يريدون ضرب اللحمة الوطنية…ولكن هيهات
نحن أبناء دولة الإمارات لحمة وطنية واحدة، ونسيج اجتماعي متكامل، كالجسد الواحد نسمع ونطيع لولاة أمرنا ونقدِّر كبيرنا ونحترم معلمنا ونبرّ آباءنا وأمهاتنا، وولاة أمرنا يحبوننا ويكرموننا وكبيرنا يرحمنا ومعلمنا ناصح لنا، يسود من بيننا الحبُّ والتعاطف والرحمة والتآلف، ونحن جميعًا سلم على من سالم وحرب على من حارب، يصدق علينا -بفضل من الله- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” رواه مسلم (2586).
وهذا ما أسسه فينا الشيخ زايد -رحمه الله- منذ قيام الاتحاد وما أجمل قوله في ذلك حين قال: “لقد قام الاتحاد بإرادة الله، فالله أراد السعادة لهذا الوطن، وبوادر السعادة هي الثروة…والرجال سياج ثروة الوطن…فالدولة قامت بجهود مبذولة وأصبحنا الآن جسمًا واحدًا وأساسًا واحدًا” الفرائد (1/230).
إلا أنه بين الفينة والأخرى أرى كما يرى الكثير من الشعب الإماراتي الأسلوب المتبع من التنويرين على سطح مواقع التواصل الاجتماعي من أطروحات شاذة وأفكار ناشزة يترتب عليها تشقُّقٌ في جدار اللحمة الوطنية، وتمزقٌ في نسيج العلاقات الاجتماعية الإماراتية، في وقت أحوج ما نكون إليه إلى تقوية الترابط الوطني وتمازج النسيج المجتمعي في ظلِّ هذه الفتن التي تموج بالعالم الإسلامي والعربي.
ومن تلك الأطروحات الشاذة رمي التنويريين المجتمع الإماراتي بالظلامية الذي هو تقسيم للمجتمع وتصنيف له بتصنيفات طائفية لا تقلُّ خطرًا وجرمًا عن رمي الإخوان المسلمين للمجتمعات من قبل بأنها جاهلية.
ومن أخطر ما يفتحه دعاة التنوير مما يسبب الشقّ والتصدع في اللحمة الوطنية بابَ الإلحاد عن طريق فتح المجال لدعاة الاعتزال العقلاني أو ودعاة القرآنيين، لذلك ترى أنهم كثيرًا ما يدندنون حول الطعن في السنة النبوية والتشكيك فيها تمهيدًا لهؤلاء الدعاة الذين عرف عنهم إما تبني الفكر الإخواني أو تأييد رموزه، ولا يخفى مصادمة تلك التيارات للدين الإسلامي الذي هو دين الدولة الرسمي، والذي هو فطرة كل إماراتي، غرست فيه منذ نعومة أظافره، لذا نجد الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- منذ قيام الاتحاد وهو يرسخ ويؤكد ذلك فيقول: “إن دين الدولة الإسلام، ونحن نتمسك بشريعتنا ونصونها، ولا نقبل أي عبث بمقدساتنا“ الفرائد (3/171).
ويقول طيب الله ثراه: “إن الدين الإسلامي هو دين الدولة الرسمي، وسوف تكون لأحكامه الصدارة، ولتعاليمه الحماية، وسوف نعمل على الحفاظ عليه، وعلى تنشئة الجيل الجديد نشأة دينية تصونهم من الانحراف” الفرائد (1/13).
فحن أبناء زايد انطلاقًا من ديننا الحنيف ومن توجيهات مؤسس الإتحاد لن ندع تلك الأفكار الدخيلة تغير ديننا السمح، بل سنتمسك بديننا ونصونه من عبث العابثين وسماسرة التنويريين، ولا يظننَّ دعاة التنوير أن العيون عنهم قد غفلت أو الأقلام عن الردِّ عليهم قد جفت، لا والله ففي الدولة رجال سخروا أقلامهم وألسنتهم وأرواحهم للحفاظ على هذه الدولة وهم لكم بالمرصاد في كل ميدان وسيوجِّهون سهام الحق في قلب انحرافكم، وسيصدون بأَدْرُع الصدق فساد آرائكم، بعقل وعلم وحكمة لا كالأساليب والتصرفات المتبعة من بعض دعاة التنويرين التي باتت شاهدة على إفلاسهم وفاضحة لسوء منهجهم.
أسأل الله أن يحفظ دولتنا الغالية من كل سوء ومكروه ومن كل فكر مسموم مشبوه.