الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فقد وقفت على كلمةٍ منشورة لصاحبها أ. محمد موسى آل نصر حول أحداث غزة، ومما جاء فيها قوله: "ولقد صدق فضيلته – أي أ. مشهور حسن آل سلمان – ردًّا على من قال: إن حماس متعلقة بإيران؛ الغريق يتعلق بقشة، لما تخلى أهل السنة عن دعمهم أُلجؤوا إلى إيران بسبب تقصيرنا".
ويقول قبل ذلك: "وجَلْدُ حماس الآن لا يخدم إلا يهود وحلفاء يهود وأجراء يهود".
إلى أن يقول: "لقد اتفقت فتوى ثلاثة من كبار تلامذة شيخنا الألباني: الشيخ مشهور والشيخ علي والفقير إلى الله على وجوب نصرة أهل غزة بزعامة حماس والدعاء لهم وتقديم العون لهم في معركتهم مع يهود, ويأبى بعض المحسوبين علينا إﻻ أن يجذِّفوا عكس التيار ويغرِّدوا خارج السرب، فأقول: لهم اتقوا الله" إلخ.
ثم استمعت إلى مقطع صوتي منشور لـ أ. مشهور حسن آل سلمان يقرِّر فيه مثل هذا أيضًا وذلك في أحداث غزة السابقة سنة 1430 – 2009، ومما جاء في كلمته تلك قوله:
" لا أكتم أن هناك خوف شديد على حماس من الشيعة، وللأسف لا يوجد أصوات سُنيَّة عاقلة لها صلات قوية مع حماس بحيث تؤثر عليها تأثيرا صحيحا إيجابيا، والغريق يتعلق بقشة، والشيعة كاليهود يظهرون خلاف ما يبطنون، وهم يظهرون مواقف تنفِّس عن المسلم العادي، فلا تغتروا بهذه التنفيسات، وينبغي أن تبقى الجسور ممدودة مع حماس، لإنقاذهم مما هم فيه، ولكي لا يكون للشيعة تأثير مباشر عليهم ينبغي أن يُحصَّنُوا بقناعاتهم وعقائدهم من شر أولئك القوم، وأهل السنة قصروا في هذا".
إلى عبارات أخرى سيأتي ذكرها.
ولما وقفت على ذلك رأيت وجوب النصح والبيان سيما مع تكرار هذا الكلام في أحداث غزة السابقة والحالية وتداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، ولي على هذه الكلمات الملاحظات الآتية، فأقول مستعينًا بالله:
الملاحظة الأولى: ما ورد في العبارات السابقة من نسبة التقصير لأهل السنة تجاه حماس.
حيث قال أ. محمد موسى آل نصر: "لما تخلى أهل السنة عن دعم حماس ألجؤوا إلى إيران بسبب تقصيرنا".
وقال أ. مشهور حسن: "لا يوجد أصوات سُنيَّة عاقلة لها صلات قوية مع حماس بحيث تؤثر عليها تأثيرا صحيحا ايجابيا".
وقال أيضا: "ينبغي أن تبقى الجسور ممدودة مع حماس، لإنقاذهم مما هم فيه، ولكي لا يكون للشيعة تأثير مباشر عليهم، ينبغي أن يُحَصَّنوا بقناعاتهم وعقائدهم من شر أولئك القوم، وأهل السنة قصروا في هذا".
فأقول:
هذا اتهامٌ باطلٌ لأهل السنة مرفوضٌ جملةً وتفصيلا، وذلك من وجوهٍ عدة:
الأول: أنَّ أهل العلم لم يزالوا يؤكِّدون من قديم وإلى يومنا هذا على الأصل المعروف من أصول أهل السنة والجماعة وهو: الاعتصام والاجتماع والوحدة والتآخي على دين الله وشرعه، ويحذِّرون من نقيض ذلك من الفرقة والانقسام والاختلاف والعداوات والتشتت وآثارها السيئة على الأفراد والمجتمعات، وكتبهم ونصائحهم وتقريراتهم مليئة بالتأكيد على هذا الأصل العظيم والحض عليه والدعوة إليه.
إلى غير ذلك من النصوص الشرعية المتضافرة المتظافرة الآمرة بالوحدة والاجتماع والناهية عن الفرقة والاختلاف والتي لم يألُ العلماء جهدًا في التذكير بها والدعوة إليها والحض على التمسك بها والعمل بمقتضاها.
