غذاء الألباب
بسم الله الرحمن الرحيم
القراءة نعمةٌ من نعم الله تعالى العظيمة على عباده، فبها يفهمون كلام ربهم سبحانه، ويدركون معاني سنة النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ويغترفون من بحار العلوم المتنوعة؛ فيُصلحون بذلك أمر دينهم ودنياهم.
وإن للمواظبة على القراءة في كل نافعٍ ومفيد آثارًا طيبةً تنعكس على أخلاق الفرد وسلوكه، وعمق فهمه وإدراكه، وقدرته على حلِّ المشكلات، فالقراءة تمكننا من الاطلاع على تجارب الآخرين وخبراتهم، كما أنَّ إهمال القراءة وعدم الاهتمام بها؛ يؤدي إلى استفحال المرض العضال، والداءٌ القاتل، ألا وهو الجهل، والمجتمع الجاهل، مجتمعٌ ضعيفٌ غير متماسك.
وفي هذا المقام أحبُّ أن أذكر بعض النصائح والتوجيهات التي تساعد على ترسيخ ثقافة القراءة لدى الناشئة وغيرهم، أجملها فيما يلي:
أولًا: الحرص من الوالدين على تعليم الأبناء تلاوة القرآن الكريم، فالتلاوة الصحيحة مفتاح القراءة المفيدة، وكم في إحسان الأبناء تلاوةَ القرآن من أجرٍ عظيم عن الله تعالى، وحبذا أن نعوِّد الأبناء على قراءة القرآن الكريم بشكلٍ يومي، ولو بقدرٍ يسير، ولنتذكر أنَّ القدوة الحسنة أبلغ ناصح.
ثانيًا: تخصيص وقتٍ يجمع أفراد الأسرة للقراءة في كتاب مفيد ينفع الجميع، ككتب السيرة النبوية وغيرها، مع الحرص على توزيع مهمة القراءة على جميع أفراد الأسرة، ومن المهم بمكان لتعزيز ثقافة القراءة لدى الأسرة تأسيس مكتبةٍ منزلية، بحيث تشتمل على مجموعة من الكتب المتنوعة المفيدة لجميع أفراد الأسرة.
ثالثًا: تخصيص مادة لها حصصها الدراسية لتلاوة القرآن الكريم وأخرى للقراءة، ليستفيد الطلاب بشكلٍ أكبر منهما، ويجدوا الوقت الكافي لتعلم مهارات التلاوة والقراءة.
رابعًا: تفعيل دور المكتبات المدرسية والجامعية، وتزويدها بالكتب المناسبة لكل مرحلة، مع الحرص على إقامة معارض الكتب المصغرة داخل المدارس والجامعات؛ لحث الطلاب والطالبات على اقتناء الكتب المفيدة وقراءتها.
خامسًا: الاستفادة من التقنيات الحديثة في تعزيز مهارة القراءة، وذلك بتصميم برامج وألعاب تعتمد على القراءة، وتهتم بتنميتها.
سادسًا: إقامة المسابقات والفعاليات المتنوعة لتعزيز مهارة القراءة؛ بحيث تستهدف مختلف فئات المجتمع.
سابعًا: ضرورة طلب النصح والإرشاد وسؤال المختصين حول النافع المفيد من الكتب قبل تقديمها للناشئة، فكثيرٌ من الكتب تحمل أفكارًا سيئة تضر بالفرد والمجتمع؛ فينبغي الحذر منها.
هذه بعض النصائح والتوجيهات التي أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن ينفع بها، وفي الختام أدعو الجميع للعمل على تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتخصيص عام 2016 عامًا للقراءة في الإمارات، والاستجابة للدعوة الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رعاه الله، وذلك بتقديم المقترحات والأفكار المتنوعة عبر وسم #عام_القراءة لترسيخ القراءة كعادةٍ مجتمعية شعبية شبابية في مجتمعنا.
كتبه محبكم: خالد بن حمد الزعابي.