مرض كورونا


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات
القسم: 
القسم: 
القسم: 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

· كورونا فيروس قديم من خَلقِ الله تعالى يُسبب أمراضًا في البشر بإذن الله تعالى في الجهاز التنفسي يبدأ بالزكام ثُم الحمى ثُم التهاب القصبات الهوائية ليصل إلى الرئتين، ثُم قد يصل إلى موت المصاب بأمرِ الله تعالى.

· إذا هو وباءٌ ينتشر في العالم بمشيئة الله تعالى وقدرته وحِكمته.

· وهو نعمة وابتلاء كسائر الأمراض والمكاره، يبتلي الله به عباده ليرجعوا إليه، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35].

· ولكون المرض والبلاء نعمة كان الصالحون يفرحون به كما يفرح الواحد منا بالرخاء، فقد قال رسول الله -صَلَّى الله عَلِيْهِ وَسَلَّمْ-: «أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ وإن كانَ أحدُكم ليُبتلَى بالفَقرِ، حتَّى ما يجِدُ إلَّا العَباءةَ يجُوبُها، وإن كان أحدُكُم ليفرَحُ بالبلاءِ كما يفرَحُ أحدُكُم بالرَّخاءِ» رواه ابن ماجة والحاكم وهو في الصحيحين (144).

· فالمرض الذي يُسببه فيروس كورونا نعمة للمؤمنين وعذاب وعقوبة لغيرهم، والله -عزَّ وجل- عاقب بني إسرائيل لَـمَّا عصوه فقال تعالى: {فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [البقرة:59] أي وباء الطاعون، فالله -عزَّ وجل- أرسل جنديًّا من جنوده (كورونا) ليعاقب أقوامًا فسقوا وتكبروا وظلموا وأشركوا وعصوا لعلهم يرجعون. {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح:7].

· كورونا نعمة للمؤمنين لما يلي:-

- قال -صَلَّى الله عَلِيْهِ وَسَلَّمْ-:  «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له» رواه مسلم وغيره، فالصبر والشكر خيرٌ في جميع الحالات.

- قال -صَلَّى الله عَلِيْهِ وَسَلَّمْ-: «ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى، مَرَضٌ فَما سِواهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ له سَيِّئاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَها» متفقٌ عليه.

- قال -صَلَّى الله عَلِيْهِ وَسَلَّمْ-: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا، إِلا كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ» رواه مسلم.

- إذا الرض بسبب كورونا نعمة للعبد المؤمن.

كذلك:

· من أصيب بهذا المرض من المؤمنين وصبر ورضي بقدر الله فله الجنة، والنبي -صَلَّى الله عَلِيْهِ وَسَلَّمْ- قال للمرأة التي تصرع: «إِنْ شِئْتِِ صَبَرْتِ ولكِ الجنةُ» متفقٌ عليه.

· انتشار هذا المرض بسبب كورونا ردَّ كثيرًا من الناس إلى ربهم وذكرهم بمعاصيهم وأيقظهم من غفلتهم وهذا مُشاهد واقع، بل دخل الناس في دين الله أفواجًا.

· فالواجب على المسلم:

- أن يصبر على البلاء والمرض إذا أصيب بأمر الله تعالى.

- أن يعلم بأن هذا المرض مُقدَّرٌ من عند الله {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة:51]، وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11].

- أن يَتيقَّن بأن الله تعالى أرحم بك من نفسك ومن الخلق أجمعين.

- أنَّ الله تعالى أراد به الخير في هذا المرض فإنَّ الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السَّخط.

- أن يعلم بأن الجَزع والخوف لا يفيد وإنما يريد الآلام ويضاعف عليه المصيبة ويفوِّت عليه الأجر والثواب.

- أن يحاسب نفسه ويرجع لله تعالى ويحافظ على الطاعات ويبتعد عن المعاصي.

- أن ينتظر الفرج من الله تعالى بأن يسأله العافية في الدين والدنيا والآخرة.

- أن يتضرع إلى الله تعالى بالدعاء فهو الشافي وحده لا شريك له.

- أن يرقي نفسه بقراءة الفاتحة والمعوذات والدعاء المأثور مع النفث على الجسد.

- فإذا عافاك الله تعالى من المرض وأبعده عنك فاحمد الله تعالى واشكره واعلم أنَّ الصحة من أجل النعم وأعظمها واغتنم صحتك قبل سقمِك.

وأخيرًا:

- الواجب على المسلم أن لا يتأثر بالإشاعات الكاذبة التي تثير الخوف والهلع بين الناس وأن يتلقى معلوماته دائمًا من المصادر الرسمية المتخصصة، فلا يجوز نشر الأخبار في وسائل التواصل الاجتماعي إلا من المصادر الرسمية وعلى الجميع الحذر من نشر الكلام عن مرض كورونا وغيره حتى لا يكونوا سببًا في نشر الهلع والخوف في المجتمع، قد يعرض نفسه للمسائلة القانونية.

والحمد لله رب العالمين.