فأين تقصير أهل السنة تجاه حماس وهم ينصحون ويحذِّرون من مغبة الفرقة والاختلاف ومن مثل الواقع الأليم الذي تعيشه حماس وما تسببت فيه من التمزق والانقسام؟!
أيسوغ اتهام أهل السنة بذلك وهم يدندنون حول هذا الأصل ليل نهار وحماس تعلم ذلك جيدا؟!!
الوجه الثاني: أنَّ العلماء بذلوا الوسع في التحذير من أسباب الفرقة والتي من أشدها ظاهرة الحزبية المقيتة، وفي الوقت الذي كانت فيه بعض التيارات كالإخوان المسلمين تجلب بخيلها ورَجِلِها لنشر التحزُّب والبيعات الحزبية في المجتمعات الإسلامية وتسويغ تمزيق الأمة إلى فرق وجماعات وادِّعاء أنَّ ذلك ظاهرة صِحَّيَّة كان العلماء الصادقون الناصحون قائمين على قدم وساق بالتحذير من هذا المسلك الخطير وبيان مفاسده وأضراره والتدليل على ذلك من نصوص الشرع الحنيف.
ومن جملة جهود العلماء في التحذير من المسالك الحزبية:
قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "أما الانتماءات إلى الأحزاب المحدثة فالواجب تركها, وأن ينتمي الجميع إلى كتاب الله وسنة رسوله, وأن يتعاونوا في ذلك بصدق وإخلاص, وبذلك يكونون من حزب الله الذي قال الله فيه سبحانه في آخر سورة المجادلة : {ألا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}".
وقوله رحمه الله: "مما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولا وأعداء الإسلام من الإنس ثانيا؛ لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم, وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن, فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم".
ويقول رحمه الله متنقدًا عبد الرحمن عبد الخالق:
"خامسا: دعوتكم في كتابكم: (مشروعية الجهاد) ص 28 , 37 , 39 وكتابكم: (الوصايا العشر) ص 71 , ص 44 إلى تفرق المسلمين إلى جماعات وأحزاب, وقولكم: إن هذا ظاهرة صحية.
ولا يخفى أن هذا مصادم للآيات القرآنية, والأحاديث النبوية, مثل قوله سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} وقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} الآية، في آيات كثيرة في هدا المعنى، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم »، في أحاديث كثيرة في هذا المعنى، فالواجب عليكم الرجوع عن ذلك, وإعلانه في الصحف المحلية, وفي الكتاب الذي أوصيناكم به آنفا في بيان ما رجعتم عنه من الأخطاء".
ويقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: "لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أنَّ التحزب والتكتل في جماعات مختلفة الأفكار أولاً والمناهج والأساليب ثانياً ليس من الإسلام في شيء، بل ذلك مما نهى عنه ربنا عز وجل في أكثر من آية في القرآن الكريم، منها قوله عز وجل: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}، وربنا عز وجل يقول: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}".
وللشيخ رحمه الله كلامٌ كثيرٌ في تقرير هذا الأمر في مواضع عدة من كتبه وأشرطته.
ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "الجماعة في الإسلام هي الاجتماع على شريعة الله عزَّ وجلَّ التي قال فيها الرَّسول عليه الصلاة والسلام: « لا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك »، هذه هي الجماعة التي يجب على الإنسان أن ينتمي إليها، أما الجماعة الحزبية التي لا تريد إلا انتصار رأيها، سواء كان بحق أم بباطل، فإنه لا يجوز الانتماء إليها؛ لأن ذلك متضمنٌ البراءة من الجماعة الإسلامية، والولاية للجماعة الحزبية التي فيها التفرق والاختلاف".
ويقول رحمه الله أيضا: "أنا لا أقر ولا أوافق على التكتل الديني، بمعنى: أن كل حزب يرى نفسَه أنه منفرد عن الآخرين؛ لأن هذا يدخل في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}، ولهذا تجد هؤلاء المتفرقين عندهم من كراهة بعضهم لبعض أشد من كرههم للفاسقين الذين يعلنون بفسقهم -كما نسمع- حتى إن بعضهم يضلل الآخر ويكفِّره بدون سبب للتكفير، فأنا لا أرى التكتُّل والتحزب الديني، وأرى أنه يجب محو هذه الأحزاب، وأن نكون كما كان الصحابة رضي الله عنهم عليه أمة واحدة".
