عبدة الكون ( الجزء ٢ )


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

بسم الله الرحمن الرحيم 
سلسلة مقالات في بيان حقيقة أدعياء العلاج بالطاقة ( الريكي ) وما يتفرع عنهم من فروع 
المقال الأول : عبدة الكون - الجزء الثاني 

 الحمد لله رب العالمين، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، أما بعد ..

 فقد سبق أن تكلمت في المقال السابق عن عبادة أهل الجاهلية وتعلقهم بالكواكب والأجرام السماوية كالشمس والقمر، واعتقادهم النفع في الأشجار والأحجار، وتصورهم وجود قوى روحية كامنة فيها، ثم خرجت علينا طائفة من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا يدعون الناس إلى العودة إلى تلكم الوثنيات تحت مسميات خداعة يوهمون متابعيهم بها، وهم دعاة العلاج بالطاقة الكونية وما يتفرع عنها من فروع. 

 فبعض مدربي ما يسمى بتطوير الذات والتنمية البشرية يبثون السموم الوثنية بين متابعيهم، فيغرونهم بالعلاج من الأمراض المستعصية، والتخلص من الضغوط النفسية والاكتآب، ومن القيود والآصار، وتحقيق الثراء الفاحش، والأمنيات المستحيلة بواسطة قانون السر والجذب، ثم قاموا بإلباس هذه الخزعبلات لباس العلم، وما هي في الحقيقة إلا أوهام وخيالات، وطقوس وثنية، وشركيات كفرية، تتناقض مع أسس الدين وأصوله

 ثم تراهم  يتشدقون باتباع كل جديد، ويتهمون من يعارضهم بالرجعية والتخلف، في حين أن المنطق والعقل السليم يقضي بعدم رد أو قبول كل جديد لأنه جديد، بل لابد لقبوله من وجود سند ودليل علمي يؤيده ويدل عليه، وإلا كان اتباعه أو رده من باب اتباع الهوى .

كما أنه ليس كل ما لبس لباس العلم كان علما صحيحاً، لأن من العلوم ما هو زيف وكذب، فلا بد من التفريق بين العلم المقبول، وبين العلم الزائف المردود، ولا يعرف ذلك إلا أهل الاختصاص، وإلا اختلطت الخرافات بالحقائق وصعب التمييز بينهما .

 وإذا تأملنا في كتب دعاة الطاقة الأجانب -قبل العرب والمسلمين- ودوراتهم واستشاراتهم، لوجدناها عبارة عن فلسفات وعقائد وطقوس مأخوذة من ملل وثنية باطنية شرقية، عمادها تأليه الكون، وتعظيم الذات الإنسانية، ووصفها بأوصاف الألوهية، وذلك من خلال تأصيل عقيدة وحدة الوجود والحلول، فيدّعون الرّقيّ بالنفس الإنسانية لتحقيق الوحدة مع الروح الكونية، أو ما يطلقون عليه ( المطلق) .    

 وسأحاول في هذا المقال أن أبين لك أخي القارئ طقوس هذه الجماعة وتعلقهم بالكون، بل وتأليههم له وسؤالهم إياه من دون الله تعالى.

 فمن صور عبادة الكون التي كانت عند العرب قبل الإسلام وقلدهم فيها أدعياء الطاقة الكونية تقربهم للشمس عند شروقها وتحيتها، قال الدكتور جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام : " وقد تصور أهل الجاهلية الصبح ابناً للشمس تارة، وتصوروه تارة حاجباً لها. فقيل حاجب الشمس. وقيل يقال: للصبح ابن ذكاء لأنه من ضوئها، وكانوا يستقبلون الشمس ضحى. ذكر "الأسقع" الليثي أنه خرج إلى والده، فوجده جالساً مستقبل الشمس ضحى ".

 وهذا الأمر يفعله ممارسو اليوغا حيث يستحبون ممارسة هذه الرياضة على حد زعمهم مستقبلين الشمس عند شروقها أو غروبها، فيطلقون على بعض هيئات اليوغا ( تحيات الشمس ) و (سوريا نماسكار -SUERA NAMASKAR ) وتؤدى بطقوس معينة، فلها ثمان وضعيات تمارس على اثني عشر خطوة.

