فوائد قرآنية - (٠١) فوائد العمل بالقرآن
إذا تقاعست نفسك عن العمل بالقرآن، أو تكاسلت عن القيام بحقه، أو تراجعت عن أداء أوامر القرآن أو التهاون بنواهيه، أو الجرأة على ما حرَّمه، أو عدم المبالاة بما أرشد إليه، أو الإعراض عمَّا هَدى إليه؛ فذكِّرْها بفوائد العمل بالقرآن، والثمرات التي تعود على العامل به، وبما ورد فيه، وما يحصِّلُه المقبِل على كتاب الله والمطبِّق له من خيرات في الدنيا والآخرة.
وإليك -يا قارئ القرآن- هذه الآية الكافية الشافية في الحث على العمل بالقرآن:
قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء: 66-68].
أربع فوائد للعمل بالقرآن اشتملت عليها هذه الآيات، كل فائدة خير من الدنيا وما فيها.
فحريٌّ بقارئ القرآن الوقوف عندها، وتدبُّرها، والنظر في تفسيرها، وما حوته من فوائد ودلت عليه من دلائل، وتضمنته من مقاصد.
ويكفيه فخراً -أعني قارئ القرآن والعامل به- أن يكون متشبِّهاً بخير خَلْق الله وأفضلهم وأشرفهم وأعلاهم قدراً وأرفعهم منزلة وهو نبيُّنا صلى الله عليه وسلم.
فقد (سُئِلت عائشة رضي الله عنها عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان خُلُقه القرآن)([1]).
"فأجابت -رضي الله عنها- بما شفى وكفى...فهذه كانت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم المقتبَسة من مشكاة القرآن، فكان كلامُه مطابقاً للقرآن، تفصيلاً له وتبييناً، وعلومُه علوم القرآن وإرادتُه.
وأعمالُه ما أوجبه وندب إليه القرآن.
وإعراضُه وتَرْكُه لِمَا مَنَع منه القرآن.
ورغبتُه فيما رغَّب فيه.
وزهدُه فيما زهَّد فيه.
وكراهته لِمَا كرهه.
ومحبته لِمَا أحبَّه.
وسعيُه في تنفيذ أوامره وتبليغه والجهاد في إقامته.
فترجمت أم المؤمنين -لكمال معرفتها بالقرآن وبالرسول صلى الله عليه وسلم وحسن تعبيرها- عن هذا كله بقولها: (كان خُلُقه القرآن)"([2]).