العلمانية والإخوانية أهداف مشتركة وتناوب في الحِراك


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

بين التنظيم الإخواني والمنهج العلماني أهداف مشتركة وتناوب في الحِراك السياسي؛ فالإخوانية هدفها الأصيل الوصول إلى الحكم عن طريق تكوين قاعدة شعبية جماهيرية مكونة من الأفكار المخالفة التي منها العلمانية، وذلك عن طريق تقرير مبدأ الانتخابات، ثم ترشيح نفسها للرئاسة، وطريق ذلك رمي المجتمعات بأنها جاهلية وأن سبب الجاهلية هم الحكام، وعليه يسعون لقيام الثورات وتهييج الرأي العام مباشرة على حكامهم؛ حتى يقوم الشعب بانتخابهم بعد السيطرة عليه فكريًّا.

وأما العَلمانية فهدفها الأصيل إقصاء الدين، ولكي تصل إلى ذلك فلا بد من الوصول إلى المناصب العليا وخصوصًا الإعلام والتعليم مع تطلعهم للحكم؛ فبالتالي لا بد للوصول لتلك المناصب من إلباس العلمانية لباس الوطنية والوسطية حتى ينظر الشعب إليهم نظرة المحب للوطن، وفي أثناء تلك المسيرة المتلونة ستقرر العلمانية التعددية الحزبية عن طريقهم مباشرة أو عن طريق ضيوفهم في الإعلام، وسوف يمهدون للانتخابات ليتيسر لها ترشيح أنفسهم للمناصب العليا.

وهم يتبعون للوصول إلى ذلك أسلوب إحداث الخلافات في المجتمع: بنشر أفكار دخيلة غريبة ناشزة، ورميه بالظلامية، ويقومون بتهييج الرأي العام بطريقة غير مباشرة، فإذا ثار الشعب، وسنحت الفرصة، فسيكون التنويريون في طليعة الشعب الثائر.

ومن الملاحظ في الاتجاه العَلماني والإخواني أنهم يتناوبون الحِراك السياسي فعند ضعف الإخوان تتصاعد العلمانية ويندس الإخوان تحت عباءتهم، وعند تصاعد الإخوان تجد العَلمانية يصفقون للإخوان، وكلاهما ينتظر من أخيه الصعود ليرقى على كتفه إذا ما وصل.

فالأهداف المشتركة: الانتخابات والوصول إلى الحكم.

والأساليب المشتركة: الثورات وتهييج الرأي العام، والطعن في العلماء أو الأمراء، وتقرير الحزبيات، والحرية المطلقة، وردُّ أحاديث السمع والطاعة، والطعن في السنة والكتب المعتمدة.

وعُد بصفحات التاريخ بضع سنوات في أول أحداث الربيع العربي -المزعوم- ستجد شرذمة التنويريين اليوم هم بالأمس من كان يؤيد أحداث الربيع العربي، فلما قمع الإخوان انقلب بعض الإخوان إلى علمانيين، واندس بعضهم تحت شعارات العَلمانية.

بيد أن موقف أهل السنة والجماعة واحد من قبل الأحداث وبعدها وإلى قيام الساعة بإذن الله، وبما أن أهل السنة هم من وقف ضد السرورية والإخوانية وقفة علميةً رصينة في الوقت الذي كان العلمانيون يصفقون فيه للإخوان؛ مما جعل العلمانيون يشعرون بوجود عقبة أمامهم فما كان منهم إلا أن حاولوا خلط الأوراق: بين الإخوانية السرورية وأهل السنة والجماعة، حتى يوهموا الناس أن أهل السنة هم السرورية الإخوانية، فلما ظن العلمانيون أن شوكتهم قويت -كما ظن من قبل الإخوان-: رموا أهل السنة والجماعة بنبال الطعن بعد أن كانوا يتظاهرون بأنها موجة على الإخوان المسلمين، فقالوا عن أهل السنة والجماعة: أنهم ظلامية ورجعية، وأن التكفير وداعش خرج من تحت فتاويهم وكتبهم إلى غير ذلك من التهم التي جانبت العدل والحق، ولبَّست على الخلق.

وأهل السنة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، فالهدف أمامهم واضح: وهو حماية الدين والوطن من مكر أهل الشر والفتن؛ وذلك بتقرير السنة، ولزوم الجماعة، والرد على كل من أراد رد السنة أو زعزعة أمن الجماعة، ولن يثنيهم عن هدفهم هذا تشغيب التنويريين، ولا شنشنة العلمانيين، ولا تنظيم الإخوانيين.