المقال الخامس: الإيمان بألوهية الله تعالى
ومن الإيمان بالله الإيمان بألوهية الله جل وعلا: وهو الاعتقاد الجازم بأن الله هو المعبود بحق لا إله غيره ولا معبود سواه, ونعتقد أن أول واجب على العبد , وأن الحكمة من خلق الخلق: إفراد الله بالعبادة, وإخلاص الدين له, وأن الرسل ما أرسلت, والكتب ما أنزلت إلا لتحقيق توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة؛ لأن الخصومة بين الرسل وبين من خالفهم وقعت فيه.
قال الله سبحانه وتعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات 56].
وقال سبحانه وتعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء25].
وقال تعالى:{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد : 19].
قال صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذًا إلى اليمن:”فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله”, وفي رواية قال:”إلى شهادة أن لا إله إلا الله”, وفي رواية قال:”إلى أن يوحدوا الله”.[البخاري(1458 و7372) ومسلم(19)].
قال أبو العباس القرطبي المالكي معلقًا على هذا الحديث:”إن أول الواجبات التلفظ بكلمتي الشهادة مصدقا بها“.[المفهم (1/182)].
وقد قررعبدالعزيز آل مبارك المالكي في عقيدته أن :”أول واجب على المكلف: أن يعلم لا إله إلا الله”.[تدريب السالك (18)].
وأكد ذلك من قبل ابن مشرف المالكي في نظمه فقال:
وأول الفرض إيمان الفؤاد كذا |
نطق اللسان بما في الذكر قد سُطرا | |
أن الإله إله واحـــــــــــــــــد صمـــــــــد |
فلا إله ســــــــــــوى مـــــــــــن للأنام بــــرا |
والحمد لله رب العالمين