خاطرة: عن العلم بين العبادة والهواية
لا شك في وجود بون شاسعٍ بين من يطلب العلمَ وينشغل به وفيه، كلّ ذلك كهواية من الهوايات؛ لا تختلف كثيراً في صورتها الظاهرة عن غيرها من الهوايات الأخرى.
وبين من يطلب العلم ويسعى في تحصيله؛ لأنه عبادةٌ يتقرب بها إلى الله؛ فيتألم لفواتها ويتحسر على ابتعاده عنها ويسعى في قضاء مافاته منها ويحرص على الديمومة عليها.
وبين النيتين والفريقين كما بين السماء والأرض.
العلم وراثة النبوة، وسبيل الصالحين، وطريق العباد المخبتين.
من عرف قيمة العلم وفضله؛ شغله علمه عن كل ما سواه، وتلذذ به عن كل ماعداه، فهو عزم وهمة ورغبة وعبادة. وصاحبه إن عرف قيمته لم يتشاغل بغيره، وضعف جسده عن اللحاق بهمته، وفي الحديث "منهومان لا يشبعان طالب علم، وطالب دنيا". فللعلم والبحثِ لذةٌ ورغبةٌ يجتمع فيها حالُ طالبيه؛ وتفترق فيها نياتهم كافتراق طبائعهم وصورهم.
ويكفي العلم شرفا أن الله تعالى استشهد أهله على أعظم مشهود (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط).
[ضحى الاثنين 11شعبان1438هـ.]