إلى أن يقول: "والحمد لله الأمة كما اتفق أولها على جادَّة واحدة وطريق واحد فيمكن أن يتفق آخرها".
ويقول رحمه الله: "ليس في الكتاب والسُنَّة ما يبيح تعدُّد الجماعات والأحزاب ، بل إنَّ في الكتاب والسُنَّة ما يَذُمّ ذلك ، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}، وقال تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}، ولا شكَّ أنَّ هذه الأحزاب تنافي ما أمر الله، بل ما حثَّ الله عليه في قوله: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، ولا سيّما حينما ننظر إلى آثار هذا التفرُّق والتحزُّب حيث كان كُلّ حزب وكُلُّ فريق يرمي الآخر بالتشنيع والسبِّ والتفسيق، وربما بما هو أعظم من ذلك، لذلك فإنَّنِي أرى أنَّ هذا التحزُّبَ خطأٌ".
ويقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: "الإسلام دين الجماعة ودين الألفة والاجتماع، والتفرُّق ليس من الدِّين؛ فتعدُّد الجماعات هذا ليس من الدِّين؛ لأنَّ الدِّين يأمرنا أن نكون جماعةً واحدةً، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: « المسلم للمسلم كالبُنيان يشدُّ بعضه بعضًا »، ويقول: « مَثَلُ المؤمنين في توادِّهِم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد »، إنّ البنيان وإنَّ الجسد شيء واحد متماسك، ليس فيه تفرُّقٌ؛ لأنّ البنيان إذا تفرَّق؛ سقط، كذلك الجسم إذا تفرَّق؛ فقد الحياة، ولا بدَّ من الاجتماع، وأن نكون جماعة واحدةً، أساسُها التَّوحيدُ، ومنهجُها دعوة الرَّسول صلى الله عليه وسلم، ومسارُها على دين الإسلام؛ قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}، فهذه الجماعات وهذا التفرُّقُ الحاصل على السَّاحة اليوم لا يُقِرُّهُ دين الإسلام، بل ينهى عنه أشدَّ النَّهي، ويأمر بالاجتماع على عقيدة التَّوحيد، وعلى منهج الإسلام؛ جماعة واحدة، وأمة واحدة؛ كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك، والتفرُّقُ وتعدُّدُ الجماعات وإنما هو من كيد شياطين الجنِّ والإنس لهذه الأمة".
وسئل حفظه الله: ما رأيكم في أنَّ تعدُّد هذه الجماعات اختلافُ تنوُّعٍ وليس اختلافَ تفرقة؟
فأجاب: "هذا اختلافٌ ليس محمودًا، لأنه اختلافُ تفرُّق، والله تعالى نهانا عن التفرق والاختلاف، وأوجب علينا أن نكون أمة واحدة، كما قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }، نحن أمة واحدة كما ذكر الله لا تعرف التفرق أو التحزب".
إلى غير ذلك من كلمات أهل العلم الكثيرة في هذا الباب والتي لا يمكن حصرها في هذا المقام.
وحينئذ فأين تقصير أهل السنة تجاه حماس وهم ينصحون ويحذِّرون من مثل ما هي عليه من الحزبية المقيتة التي كانت وبالاً عليها وعلى أهل غزة وعلى الفلسطينيين عموما؟!!
هل استجابت حماس لنصائح العلماء بترك ما هي عليه من التحزب ومعالجة أخطائها والإسهام الجاد والحقيقي في توحيد الصف الفلسطيني على ما يحبه الله ويرضاه؟!!
أم أنَّ الحزبيَّة جرفتها إلى مهاوٍ سحيقةٍ من التعصب والانتصار الأعمى لحزبيتها والإصرار على ذلك رغم نصائح الناصحين؟!!
إنَّ الجواب معروف لكلِّ منصف.
وحينئذ فإنَّ اللوم إنما يقع على حماس التي رفضت ترك حزبيتها رغم نصائح العلماء المتوالية لا على أهل السنة الذين لم يألوا جهدًا في التحذير من الحزبية وبيان مضارها ومفاسدها.
