علامات الساعة الصغرى والكبرى
الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلامُ على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله أما بعد،،
فإن الإيمان بالغيب هو أساس الإيمان ، ومن ذلك الإيمان باليوم الآخر ، ولقد بين الله عز وجل في كتابه أن هذا اليوم آتٍ لا ريب فيه . ولقد وضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بين يدي هذا اليوم علاماتٌ وأشراط منها عشرٌ كبرى ستظهر تباعاً وبانتهائها يأذن الله عز وجل بقيام الساعة .
ومن باب التذكير والتحذير نتكلم عن علامات الساعة الصغرى والكبرى .
وقبل الكلام عن هذه العلامات بقسميها الصغرى والكبرى،لابد من مقدمة :
قال تعالى( وإنَّ الساعةَ آتية لا ريبَ فيها، ولكنَّ أكثَر الناس لا يؤمنون)غافر (95) وقال تعالى( اقترِبتِ الساعةُ وانشقَ القمرُ )القمر (1) ، وقال تعالى ( يسأَلُكَ الناسُ عن الساعةِ ، قل إنما علمُها عند الله ، وما يدْريك لعلَّ الساعةَ تكوَنُ قريباً )الأحزاب (63) ، ومع اقتراب الساعةِ يزداد بُعدْ الناسِ من الله عز وجل: فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقتربت الساعةُ ولا يزدادُ الناسُ على الدنيا إلا حرصاً ، ولا يزدادون من اللهِ إلا بعداً )[1]. قال اللهُ تعالى ( فهل ينظرونَ إلا الساعةَ أنْ تأتيَهُم بغتَةَ فقد جاءَ أشراطُها )محمد (18)، قال ابن حجر رحمه الله( المراد بالأشراطِ : العلاماتِ التي تعقبها قيامُ الساعةِ ) [2]
إذا للساعةِ علاماتٌ بدليلِ الكتابِ والسُنَّةِ؟فما هي فوائدُ العلمِ و البَحْثِ في علاماتِ الساعةِ؟ وما هي علامات الساعة الصغرى والكبرى؟
فوائُد العلْمِ بعلاماتِ الساعةِ :
1- التصدَيق الجازمَ بهذه العلامات لأنها من الإيمان بالغيب وقد أخبرنا اللهُ ورسولهُ عنها .
2- تثبيت الإيمان بيوم القيامة بعد وقوع العلامات التي تدل عليه .
3- معرفة أشراط الساعة يؤدي إلى العمل والاستعداد ليوم الحساب،قال تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) الكهف (110) .
4- تعلم الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه العلامات وكيفية التصرف حيالها مثلا : من علامات الساعة كثرة الفتن ، فكيف يتصرف المؤمن عندها ؟ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال ( كنا مع رسول الله في سفر فنزلنا منزلاً ، فنادى منادي رسول الله فاجتمعنا إلى رسول الله فقال "" إنه لم يكن نبيٌّ قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم،وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جُعل عافيتُها في أولها ، وسيصيب آخرَها بلاءٌ وأمورٌ تنكرونها ، وتجيء فتنةٌ فيرقق بعضُها بعضاً ، وتجئ الفتنةُ فيقول المؤمنُ : هذه مهلكتي ، ثم تنكشفُ ، وتجئ الفتنة فيقول المؤمن :هذه هذه فمن أحب أن يزحزَحَ عن النارِ ويدخل الجنة فلتأته منيتُه وهو يؤِمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ ، وليأت الناسَ الذي يحبُّ أن يؤتَى إليه"" )[3]، وستأتي أمثلة أخرىِ أثناء البحث .
فما هي علاماتُ الساعةِ الصغرى والكبرى ؟
( أ ) علاماتُ الساعةِ الصغرى : ومنها علاماتٌ وقعت ومنها ما هي مستمرة ومنها لم تقعْ وهي :
1- بعثتُه صلى الله عليه وسلم وموتُه أولُ علاماتِ الساعةِ الصغرى : في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتين)[4]وعند البخاري( أعدد ستاً بين يدي الساعةِ : موتي ثم فتح بيت المقدس ) [5]
2- خروجُ الدجَّالين أدعياءُ النبَّوة : في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقومُ الساعةُ حتى يُبعْثَ دجالون كذابون قريبٌ من ثلاثين ، كلَّ يزعُمُ أنهّ رسولُ الله )[6] وقد خرج منهم في عهد الصحابة مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح ، وظهر حسين بن علي بن الميرزا عباس في إيران وأتباعه البهائية ، وأحمد غلام القادياني وأتباعه القاديانية وغيرهم .
