سبعُ مسائل تدُلُّ على ثبات علمائنا وانحراف علمائكم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد؛
فهذه كلماتٌ أُرسلها إلى الذي خالف الأكابر، وسار على درب الأصاغر، يسير فيها على غير الدين، ويُخالف بها سبيل الـمُصلحين.
قد غَـرَّهُ دُعاةٌ كانوا رموزاً على السُّـنَّة دهراً، وحملوا فيها من الحق وِقراً، وإذا بهم بين ليلةٍ وضُحاها، يهدمون البُنيان، ويستبصرون بالعُميان.
وإن الناظر في أحوال المخالفين لأهل العلم الكبار في أحكامهم على بعض من ظهرت بدعته واشتهرت، وفاحت رائحتُه وانتشرت؛ يعلم يقيناً ما آل إليه حال كثير من أولئك الدعاة من الانحراف الواضح عن جادة الطريق الأقوم، واتباع المسالك البدعية في مناهجهم المستحدثة.
فإليك يا هذا سبع مسائل تدُّلك على ثبات علمائنا، وانحراف علماء غلاة التمييع:
المسألة الأولى: علماؤنا يُحذِّرون من أهل البدع، وعلماؤكم يُدافعون عن أهل البدع.
ومن أدلة علمائنا على هذه المسألة: عن عمر رضي الله عنه قال عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي: كل منافقٍ عليمِ اللسان).
المسألة الثانية: علماؤنا يُحذِّرون من الأحزاب، وعلماؤكم يُثنون على الذين يُنشئون الأحزاب.
ومن أدلة علمائنا على هذه المسألة: (إنَّ الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شِيَعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم يُنبِّئُهم بما كانوا يعملون).
المسألة الثالثة: علماؤنا يُحذِّرون من الثورات، وعلماؤكم يُثنون على الذين (يُشاركون)!! في الثورات.
ومن أدلة علمائنا على هذه المسألة:عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّكم ستَرَون بعدي أَثَرَةً، وأُموراً تُنكرونَها) قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: (أَدُّوا إليهم حقَّهم، وسَلُوا الله حقَّكم).
المسألة الرابعة: علماؤنا لم تتغيَّر فتاواهم في القضايا المصيريَّة، وعلماؤكم أصبحوا يُحِلُّون ما كانوا يُحرِّمونه.
المسألة الخامسة: علماؤنا لم تتغيَّر أحكامهم في رموز الحزبيَّة أصحاب الثورات، من أمثال محمد حسان، والحويني، ومشايخ الإسكندرية، وغيرهم، وعلماؤكم تغيَّرت أحكامهم فيهم برغم أن رموز الحزبية لم يُغيِّروا ولم يُبَدِّلوا.
ومن أدلة علمائنا على هاتين المسألتين: قول حذيفة رضي الله عنه: (إن الضلالة حق الضلالة: أن تعرف ما كنت تُنكِر، وتُنكِرَ ما كنت تعرف، فانظر الذي أنت عليه اليوم فتَمَسَّكَ به، فإنَّه لا يَضُرُّك فتنةٌ بعدُ).
المسألة السادسة: علماؤنا منهجهم هو نفسه منهج الأئمة الربَّانيِّين الذين مضوا على دعوة السنة والثبات عليها كابن باز والألباني وابن عثيمين، وعلماؤكم منهجهم خليطٌ من الإخوان والسرورية والقطبية، وهذا يدُلُّ عليه أنَّ فتاواهم هي فتاوى أولئك الأئمة في قضايا الأمة المصيرية.
ومن أدلة علمائنا على هذه المسألة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (البركة مع أكابركم).
المسألة السابعة: علماؤنا يُحذِّرون من مُـجالسة أهل البدع، وعلماؤكم يُجالسون أهل البدع، من مشايخ الفتنة، والجمعيات الحزبية كإحياء التراث، وغيرها.
ومن أدلة علمائنا على هذه المسألة: قول الله تعالى: (وإذا رأيتَ الذين يخوضون في آياتنا فأعرِض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما يُنسِينَّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين).
أوَليسَ ما ذكرتُ كافياً في اتِّباع الكبار، الذين لم يُغيِّروا ولم يُبَدِّلوا؟! أتركُ الجواب لك – هداك الله-.
كتبه الفقير إلى عفو ربه
حامد بن خميس بن ربيع الجنيبي
غفر الله له، ولوالديه، ولمشايخه، وأهل بيته
29 شوال 1433هـ / 16 سبتمبر 2012م