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى: ﵟفَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِيٓ أُوحِيَ إِلَيۡكَۖ ﵞ «يريد القرآن ، يريد القرآن ، وإن كذب به من كذب» ([2])، فالأمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالاستمساك بالقرآن العظيم أي: الأخذ به والإيمان الجازم بأنه من عند الله تعالى، والعمل بجميع شرائعه شامل للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته، هكذا آيات كثيرة دلت على وجوب الإيمان بالقرآن.

 ونذكر بعض الخصائص والمزايا التي تميز بها واختص بها القرآن الكريم عن الكتب السابقة، فما أحوج المسلمين في هذا الزمن إلى القرآن، ذلك أنهم لا يستطيعون أن يواجهوا قضايا عصرهم وزمانهم إلا بالقرآن العظيم، يعتصمون به ويقيمون أحكامه في حياتهم ويجاهدون به أعداءهم، ويصلحون به دنياهم، ويستقبلون به آخرتهم.

 فمن المزايا التي خصّ بها القرآن عن الكتب السابقة فالقرآن هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى، فالله عز وجل اختصه بمزايا تميزه عن جميع ما تقدمه من الكتب المنزلة، ومن أهم هذه الخصائص:

 أولا: هو الكتاب الرباني الوحيد الذي تكفل الله تعالى بحفظه وصيانته من عبث الناس ليبقى هذا القرآن وما فيه حجة الله على الناس قائمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

 أيضا من الخصائص: أن الله عز وجل أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة وليس خاصا بقوم معينين كما هو حال الكتب السابقة، قال عز وجل: ﵟإِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ ٨٧ﵞ ص : ﵗﵘﵜ.

أيضا من خصائص القرآن: أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية، فجمع كل ما كان متفرقا في الكتب السابقة من الحسنات والفضائل.

 ومن خصائصه أيضا: أنه جاء مؤيدا ومصدقا لما جاء في الكتب السابقة من توحيد الله وعبادته ووجوب طاعته، وهكذا من خصائصه أنه جاء مهيمنا ورقيبا على ما من سبقه من كتب يقر ما فيها من حق ويبين ما دخل عليها من تحريف وتغيير فقال عز وجل: ﵟوَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِﵞالمَائـِدَة : ﵘﵔﵜ، هكذا من خصائص القرآن أنه جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم في الدارين.

 ومن خصائصه أيضا: أنه نسخ جميع الشرائع العملية الخاصة بالأقوام السابقة وأتى بشريعة مزينة بزينة رفع الحرج والمشقة حتى تحبها النفوس، وتقبل على العمل بها دون كلل أو ملل، فالسماحة واليسر من المزايا الخاصة التي تميز بها القرآن العظيم عن جميع ما تقدمه من الكتب المنزلة، ولذلك الله عز وجل يقول: ﵟيُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَﵞ البَقَرَةِ : ﵕﵘﵑﵜ، وهكذا من خصائص ومزايا القرآن التي خص بها أنه نزل بأفضل الألسنة وأفصحها وأوسعها وهو اللسان العربي المبين.

 وكذلك أيضا هو كتاب متجدد لا تفنى عجائبه، لم يتوقف عند زمن معين بل في كل زمن تجده ملائما له متسقا معه.

 نتكلم في مسألة ما يقتضيه الإيمان بالقرآن، هناك أمور يقتضيها الإيمان بالقرآن، من أهم هذه الأمور التصديق الجازم بأنه حق وصدق وأنه كلام الله تعالى، كذلك أن فيه الهدى والنور والكفاية لهذه الأمة، أيضا ما يقتضيه الإيمان بالقرآن أن نؤمن به كله، فلا يجوز أن نؤمن ببعضه ونتبعه ونترك البعض الآخر ولا نتبعه، فيجب علينا أن نطيع الله تعالى في كل ما يأمرنا به، قال الله عز وجل: ﵟوَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦﵞآل عِمرَان : ﵙﵑﵑﵜ، فالقرآن العظيم منهاج عملي يتضمن الأصول الموجهة لحياة الفرد وعلاقة الفرد بربه عز وجل وعلاقته بالكون والحياة من حوله وعلاقته بنفسه وبأسرته وجيرانه ومجتمعه وعلاقته بأمته المسلمة، كذلك علاقته بغير المسلمين ممن يسالمونه وممن يحاربونه.

 أيضا ما يقتضيه الإيمان بالقرآن: العمل به والرضا به التسليم له، سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمه يجب العمل به والرضا به والتسليم له، أيضا مما يقتضيه الإيمان بالقرآن الإيمان بأنه الكتاب الوحيد الذي حفظ من التغيير والتبديل والتحريف، فالله عز وجل صانه عن تقول الكاذبين، وحماه من تلاعب المشككين بما هيأ له من وسائل الحفظ في الصدور والمصاحف، فجعله سبحانه وتعالى قطعيّ الثبوت لا يتطرق إليه أدنى شك فهو كتاب خالد باق ما دامت السماوات والأرض، قال الله عز وجل: ﵟ إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ٩ﵞ الحِجر : ﵙﵜ.

