فوائد قرآنية - (٠٧) فائدة في أنواع الآيات الواردة في زيادة الإيمان ونقصانه
إنَّ من عقيدة المسلمين الثابتة أنَّ القرآن أساس لبيان كل شيء؛ من عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات.
ومن عقيدة المسلمين أن الإيمان يزيد وينقص، وقد جاء التصريح بذلك في مواضع متعددة، وبألفاظ مختلفة، منها:
1- آيات فيها التصريح بزيادة الإيمان، وذلك في ستة مواضع من كتاب الله:
أ- قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
ب- وقال عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
ج- وقال جل وعلا: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124].
د- وقال سبحانه: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].
ه- وقال عزَّ من قائل: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح: 4].
و- وقال جل وعزَّ: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: 31].
2- آيات فيها التصريح بزيادة الهدى، وهذا في ثلاثة مواضع:
أ- قال تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13].
ب- وقال جل وعلا: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم: 76].
ج- وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17].
3- التصريح بزيادة الخشوع، وهذا في موضع واحد، وذلك في قوله جل وعلا: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 109].
فذِكرُ الله جل وعلا وتصريحه لهذه الألفاظ الشرعية (الإيمان-الهدى-الخشوع) بالزيادة فيها حثٌّ لعباده على الإقبال عليها، والاهتمام بها، والعناية بمضامينها، وسلوك الوسائل الشرعية لتحصيلها وملازمة ذلك حسب الإمكان، فالواجب التأمل في هذه المواضع، والتدبر فيها، والتفكر في سياقاتها؛ فلعل القلوب أن تتحرك بذلك وتقوى صلتها بكتاب الله.
وظنِّي أن من فعل ذلك زاد إيمانه، وارتقى في تقواه لله تعالى، وازداد هدى، ونما خشوعه في قلبه، وفاز برضا ربه بإذن الله تعالى.