علامات أهل التشدد الدواعش بين الحقيقة والتشويش


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

قد وصف الله ووصف لنا رسوله -صلى الله عليه وسلم- أوصاف فرقة الخوارج التي تتمثَّل اليوم في الدواعش وجماعة القاعدة والإخوان المسلمين، لكنَّ بعض الناس ممن ينتسبون إلى الفكر أو العلم أو من يزعمون التنوير أو العقلانية أدخلوا في أوصاف الدَّواعش علامات ليست مؤثرة في تحديد هوية هذا الفكر؛ فحدث عند الناس نوع لبس ترتبت عليه جملة من المفاسد سيسلط الضوء عليها في هذا المقال، ومن تلك الأوصاف والعلامات التي ألصقها التنويريون بالدواعش وهي ليست من أوصافهم وعلاماتهم، ما يلي:

  • لبس الساعة في اليد اليمنى.

  • إطالة اللحى.

  • تقصير الثوب.

  • تقديم النصوص على العقل.

  • الاستدلال بأحاديث من البخاري.

  • عدم الاستماع للموسيقى.

  • لبس الغترة (السفرة- الشماغ) الأحمر.

  • لبس الغُترة بدون عقال.

  • انتقاب المرأة.

  • لبس المرأة عباءة الرأس.

أعلمُ أخي القارئ أنك قد تتعجب من ذكر هذه الصفات والعلامات، ولعلَّ بعضكم ابتسم ابتسامة المستغرب، لكنها الحقيقة التي يدندن حولها هؤلاء، أنهم تركوا الأوصاف التي ذكرت في النصوص الشرعية ونشروا مثل هذه الأوصاف التي قد أضحكت الثكلى، ثم قد استغل التنويريون مواقع التواصل الاجتماعي في العالم لإيصال هذه العلامات والأوصاف للناس حول العالم فظن بعض الناس أن هذه هي علامات أهل التشدد من الدواعش وغيرهم، وقد تجند لنشرها بعض من كان من الإخوان المسلمين حيث تحول من الإخوانية إلى الليبرالية تحولًا مرحليًّا، ستظهر سمومه بعد إعادة تنظيمهم السري تحت غطاء الليبرالية التنويرية.

  • والرد على تقرير تلك الصفات بكل سهولة من خمسة أوجه:

الأول: أن بعض هذه عادات لمجتمعات، لا يتميَّز بها الفكر والمعتقد.

الثاني: أن بعضها وردت به سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الثالث: أن بعضها من منهج وأقوال للصحابة -رضي الله عنهم- والأئمة المعتبرين كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد -رحمهم الله-.

الرابع: أن بعضها من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف بين العلماء.

الخامس: أنه يلزم على طريقتكم أن يقول من لا يسلط المجهر على الحقائق: إن من علامات داعش والإخوان المسلمين لبس البدلة، والطربوش، وحلق اللحية أو تخفيفها، ولبس ربطة العنق (الكرفتة)؛ لأن حسن البنا وسيد قطب كانت هذه لبستهم وهذا مظهرهم!!

السادسة: يلزم على ما ذكرتموه من أوصاف استجلاب عداء بعض من يلتزم تلك العادات.

والذي لا بدَّ أن يتفطن له أن طرح موضوع علامات الدواعش وصفاتهم بهذه الصورة له خطورة كبيرة على المجتمعات، ومفاسد كثيرة على الأفراد، منها:

الأمر الأول: تحويل سهام النقد التي كانت مصوَّبة على الدواعش والإخوان المسلمين إلى أهل السنة والجماعة المعتدلين، وأنت إذا نظرت في الساحة تجد ذلك واضحًا.

الأمر الثاني: وضع حواجز فكرية حتى يحموا الإخوان المسلمين من النقد والتحذير؛ لكي يتمكَّنوا من إعادة تكوين الهيكلة الإخوانية من جديد، وإلا فأين هم عن مقالاتهم وصوتياتهم وكتبهم ومقاطعهم ؟!

الأمر الثالث: إيجاد تحالف ليبرالي إخواني مبطن تحت الحركة الليبرالية التنويرية، وهذا هو مخطط الإخوان المسلمين في المرحلة القادمة كما نظَّر له النفيسي في كتاب ((الحركة الإسلامية رؤية مستقبلية)).

الأمر الرابع: تشويه صورة أهل السنة والجماعة الذين وقفوا تلك الوقفات المشرقة ضد الإخوان المسلمين.

الأمر الخامس: رمي الناس بالدَّعشنة والأخونة ظلمًا وزورًا من كل جهة بسبب هذه العلامات المشتركة التي لا تميَّزُ حقيقة الفكر ومعتقدات القوم.

ولتعلم أخي القارئ أن صفات الدواعش والخوارج التي تفضحهم وتبيِّن منهجهم التي قد غيَّبها التنويريون، هي كالتالي:

أولًا: حداثة السِّن وسفاهة العقل.

ثانيًا: عدم فهم الخوارج للنصوص.

ثالثًا: التشدد في التَّعبد والتَّدين.

رابعًا: تكفير الخوارج لأهل الإسلام.

خامسًا: قتل الخوارج أهل الإسلام وتركهم أهل الأوثان.

سادسًا: خروج الخوارج حال الفُرقة والافتراق على خير فِرقة.

سابعًا: رد السنة مما يخالف عقيدتهم.

ثامنًا: الطعن في الصحابة -رضي الله عنهم- والأئمة.

تاسعًا: الاستدلال بالمتشابه من القرآن والسنة.

عاشرًا: التنظيمات السرية.

الحادي عشر: التلون والتغير بحسب مصلحة الجماعة.

الثاني عشر: الثناء على رموز أهل التطرف.

الثالث عشر: تقرير أو تبرير عقيدة أهل التطرف.

الرابع عشر: نقد ولاة الأمر والمؤسسات الحكومية نقدًا علنيًّا.

وهذه العلامات والصفات لها أدلتها من السنة النبوية ومن واقع تلك الجماعات وكتاباتهم، بمثلها تتميز الخوارج والدواعش، لا بتلك العلامات المشتركة التي لا تبين حقيقة الفكر ولا تهدي الناس إلى الحذر من رموزه.