أيضًا مما يقتضيه الإيمان بالقرآن أن نؤمن إيمانا قاطعا بما فصله القرآن من حديث عن الكتب السابقة لا نزيد ولا ننقص، وأيضا مما يقتضيه الإيمان بالقرآن أن نؤمن أن القرآن العظيم هو مصدر الشريعة، فلا شيء في حياة المسلم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية والروحية يرجع فيه إلى مصدر آخر غير هذا الكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا ما يقتضيه الإيمان بالقرآن من الأمور أن شرح القرآن وتفصيله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالسنة مبينة للقرآن موضحة له، ولا يفهم القرآن تفصيلا وتوضيحا إلا بالسنة، هذه أمور ينبغي للمسلم لمن آمن بالقرآن الكريم، هذه أمور ينبغي أن تكون في عقيدة المسلم الذي آمن بالقرآن العظيم.

 نتكلم أيضا في ثمرات الإيمان بالقرآن، فمن آمن بالقرآن الكريم وآمن بخصائصه عن الكتب السابقة، والتزم بما يقتضيه الإيمان بالقرآن من أمور لا شك أن ذلك يثمر ثمرات وفوائد على العبد في الدنيا وفي الآخرة، من ثمرات الإيمان بالقرآن، الإيمان الصحيح بالقرآن العظيم يثمر ثمرات جليلة من أهمها:

 العلم بعناية الله تعالى بهذه الأمة حيث أنزل لها أعظم كتاب يهدي للتي هي أقوم في الدنيا والآخرة، فمن آمن حق الإيمان علم وتيقن بعناية الله تعالى بهذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنزل لهذه الأمة أعظم كتاب وهو القرآن الكريم، ومن ثمرات  الإيمان بالقرآن أيضا العلم بحكمة الله تعالى حيث شرع لكل أمة ما يناسبهم ويلائم أحوالهم، وهكذا من ثمرات الإيمان بالقرآن: التحرر من سوءات أفكار البشر بهدي الله تعالى ونوره القرآن الكريم.

 أيضا من ثمرات الإيمان بالقرآن: السير على طريق مستقيمة واضحة لا اضطراب فيها ولا شك ولا اعوجاج، فالله عز وجل قال: ﵟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ ١ﵞالكَهف : ﵑﵜ، فالقرآن العظيم مستقيم في ذاته، مقيم للنفوس على جادة الصواب الخط المستقيم أقصر مسافة بين نقطتين، فالقرآن العظيم مستقيم في ذاته.

 أيضا من آمن بالقرآن الكريم حق الإيمان أثمر ذلك في نفسه وفي حياته التحرر من الأوهام، التحرر من التخبط العقدي الذي عليه أكثر الناس، فمن آمن بالقرآن وصدقه وعمل به تحرر من أوهام الناس ومن العقائد الفاسدة، استقام على الصراط المستقيم.

 ومن ثمرات الإيمان بالقرآن أيضا: الفرح بهذا الخير العظيم، قال الله عز وجل: ﵟقُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ ٥٨ﵞ يُونُس : ﵘﵕﵜ، وهكذا من ثمرات الإيمان بالقرآن شكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة والمنة الكبيرة.

وأيضا من ثمرات الإيمان بالقرآن: السعادة في الدارين السعادة في الدنيا باتخاذ القرآن دستورا حاكما في كل شئون حياتنا، والسعادة في الآخرة بالفوز بالجنة والمعيشة الطيبة.

 هذه بعض ثمرات الإيمان بالقرآن، فعلمنا مما سبق من خلال هذه المحاضرة وجوب الإيمان بالقرآن، وذكرنا بعض الأدلة من كتاب الله عز وجل على وجوب الإيمان بالقرآن، وأشرنا إلى بعض خصائص القرآن ومزاياه عن الكتب السابقة، ثم ذكرنا ما يقتضيه الإيمان بالقرآن من أمور، وختمنا بذكر ثمرات الإيمان بالقرآن الكريم.

 نسأل الله عز وجل أن يفقهنا وإياكم في ديننا، وأن يقوي إيماننا بالقرآن، وأن يعيننا وإياكم على تدبر آياته والعمل بها والتحاكم إليه، وأسأله عز وجل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين كل سوء وفتنة، كما نسأله عز وجل أن يوفق ولاة أمورنا لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقهم البطانة الصالحة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.


 

([1]) تفسير القرآن العظيم (7/210).

([2]) الجامع لأحكام القرآن (16/93).