3- تكليُم السباعِ والجمادِ للإنسِ : روى أحمد وابن حبان والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ، ويكلم الرجلَ عذبةُ سوطه وشراكُ نعله ، ويخبره فخذُه بما حدَث أهلُه بعده )[7]، وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينما رجل يسوق بقرة ، إذ ركبها فضربها فقالت : إني لم أخلق لهذا ، إنما خلقت للحرث "" فقال الناس سبحان الله بقرة تتكلم ؟ فقال "" إنني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر )[8]اللؤلؤ والمرجان (1544)
4- نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى في الشام : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( لا تقوم الساعة ، حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى )[9] ، وهذه النار وقعت فعلاً سنه 654 هـ ، ودامت خمسة عشر يوماً وقيل شهر . قال النوويَ رحمه الله في شرح مسلم ( بُصرى مدينة معروفة بالشام وهي مدينة حوران … وقد خرجت النار في زماننا وكانت ناراً عظيمة جداً ، تواتر العلم بخروجها ) (18/30) ، وقال أبو شامةَ المقدسيُّ رحمه الله ( وصلتنا كتب من الناس تقول : كنا في بيوتنا تلك الليالي وكأن في دار كلٍ منا سراجٌ ولم يكن لها حرٌّ ولفحٌ على عِظَمِها ، وانفجرت من الأرض وسال منها وادٍ من نار حتى حاذ جَبَلَ أحدٍ ، واللهِ يا أخي إنّ عيشتَنَا اليومَ مكدَّرةّ ، والمدينةُ قد تاب جميعُ أهلها ، ولا بقي يُسْمَعُ فيها ربابٌ ولا دفً ولا شربٌ ) كتاب الذيل وشرحه . وقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (13/79) ، وصفها وتاريخها فليراجع .
5- إسناد الأمر إلى غير أهله :في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( بينما النبيُّ في مجلس يحدث القومَ ، جاءه إعرابيُّ فقال : متى الساعةُ ؟ فمضى رسولُ الله يحدث ثم قال "" إذا ضُيعتِ الأمانةُ فانتظرِ الساعة"" قال : كيف إضاعتُها ؟ قال "" إذا وُسْدَ – وفي رواية – إذا أسنِدَ الأمرُ إلى غيرِ أهلِه ، فانتظرِ الساعةَ)[10]، قال المناوي رحمه الله في فيض القدير (1/451) ( إذا أسند الأمرُ أي : إذا فوض الحكمُ المتعلِّقُ بالدين كالخلافة ومتعلقاتها من إمارةٍ وقضاءٍ وإفتاءٍ وتدريس وغير ذلك ) ، ثم قال ( إنما دل على دنو الساعة لإفضائه إلى اختلال الأمر والنهي ووهن الدين وضعف الإسلام ، وغلبة الجهل ، ورفع العلم ، وعجز أهل الحق عن القيام به ونصرته ) [11]
6- انحسار الفرات عن جبلٍ من ذهب يقتتل الناس عليه : في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً )[12]وعند مسلم ( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهبٍ يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائةٍ تسعة وتسعون ، ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو )[13]، قال النووي رحمه الله( ومعنى انحساره : انكشافه لذهاب مائه ) وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه وسبب النهي عن الأخذ منه ما ينشأ من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء .
7- ولادةُ الأمةِ رَّبتَها أو ربَّها :أي سيِّدَها
8-وتطاولُ الحُفَاةِ العراةِ رعاةُ الشاةِ في البنيانِ :والدليل على ذلك حديث جبريل في الصحيحين وغيرَهما وأنه أتى على صورة رجل ، وسأل عن الإيمان والإسلام والإحسان ومتى الساعة ، فأجابِه رسول الله ثم قال (وسأخبرك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربتها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان )[14]وفي رواية لمسلم ( وإّذ كانت العراةُ الحفاةُ رؤوسَ الناسِ فذاكَ من أشراطِها ، وإذا تطاول رعاةُ البُهْمِ في البنيان ، فذاك من أشراطها )[15]، قال ابن حجَر رحمه الله ( فتح 1/122) : ( إذا ولدت الأمةُ ربَّها أو ربَّتَها ) فيه أربعة أقوال : الأول : يستولي المسلمون على بلاد الشرك وتسبى ذراريهم فإذا ملك الرجل الجارية استولدها كان الولد بمنزلة ربها . الثاني : أن تبيع الساداتُ أمهاتِ أولادِهِم ، فيشتريها ولدُها ولا يشعر بذلك فيكون سيداً لها وهي أمُّه ، الثالث : أن تلدَ الأَمَةُ حراً من غيرِ سيدِها ، ثم اتباعُ فيشتريها ابنُها وهو لا يعلم . الرابع : أن يكثُرَ العقوق في الأولاد ، فيعامل الولدُ أمَّهُ معاملةَ السيد أمتَه من الإهانةِ بالسبِّ والاستخدام . قال ابنُ حجر رحمه الله ( وهذا هو أوجه الأوجه عندي لعمومه )[16]
9-وضعُ الأخيارِ ورفعُ الأشرارِ : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيأتي على الناس سنواتٌ خداعات ، يصدَّقُ فيها الكاذبُ ، ويكّذبُ فيها الصادقُ ، ويؤَّمنُ فيها الخائنُ ويخوَنُ فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة "" قيل وما الرويبضة؟ قال"" الرجل التافه يتكلم في أمرِ العامَّةِ )[17]، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : ( إن من أشراط الساعة أن تُرْفَعَ الأشرارُ وتوضَعَ الأخيارُ ) [18]
10- قطع الأرحام.
11- والفحشُ والتفحشُ: قُبْحُ المقالِ وسِّيءُ الأَفْعَالِ وإظهارُها
12- وتخويُن الأمينِ وائتمانُ الخائنِ : روى أحمد والبزّار عن ابن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من أشراط الساعة: الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وتخوين الأمين ، وائتمان الخائن )[19]
13- استفاضةُ المال ، أي كثرتَه : روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال ، فيفيض حتى يهمَّ ربِّ المال من يقبل صدقته ، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرَبَ لي فيه )[20]وعند البخاري عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعدُد ستاً بين يدي الساعة – وذكر منها – استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا )[21]
14- تسليُم الخاصَّةِ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن منِ أشراط الساعة إذا كانت التحيةِ على المعرفة )[22]
15-و فشوُّ التجارة
16- وشهادة الزور و كتمان شهادة الحق
17- و ظهور القلمِ : في مسند الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن بين يدي الساعة : تسليم الخاصة ، و فشوُّ التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، وقطع الأرحام وشهادة الزور ، وكتمان شهادة الحق ، وظهور القلم )[23]
18- المروُر في المساجدِ واتخاذُها طريقاً وعدمُ الصلاةِ فيها : في صحيح ابن خزيمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أشراط الساعة : أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين )[24]، وعند الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلى فيه ركعتين ، وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف )[25]
19-التباهي في المساجدِ : التفاخرُ ببنائِها ورفعُها ونَقْشُها : عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أشراطِ الساعةِ أن يتباهى الناس في المساجد )[26]،قال المناوي رحمه الله ( أي يتفاخرون بتشييدها ويراءون بتزيينها … قال الطيبيُّ رحمه الله : وذهب الجمهور إلى كراهية نقش المسجد وتزويقه ) [27]، قلت وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك : فقد روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أمرت بتشييد المساجد )قال ابن عباس رضي الله عنه ( لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى ) [28]، قال المناويُّ رحمه الله ( أي ما أمرتُ برفْعِ بنائهِا ، ليجعل ذريعةً إلى الزخرفة والتزيين الذي هو من فعل أهل الكتاب ، وفيه نوع توبيخ وتأنيب ) [29]، ورى الحكيم الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال ( إذا زخرفتم مساجدَكُم ، وحلَّيتُمْ مصَاحفَكُم ، فالدّمارُ عليكم ) [30]قال المناوي رحمه الله: زخرفة المساجد وتحلية المصاحف منهيٌّ عنها ، لأن ذلك يشغل القلب ويلهي عن الخشوع والتدبر والحضور مع الله تعالى ) [31]
20-عودةُ أرضِ العرب جناتٍ وأنهارا ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعةُ حتى تعودَ أرضُ العربِ مروجا وأنهاراً )[32]، قال العلماء : ويكون ذلك بسبب ما يقوم به أهلها من حفر الآبار ، أو بسبب تغيير المناخ وهو الأظهر .