وإلا فبأيِّ وجه يسوغ اتهام أهل السنة بأنهم قصروا وأنه لم تكن لهم أصوات عاقلة وقد بذلوا ما يستطيعون؟!!
وما ذنب أهل السنة إذا كانت حماس لا تصغي ولا تستجيب؟!!
إنَّ من الخطأ البيِّن تحميل أهل السنة جريرة ما تلبَّست به حماس من الحزبية المقيتة وما جرها ذلك إلى مواقف لا تخدم القضية الفلسطينية في شيء.
الوجه الثالث: أنَّ أهل العلم لم يزالوا ناصحين للإخوان المسلمين بما فيهم حماس يدعونهم إلى الرجوع عن أخطائهم ويبينون لهم ما أخطؤوا فيه من مناهج وتحزبات ويقيمون لهم على ذلك الحجج النيِّرة والبراهين الساطعة ويحذرونهم من مغبَّة ما تلبَّسوا به من مسببات الفرقة والشقاق، ولم يألوا في ذلك جهدًا، وهو أمرٌ معروف لا يخفى.
فكيف يسوغ بعد هذا اتهام أهل السنة بالتقصير تجاه حماس وأنه لم تكن لهم أصوات عاقلة تسعى لاستنقاذهم من واقعهم المرير؟!!
الوجه الرابع: أنَّ أهل العلم أسدوا النصح لحماس على وجه الخصوص وحذروهم من الفرقة والاختلاف وحثوهم على الوحدة والائتلاف وعلى أن يكونوا يدًا واحدة مع سائر الفسلطيين بعيدا عما يضر بوحدتهم من تحزب وتهور وغير ذلك.
يقول أحمد ياسين مؤسس حركة حماس نفسه في كلمةٍ له عن الشيخ ابن باز ولقائه به في موسم الحج 1419هـ / 1998م في أرض الحجاز: "وكان محور حديثه – أي الشيخ ابن باز – متوجها حول الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني، والوحدة الوطنية، وتفويت الفرصة على المتربصين لوحدة شعبنا الفلسطيني والمتآمرين على قضيته، محذراً من التفسخ والانقسام ، مذكراً بالهدف الواحد القائم على أساس إعلاء كلمة الحق وكلمة الدين”.
أليس هذا من النصح لحماس؟!!
أليس صوت الشيخ ابن باز صوتا عاقلا حكيما صادرًا من عالم جليل وموجَّهًا لمؤسس حركة حماس نفسه؟!!
فكيف يسوغ بعد هذا أن يقال: لم تكن هناك أصوات عاقلة لأهل السنة في نصح حماس؟!!
وهل استجابت حماس لهذه النصائح؟!!
الوجه الخامس: أنَّ أهل العلم بينوا خطأ مواقف حماس القائمة على استعداء العدو ضد الدماء الفلسطينية في واقعٍ لا يملكون فيه قوةً ولا يستطيعون فيه دفعًا ولا صدًّا وحذَّروهم من أي مسلك متهور لا يخدم المصالح العامة لأهل فلسطين وأمروهم بألا يفتاتوا على ولي الأمر هناك فيقع النزاع والخلاف وقد وقع ذلك وللأسف الشديد.
فمن ذلك أن الشيخ ابن باز رحمه الله سئل: يختلف الفلسطينيون في مواقفهم من عملية السلام: فحماس تعارض وتدعو للمقاومة, والسلطة الفلسطينية موافقة, وأغلب الشارع كما يبدو مع السلطة, فمن تلزم الناس طاعته؟ وما هو موقفنا نحن في الخارج؟ نرجو بيان الحق; لأن هناك أخطارا بأن ينشب القتال بين الفلسطينيين أنفسهم.
فأجاب رحمه الله: "ننصح الفلسطينيين جميعا بأن يتفقوا على الصلح, ويتعاونوا على البر والتقوى؛ حقنا للدماء, وجمعا للكلمة على الحق, وإرغاما للأعداء الذين يدعون إلى الفرقة والاختلاف، وعلى الرئيس وجميع المسئولين أن يحكِّموا شريعة الله, وأن يلزموا بها الشعب الفلسطيني؛ لما في ذلك من السعادة والمصلحة العظيمة للجميع" إلخ.