وقد جاء في موقع :  (https://www.siddhiyoga.com/ar/surya-namaskar-sun-salutation  )

 تعريف هذا النوع من اليوغا بقولهم : " هي واحدة من ممارسات اليوغا الأساسية. ومع ذلك فإنّ لها أهمية كبيرة في عالم اليوغا. إنه يحفز جسمك كله، وهو صلاة الامتنان تجاه الشمس ". 

فاليوغا ليست مجرد رياضة بدنية، بل طقس وثني، فقد جاء في كتاب فلسفة اليوغا ص 5 عند تعريف مصطلح اليوغا : " الاتحاد... الرياضة الصوفية التي يمارسها حكماء الهند في سبيل الاتحاد بالروح الكونية " .

 ومن الطقوس المتعلقة باليوغا ( التنفس العميق )  إذ يعتبرونه تمرينا روحانيا يهدف إلى جمع الطاقة الكونية المزعومة لأجل أن تتغلغل في الجسم، ويصرح المدعو ( أوشو ) في كتابه التسامح ص 28 فيقول : " هذا ما كان بوذا يدعو تلامذته لفعله، مراقبة التنفس، وكان يذكرهم دائما بضرورة التنبه لطاقة الحياة المنبعثة من التنفس. " 

 ومن صور عبادة الكون :  اعتقادهم أنّ الكون يستجيب لطلبات الإنسان وهو ما يطلقون عليه قانون الجذب، قالت مؤلفة كتاب السر ، رواندا بيوني ص 146 : " الكون مسخر لإطاعة أوامرك. " ، بل يزعمون أن الكون يستجيب للإنسان بمجرد التلفظ بطلبه، من لحظة التفكير بهذا الطلب في عقله الباطن وقبل أن يتحرك بها لسانه، قال صلاح الراشد في حلقة السر الأول الجزء 4 ، ( 1:18) : " لا بد أن تأتي منك المبادرة، ما في شيء يتحرك في الكون لصالحك حتى تبادر .." ، وقال : " 1:35 : " متى يأتيك الجواب ، بمجرد ما تسأل، ..حين تقول يا رب ألهمني الصحة، يتحرك الكون الآن باتجاهك للصحة ... " .

 بل يصرح دعاة قانون الجذب بأنه لأجل أن يلبي الكون طلبك فلا بد لك أن تضبط تردداتك وذبذباتك مع ترددات وذبذبات الكون ليتحقق الطلب، ثم يدللون على هذا الدجل والخرافة بعلم الذرات الذي يدرس في علم الفيزياء .  

 ومتى كان الكون هو الذي يستجيب دعاء العباد أو طلبهم ؟

 ألم يقل الله سبحانه وتعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم" [غافر: 60] وقال : "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" [البقرة: 186].

 وإذا تأملت جميع الآيات التي يذكر الله فيها الدعاء والطلب؛ تجد أن المجيب هو الله سبحانه وتعالى وليس الكون، ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى عن نوح عليه السلام: "وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ" [الأنبياء: 76].

 وقال عن أيوب عليه السلام : "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ" [الأنبياء: 83، 84].

 ولما ذكر حال المشركين في البحر قال : "فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ" [العنكبوت: 65]

 فالذي يستجيب الدعاء والطلب والاستغاثة هو الله سبحانه وتعالى وليس الكون كما يدعي أدعياء قانون الجذب.

 ولأجل التدليس على المتابعين نجدهم يستدلون على باطلهم بآيات من كتاب الله، كما فعل صلاح الراشد في حلقة السر الأول الجزء 4 ، الدقيقة (3:00)  مستدلاً على أن الله هو الذي يستجيب فقال : " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب .. " صفتين : قريب وأجيب ، وفي الآية الأخرى ... " ادعوني أستجب .." يقال في علم الطاقة : في نفس اللحظة بسرعة البرق .... " ا. هـ.

