يا أيها الطالب....أين أنت غداً؟
نسخة (PDF)
لفت نظري ذلك الطالب، الذي حمل حقيبته على ظهره عند ظهور قرص الشمس ذاهباً إلى المدرسة ....
فقلت في نفسي: أين أنت غداً ؟؟؟
فجال في فكري أن تحديد جواب السؤال بالإجابة على عدة أسئلة:
هل عرفت هدفك؟
وهل وحدت خطَّ سير تعليمك؟
وهل بذلت وسعك في التحصيل العلمي؟
وهل حافظت على حصصك؟
وهل راجعت درسك؟
وهل نظمت وقتك؟
كثير من الأسئلة هي التي تحدد لك أين أنت غداً؟ فهل فكرت في إجابتها !!!
فيا أيها الطالب والطالبة: ها هي الساعات تمضي، والأيام تجري، والفصول تطوى من بين الأيدي....فاللهَ اللهَ في الجدِّ والاجتهاد، والحرص على الاستفادة من المواد بالمراجعة والتحضير لها، وحفظ المقررات، والاستعداد للاختبار، وبملازمة المعلم والأخذ عنه، وتعلم وافهم واسأل سؤال المتعلِّم وانتبه لما يلقى من علم .
ثم أيها الطالب والطالبة: إن رجعت البيت فحافظ على وقتك فهو رأس مالك.
واقترح عليك: أن تجعل أيام الدراسة الأسبوعية للدراسة العلمية، والعناية بالأهل وبالشؤون المنزلية، وأما الإجازة الأسبوعية فروّح فيها عن نفسك بما يفيد العقل والجسم ولا يضر بالنفس والمجتمع، فإن جاءت الاختبارات فشمّر عن ساعد الجد فمن طلب العلى سهر الليالي.
فلن تنال المجد حتى تلعق الصَبَر
ولا تنس أخي الطالب وأختي الطالبة: أن الصاحب ساحب، وأنت تقاس بمن تصاحب. قال نبينا صلى الله عليه وسلم" الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِطُ " فاختر لنفسك صديقاً، صادقاً، وفيّاً، نصوحاً، مشجعاً، حريصاً، وإياك وصحبة الطالح العاطل، الباطل، الأحمق الذي لا هدف له إلا اللعب واللهو؛ فكم من صاحب جرّ على صاحبه الندامة والحزن، والفشل الدراسي، ولا ينتبه الشاب إلا بعد فوات الأوان.
وقبل الختام يا أيها الطالب: تفكر في الجهد المبذول لك من قبل ولاة أمرنا -حفظهم الله- من مدرسة بأعلى المستويات وأحسن الحافلات، وراحة في البيت، وأمن في المجتمعات، فكن لذلك شاكراً وعند حسن ظن ولاة أمرك عاملاً.
وأخيراً عزيز الطالب: كن لصلاتك محافظاً، ولكتاب ربك تالياً، وللأذكار قارئاً متعاهداً فإن من أدّى حق الله حفظه الله ووفقه للخير والنجاح {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }.
ولا تنس " أين أنت غداً ؟" ليتوحد لك الطريق ويتضح لك الهدف....
أسأل الله أن يحفظ الطلاب والطالبات، واجعلهم ربنا في حفظك في جميع الأوقات وأرفع لهم الدرجات.