ويقول الشيخ رحمه الله بعد كلمة له حثَّ فيها الدول الإسلامية على نصرة فلسطين وإخراج اليهود منها: "وأما بقاؤهم في حرب مع اليهود وفي أذى عظيم وضرر كبير على رجالهم ونسائهم وأطفالهم فهذا لا يسوغ شرعا, بل يجب على الدول الإسلامية والأغنياء والمسئولين من المسلمين أن يبذلوا جهودهم ووسعهم في جهاد أعداء الله اليهود، أو فيما يتيسر من الصلح إن لم يتيسر الجهاد صلحا عادلا يحصل به للفلسطينيين إقامة دولتهم على أرضهم وسلامتهم من الأذى من عدو الله اليهود".
وهذا أيضًا حوار جرى بين الشيخ الألباني رحمه الله وأحد السائلين:
السائل: اليوم أهلنا بفلسطين بحالة صراع مستمر مع اليهود، هل يجوز شرعا إذا أحدنا أمسك بيهوديٍّ فهل يجوز أن يقتله؟
الشيخ : "يقتله أين هنا أم هناك؟".
السائل: هناك.
الشيخ: "يا أخي أنتم ألا ترون أنه لَمَّا يُقتَل يهوديٌّ يُقتل في مقابله عديد من المسلمين؟! ما رأيتم هذا؟! القتلى من المسلمين أكثر أم من اليهود؟".
السائل: من المسلمين، لكن لا بدَّ من الأمور هذه حتى نوقع في قلوبهم الرُّعب ونخوُّفهم.
الشيخ: "لا، مش لا بدَّ أن يكون هكذا".
السائل: إلى متى يعني؟
الشيخ: "أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل، ما هكذا يا سعد تورد الإبل، تصوّر الآن أنت إذا بقي الحال هكذا ماذا ستكون النَّتيجة؟! المسلمون يتفرَّجون، والفلسطينيُّون يُذبَحُون، ماذا تكون النّتيجة؟! يُقتَل يهوديٌّ ويُقتل مقابله عشرة من الفلسطينيّين!! ويُسجن الألوف!! ماذا تكون النّتيجة؟!! هل يكون انتصارًا على اليهود؟!! ليس هذا هو الطّريق”.
ويقول الشيخ رحمه الله أيضًا: “الحركة القائمة اليوم في الضفة هذه حركةٌ ليست إسلامية، شئتم أو أبيتم، لأنَّهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدَّته، أين العُدَّة؟! العالم الإسلامي كله يتفرج وهؤلاء يُقتلون ويُذبحون ذبح النعاج والأغنام، ثمَّ نريد أن نبني أحكامًا كأنَّها صادرةٌ من خليفة المسلمين، ومن قائد الجيش الذي أمَّره هذا الخليفة، ونأتي لجماعة مثل جماعة حماس هذه نعطيهم الأحكام الإسلامية!! ما ينبغي هذا بارك الله فيكم، نحن نرى أنَّ هؤلاء الشباب يجب أنْ يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة، ليس الآن".
وننبِّه القارئ الكريم إلى أنَّ مثل هذه الكلمات العاقلة الحكيمة ليست من التخاذل في شيء كما قد يتوهمه بعض أصحاب النظرات القاصرة والعواطف غير المنضبطة، ولكنها إعمال للفقه الصحيح وتقرير للسياسة الشرعية وفق ما دلَّ عليه الشرع الحنيف.
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل تعني الهدنة المطلقة مع العدو إقراره على ما اقتطعه من أرض المسلمين في فلسطين, وأنها قد أصبحت حقا أبديا لليهود إلخ؟
فأجاب رحمه الله: "الصلح بين ولي أمر المسلمين في فلسطين وبين اليهود لا يقتضي تمليك اليهود لما تحت أيديهم تمليكا أبديا، وإنما يقتضي ذلك تمليكهم تمليكا مؤقتا حتى تنتهي الهدنة المؤقتة أو يقوى المسلمون على إبعادهم عن ديار المسلمين بالقوة في الهدنة المطلقة".
إنَّ الموقف في الفتن والنوازل لا بد أن يكون واعيا منضبطا قائما على معرفة صائبة بأدلة الشرع ودراية حقيقية بالواقع وإرجاع للأمور إلى أهلها من الحكام والعلماء.