وقبل ذلك قرر أنّ الذي يستجيب للأماني والطلب هو الكون.

فهو بين أمرين : 

الأول : أن الذي يستجيب هو الله وليس الكون، وعليه بطل السر الذي يدعونه. 

الثاني: أن الذي يستجيب هو الكون، ومقصده من الاستدلال بالآيتين أنّ الكون والله شيء واحد – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- وهي عقيدة وحدة الوجود، التي تنص على أن العالم هو عين وجود الإله أو ما يسمى في الملل الوثنية ( المطلق ).

وفي الحلقة التي قبلها قال صلاح الراشد (6:56) : " مصدر الطاقات كلها- كل الطاقات- هو الله سبحانه وتعالى – " 

وللأسف فهذه محاولة للدمج بين عبادة الدعاء المشروعة، وبين فكرة الجذب الشركية وعلم الطاقة الوثني للتدليس على المستمعين من خلال الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية .   

 وإلا فإن الطاقة الكونية في الفكر الوثني هي الحقيقة المطلقة، التي يرتقي لها الإنسان ليتحد معها بواسطة الاستنارة أو الإشراق حسب زعمهم . 

 ومن صور تعلق مروجي الطاقة الكونية وقانون الجذب بالكون استعمالهم للرقم ( 369 ) والذي يطلقون عليه كود الكون، فالذي يستعمل هذه الأرقام ويفهمها ستتحقق له أمنياته، وسيمتلك مفتاح الكون . 

 ولما سأل مقدم برنامج ( الليوان ) " سمية الناصر "  - وهي من مروجي هذه العلوم في زماننا - عن سر هذا الرقم وسبب استعمالها له، أجابت بقولها : " هذه أرقام الخلق ... اللي موجودة في كثير من الأديان .. وموجودة في القرآن الكريم، لما يقول الله : ( وكان في المدينة تسعة رهط ) ... وأدوار خلق الإنسان في الرحم، ثلاثة أشهر تنفخ فيه الروح،  وبعدها ستة أشهر يكون صالح للعيش، وتسعة أشهر يكتمل حياته ، ...هذه الأرقام اعتمد عليها الكون ... واستخدمت في القرآن كثيرا..

فسألها المقدم : من قال أن هذا الرقم متسق مع الكون ؟

فأجابت : الله  .. " ا. ه

وإذا بحثنا عن هذا الرقم لوجدنا أنّ الذي أشار إليه عالم الفيزياء (نيكولا تسلا)، وصل إليه عن طريق عملية حسابية، ثم ادعى دعاة الطاقة الكونية وقانون الجذب أنّ الرقم (369) هو سر هذا الكون، وبنوا عليه جملة من الأكاذيب والتجارب الوهمية، ثم تقوم – وللأسف – سمية الناصر بالاستدلال على هذا الرقم وأسراره الكونية المزعومة بالقرآن الكريم، وتدعي أن هذه الأسرار قد ذكرها الله سبحانه وتعالى، والله عز وجل يقول : " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ " [الأنعام: 21]   .

 ومن صور تعلقهم بالكون ما يطلقون عليه دورات ( العطاء والوفرة )  التي يزعمون فيها بأن عقل الإنسان يتفاعل مع الكون، وأنّ طاقته تعبير عن الطاقة الكونية، وأنّ تعبيره وتفكيره عطاء يعود بعطاء من الكون، وبناء على الأخذ والعطاء الصادر من الانسان يحدث التفاعل مع الكون، قال شوبرا في كتابه القوانين الروحانية السبعة للنجاح ص 43 : " كلما أعطيت أكثر ازدادت ثقتك بالربح الوفير الذي يغدقه عليك هذا القانون المعجز".