الوجه السادس: أن أ. مشهور حسن نفسه الذي نسب التقصير لأهل السنة تجاه حماس وأيَّده على ذلك مؤيِّدون هو نفسه يحكي واقع حماس المرير من التعصب الأعمى الذي أدى بها إلى منابذة مخالفيها في عقر دارها في غزة ورفضها لأي صوت يخالف ما هي عليه.
يقول أ. مشهور حسن في نقد حماس: "يجب عليهم – أي حماس – من دواخلهم أن يحاسبوا أنفسهم، والأخطاء التي جرت منهم، ولا سيما في منابذة إخواننا في داخل قطاع غزة، ولو كان بعض إخواننا في غزة معنا لأسمعنا ما لا يمكن أن يُصدَّق!! من منابذتهم لإخواننا، نحن على دراية بهذا، ونعرف هذا، ونبهناهم، ونبهنا في دروسنا العامة ودروسنا الخاصة، نبهنا هؤلاء على أخطائهم".
فهذا إقرارٌ بما تلبست به حماس من التعصب الأعمى الذي أدى بها إلى منابذة مخالفيها في عقر دارها ورفضها لأي صوت عاقل يخالف ما هي عليه، فكيف يسوغ بعد هذا أن يُلقى اللوم على أهل السنة مع أن حماسًا هي التي تنابذ مخالفيها ولا تسمع لهم صوتًا؟!
وها هو أ. مشهور حسن نفسه يقول:"نبهناهم، ونبهنا في دروسنا العامة ودروسنا الخاصة، نبهنا هؤلاء على أخطائهم"!!
فهل استجابت حماس لهذه التنبيهات؟!!
الملاحظة الثانية: قول القائل: "إن حماسًا أُلجئوا إلى إيران بسبب تخاذل أهل السنة".
حيث قال أ. محمد موسى آل نصر: "ولقد صدق فضيلته – أي: أ. مشهور حسن – ردا على من قال: إن حماس متعلقة بإيران؛ الغريق يتعلق بقشة، لما تخلى أهل السنة عن دعمهم ألجؤوا إلى إيران بسبب تقصيرنا".
فأقول:
إنَّ هذا الكلام باطل ومردود من وجوه عدة، منها:
الأول: أن حماسًا عندما ارتمت في أحضان إيران باختيارها وإرادتها فليس ذلك بسبب تقصير أهل السنة الذين لم يقصروا بل بذلوا ما يستطيعون من النصح والإرشاد، وإنما بسبب تقصيرها هي وتعصبها الأعمى لمنهج الإخوان المسلمين الذي تحزبت حوله وعقدت عليه ألوية الولاء والبراء ونابذت من خالفها في ذلك ورفضت أي صوت عاقل يخالف منهجها هذا، وما قصة منابذتهم لأولئك الذين هم في عقر دارها ببعيدة!
فبأي وجه يلام أهل السنة على ارتماء حماس في أحضان إيران؟!!
ولماذا لا تلام حماس نفسها على جرائرها بما في ذلك مشيها في هذا الطريق الذي أصرت أن تمشي فيه رغم نصائح أهل السنة لها؟!!
أليست حماس هي الملومة على ذلك؟!!
نعم! إن ارتماء حماس في أحضان إيران والأحزاب الطائفية هي من كسب يدها وليس لأهل السنة أي ذنب في ذلك بل قد نصحوا وبينوا ولكن لم يجدوا أي آذان صاغية، ولم يكن حالهم مع هؤلاء إلا كما قال الشاعر:
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيًّا … ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارًا نفحتَ بها أضاءت … ولكن أنت تنفخ في رمادِ
الوجه الثاني: ما الذي يمنع حماسًا من أن تستعيض عن الارتماء في أحضان إيران والأحزاب الطائفية بالرجوع إلى الصواب والاستجابة للأصوات الناصحة؟!!
أليس هذا أحقُّ بأن تتبعه لو كانت صادقة؟!!
أليس الواجب عليها في الشرع والعقل أن تخلع جُبَّة الحزبية عاجلا غير آجل وأن تساهم بحق وصدق في وحدة الصف الفلسطيني؟!! فهل هي فاعلة؟!!
ولماذا لم يُلجئ هذا الواقع حماسًا إلى التخلي عن هذه الحزبية بدلا من أن يُلجئها إلى الارتماء في أحضان إيران؟!!
فهي إن كانت قادرةً على أن تفعل هذا فهي قادرةٌ على أن تفعل هذا أيضًا!!
وحينئذ فإن هذه الجريرة إنما هي في رقبة حماس التي اختارت هذا الطريق بنفسها انتصارا لحزبيتها وتغليبا لمصلحة الإخوان المسلمين على مصلحة الشعب الفلسطيني، فهي الملامة وهي المقصرة.
والعجب أننا نجد أ. محمد موسى آل نصر يقول في ثنايا كلامه أيضا: “جَلد حماس الآن لا يخدم إلا يهود وحلفاء يهود وأجراء يهود”!
فنقول: وهل جَلد أهل السنة هو البديل الأفضل الآن؟!!
إنه من المستغرب مثل هذا الانكفاف عن حماس وفي المقابل هذا الكر على أهل السنة بمثل ذلك الاتهام.
ثم إننا نجد أنَّ أ. مشهور حسن نفسه الذي نسب التقصير لأهل السنة تجاه حماس يقول في لقاء لاحق: "على الأمة ألا تعلِّق نصرا على جهةٍ لا يكون منها النصر، أنا أقول: حماس تنكبت أسباب النصر"!!
ويقول أيضًا: "يا من تتأمَّلون النصر من غزة: ما حصل أسباب النصر! هل يتوقع عاقل أن غزة سيكسرون اليهود ويحررون الأقصى؟! هل هذا المطلوب؟! هل هذا الذي يُتَصوَّر؟!".
ويقول أيضا: "ولَّى الله حماس، وأعطاها الولاية، وأصبحت هي الحاكمة لكن هل حكمت بما أنزل الله؟ لا، ما حكمت بما أنزل الله، هل هذا ممدوح أم مذموم؟ هذا مذموم وشنيع، ولعل هذا سبب من أسباب ما يجري في غزة"!!
فإذا كانت حماس تنكبَّت أسباب النصر …
وإذا كانت لم تحكم بما أنزل الله …
وإذا كان ذلك سببا من أسباب ما يجري في غزة …
أفلا يدل ذلك على أن حماس هي الملامة وهي المقصرة، لا أهل السنة الذين بذلوا لها ولأمثالها النصح ليل نهار؟!
الملاحظة الثالثة: إظهار حماس في مظهر المستنصح الذي قصَّر معه أهل السنة وإبرازها أيضا في مظهر الزعامة!
حيث قال أ. محمد موسى آل نصر: "لقد اتفقت فتوى ثلاثة من كبار تلامذة شيخنا الألباني: الشيخ مشهور والشيخ علي والفقير إلى الله على وجوب نصرة أهل غزة بزعامة حماس"!!
وقال أ. مشهور حسن: "ينبغي أن تبقى الجسور ممدودة مع حماس، لإنقاذهم مما هم فيه"! ثم يقول: "وأهل السنة قصروا في هذا "!
ونقول تعليقا على هذا الكلام:
ألم يكن المتعين بدلا من الكلام حول زعامة حماس والتي حصل بسببها من التفرق والانقسام والشرور الوبيلة والآثار السلبية ما حصل أن يقال: إن على حماس أن تتحلى بالشجاعة وتترك الزعامات الحزبية التي لا تخدم أهل فلسطين في شيء؟!!
ألم يكن هذا هو المتعين بدلا من مثل ذلك الإقرار؟!!
ثم كيف يُقال: ينبغي إبقاء الجسور ممدودة مع حماس لإنقاذهم مما هم فيه؟!
عن أي جسور يمكن أن يكون الحديث؟!!
هل تركت حماس جسورًا حتى يحرص غيرها على إبقائها؟!!
إن مثل هذا الكلام أقرب إلى الخيال منه للواقع، وذلك لأنَّ تعصُّب حماس وحزبيتها أمر مكشوف معروف لدى كل منصف، وإلا فهل هي مستعدة لئن تتجرد عن حزبيتها وتقيم جسورا حقيقية تقبل فيها من الآخرين النصيحة وما يقيم عوجها؟!!
وإذا كان الجواب بالنفي أفلم يكن المتعين أن يقال بدلا من اتهام أهل السنة بالتقصير بأن على حماس أن تنهي الحزبية التي تلبَّست بها وأن تتخلى عن مواقفها السلبية وأن تبني جسورا حقيقية واقعية موضوعية متجردة موافقة للشرع تتنازل فيها عن الأخطاء وتمد يدها لتوحيد الصف الفلسطيني على كلمة سواء؟!