 وعليه فالطاقة الكونية هي التي تجود على الإنسان بالعطاء والجزاء، في حين أنّ المسلم يعتقد أن المعطي هو الله سبحانه وتعالى وليس الكون، قال الله سبحانه في قصة موسى عليه السلام وفرعون: " قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 49، 50]، فالمعطي هو الله سبحانه وتعالى،  وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – " مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ، وَاللَّهُ الْمُعْطِى وَأَنَا الْقَاسِمُ ..." رواه البخاري، وقد دلت النصوص الصريحة على أنّ الذي يجازي بالخير هو الله سبحانه وتعالى، وأن الذي يعطي العبد طلبه هو الله سبحانه وتعالى، وليست الطاقة الكونية كما يزعم أدعياؤها . 

 ومن صور تعلقهم بالكون ما يطلقون عليه ( دورات قانون النية ) التي وصفها مؤلف كتاب قوة العزيمة (وأين داير) ص 21 بأنّها : " إحدى القوى الكونية التي لا تقهر". فكل شيء في الكون يرتبط بنية الإنسان وعزيمته، ومن هذا المنطلق يقوم بعض مدربي الطاقة كصلاح الراشد ومن سار على منهجه وفكره بعقد دورات مختصه بالنيات وإرسالها للمشاركين عبر المسارات الكونية.

وبخصوص طقوس إرسال النيات فقط قدم صلاح الراشد لكتاب : " تجربة النية " الذي بين الطريقة وملخصها : 

اختيار مكان النية بالقرب من الأماكن الطبيعية، ثم شحذ الطاقة عن طريق التأمل والتنفس، مع ترديد مانترا ( أوم) - وللعلم هذه الكلمة من الطقوس الوثنية الشركية - ، ثم الوصول إلى الذروة عن طريق التأمل، وتخيّل الاندماج التام مع المستهدف بنيتك، وعليك آنذاك أن تصيغ نيتك . 

وهذه الطقوس وثنية تعتمد على عقيدة الاتحاد بالكون والوجود، ثم تقدم للناس على أنها وسيلة للعلاج، ونشر السلام، وتراهم ينشرون في حساباتهم في كل شهر ما يسمونه (نية الشهر ) . 

ومن الأمثلة تغريدة سمية الناصر على حسابها في تويتر حيث قالت: 

نية شهر جون - تقصد شهر يوليو- : توازن الذكورة والأنوثة ... أنوي موازنة الأنوثة والذكورة بأيسر الطرق .

ثم ترى المتابعين لها يكتبون : " أنوي موازنة الأنوثة والذكورة بأيسر الطرق " 

ثم يضعون الصورة التي تم اختيارها في خلفيات هواتفهم وأجهزة الحاسوب الخاصة بهم، ويرتبطون بها خلال الشهر بأكمله . 

ومن المعلوم بطلان هذه الادعاءات، فالنية من أعمال القلوب، التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وتختص بجانبين : 

الأول: إفراد الله بالعبادة والقصد والتوجيه، كما قال تعالى : " {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5]

الثاني: نية العبادة، كما قال صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .." متفق عليه . 

وهذه النية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى . 

وأما إرسال النيات للآخرين، فهو من البدع المحدثات، التي لم يدل عليها دليل شرعي، ولا علم تجريبي، بل أوهام وخزعبلات في عقول مروجي الإلحاد والطقوس الوثنية.

 فتبين لك أخي القارئ بطلان ما عليه مروجو الطاقة الكونية وقانون الجذب والسر من الباطل، وتبين لك تعلقهم بالكون، ومشابهتهم لأهل الجاهلية في عبادة غير الله سبحانه وتعالى. 

 فالكون بالنسبة لهم هو من يلبي طلباتهم وأمنياتهم، وهو من يستقبل نياتهم، وهو وسيلة التخاطر بينهم، فلا يغتر المسلم بخداعهم ومحاولتهم أسلمة هذه الطقوس الوثنية الشركية، ومحاولة صبغتها بالصبغة الدينية، وعلى المسلم أن يهتم بجانب العقيدة وتعلمها لأجل ردّ كل شبهة، وعدم التأثر بأي عقيدة فاسدة مستوردة، فنجاة العبد يوم القيامة لا تتحقق إلا بسلامته من شهوات المعاصي، وشبهات الدين، قال الله سبحانه : "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " [الشعراء: 88، 89] 

فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .

والحمد لله رب العالمين .