إن هذا هو المتعين على حماس، وهذا هو المتعين على كل ناصح يزن الأمور بميزان صحيح ويخاطب كل طرف بما يليق به.
الملاحظة الرابعة: وصف مواقف حماس في مناوشة اليهود بالجرأة المحمودة وبالقتال الذي ينبغي على كل مسلم موالاتها عليه.
حيث يقول أ. مشهور حسن: "حماس يجب أن تراجع نفسها، ويجب أن تعلم وأن تعلن وأن تكون جريئة كجرئتها في محاربة اليهود، وهذه جرأة محمودة"!
ويقول أيضا: "نحن لا نوالي حماسا ولاء مطلقا، نحن نواليهم في قتالهم لعدو الله عز وجل"!
فنقول:
إن تلك الجرأة التي يمتدح بها أ. مشهور حسن حماسا لم تَجُرَّ على أهل غزة إلا المصائب والكوارث والخراب والدمار المرة تلو المرة، فلا الإسلامَ نصرت ولا العدوَّ كسرت؛ لأنها لم تبن مواقفها على الشرع ولا على ما ينطبق عليه حقيقة الجهاد في سبيل الله.
فمن أين لمثل هذه الجرأة أن تكون محمودة؟!!
إن الجرأة الصحيحة لا بد أن تُبنى على الكتاب والسنة وليس على محض العواطف والانفعالات وعلى شعارات جوفاء لا تخدم المسلمين في شيء كما هو حال حماس!
وقد سبق كلام الشيخ ابن باز والشيخ الألباني رحمهما الله في مثل هذه المقاومة المزعومة والتي إن قُتل فيها يهوديٌّ واحد أو أكثر يُقتل في مقابله المئات والمئات من الفلسطينيين من أطفال وشيوخ ونساء ورجال، والتي إن رُمي فيه صاروخ واحد كان في مقابله تدمير بيوت المسلمين في غزة وقصف مساكنهم ومدارسهم ومستشفياتهم من دون أن ينال العدو من ذلك شيء يُذكر في مقابل ما ينال المسلمين من فجائع وكوارث.
فمن يقول إن هذه الجرأة محمودة؟!!
بأي ميزان يكون ذلك؟!!
وأنى لمثل هذه التصرفات أن يتحقَّق فيها مسمى الجهاد في سبيل الله وهذا واقعها وحقيقتها؟!!
أليس وصف هذه الأعمال بالتهور واللاعقلانية ومخالفة الشرع هو الأليق؟!!
وقد سبق كلام الشيخ ابن باز رحمه الله: "أما بقاؤهم في حرب مع اليهود وفي أذى عظيم وضرر كبير على رجالهم ونسائهم وأطفالهم فهذا لا يسوغ شرعا".
وسبق كلام الشيخ الألباني رحمه الله: "يا أخي أنتم ألا ترون أنه لَمَّا يُقتَل يهوديٌّ يُقتل في مقابله عديد من المسلمين؟! ما رأيتم هذا؟!".
وقوله: "يُقتَل يهوديٌّ ويُقتل مقابله عشرة من الفلسطينيّين!! ويُسجن الألوف!! ماذا تكون النّتيجة؟!! هل يكون انتصارًا على اليهود؟!! ليس هذا هو الطّريق".
وحينئذ نقول: أليست حماس هي التي تجذِّف عكس التيار وتغرِّد خارج السرب بمواقفها المنافية للشرع والبعيدة عن العقل؟!!
إنَّ الجواب لا يخفى على بصير عارف بالشرع ومطَّلع على الواقع.
نسأل المولى سبحانه أن يرينا الحقَّ حقًّا ويرزقنا اتِّباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يردَّ المخطئ إلى الصواب، وأن يهديه ويبصِّره، وأن يرفع الكرب والبلاء عن إخواننا في غزة، وأن يهيِّئ لهم من أمرهم رشدًا، وأن يهلك عدوَّهم، ويردَّ كيده في نحره، وأن يوحِّد كلمة المسلمين، ويوفِّقهم لاستنقاذ فلسطين، وإلى كلِّ ما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.