21- كثرة القتلِ : أي قتلُ المسلمين بعضَهُم بعضاً : في صحيح الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج ، قالوا وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : القتل ، القتل)[33]وفي مسند أحمد عن أبي موسى رضي الله عنه قال( حدثنا رسول الله أن بين يدي الساعة الهرج : القتل ما هو قتل الكفار ، ولكن قتل الأمة بعضها بعضاً ، حتى إن الرجل يلقاه أخوه فيقتله ، ينتزع عقول أهل ذلك الزمان ، ويخلف لها هباءٌ من الناس ، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، و ليسوا على شيء)[34]
22- ظهورُ الفتنِ :وبعضًها شديدةٌ مظلمةٌ ومنها خفيفةٌ ، وقد يبلغ من شدة هذه الفتن أن تُخرِجَ المسلمَ عن دينِه . في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يتقارب الزمان وتظهر الفتن)[35]، روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح المرء مؤمناً ويمسي كافراً "" وقال أيضاً "" تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً)[36]، والفتنة هي الاختبار وقد أطلقت على كل مكروه
والذي يجتنب الفتن هو السعيد :في سنن أبي داود عن المقداد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إنَّ السعيد لمن جنِّب الفتن ، إنَّ السعيد لمن جنِّب الفتن ، ولمن ابتلي فصبر فواها)[37]، أي السعيد هو الذي يبعد عنها ويلزم بيته ، وإذا ابتلي صبر عليها وعلى ظلم الناس له ولم يدفع عن نفسه
فإذا وقعت الفتن بين المسلمين فماذا يفعل المؤمن ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كانت الفتنة بين المسلمين ، فاتخذ سيفاً من خشب )[38]، قال المناوي رحمه الله: قال الطبري رحمه الله( إن محل الأمر بالكف إذا كان القتل على الدنيا أو لاتباع الهوى أو عصبية )[39] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته)[40]، وقال أيضاً( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتبع به شَعفَ الجبال ومواقع القطرِ ، يفر بدينه من الفتن )[41]
وأعظم هذه الفتن ثلاث ، ففي صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن (منهن ثلاثً لا يَكَدْنَ يَذَرنَ شيئاً ، ومنهن فتنٌ كرياح الصيف منها صغارٌ ومنها كبارٌ )[42]، ولعل الفتن الثلاث الكبار هي المذكورة في حديث ابن عمر رضي الله عنه قال : ( كنا قعودا عند النبي فذكر الفتن،فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس ، فقال قائل : وما فتنة الأحلاس ؟فقال : هي هربٌ وحربٌ،ثم فتنة السراء،دخنها من تحت قدمي رجلٍ من أهل بيتي… ثم الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً ، حتى يصير الناسُ إلى فساطين … فسطاطٌ إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه ، فإذا كان ذاكُم ، فانتظروا الدجالَ من يومه أو غدِه ) [43]
23- خروجُ المهديَّ :ثبت في الأحاديث المتواترة أن الله تعالى يبعث في آخر الزمان خليفة ، يحكم بالإسلام وينشر العدل في هذه الأمة ، اسمه محمد بن عبد الله الملقب بالمهدي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تذهب الدنيا ولا تنقضي حتى يملكَ رجلٌ من أهل بيتي يواطىء اسمُه اسمي )[44]، وعند أبي داود (يواطيء اسمُه اسمي ، واسمُ أبيه اسمَ أبي ، يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلما وجوراً )[45]، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ( يمكث فيكم سبعاً أو ثمانياً فإن أكثَرَ فتسعا )[46] ، وبينت الأحاديث الصحيحة أن عيسى بن مريم عليه السلام يصلي خلفه حين نزوله إلى الأرض –[47]وأن خلافته ستكون على منهاج النبوة .[48]
هذه بعض علاماتِ الساعةِ الصُّغرى .
( ب ) علامات الساعة الكبرى : وهي عشر تقوم بعدها القيامة مباشرة
في صحيح الإمام مسلم عن حذيفة الغفاري رضي الله عنه قال( اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال : (ما تذاكرون ؟ ) قالوا : نذكر الساعة ، قال : "" إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آياتٍ ، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها، نزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاث خسوف : خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)[49]
أما ترتيب الآيات والعلامات الكبرى :
فقبل ظهور العلامة الأولى من العلامات الكبرى وهي خروج الدجال : يكون صلحٌ آمنٌ بين المسلمين والنصارى ، ثم يغدر النصارى الصلح وتكون الملاحم فيجتمع المسلمون على قتال العدو ، وتكون الملحمة الكبرى ، فينتصر المسلمون عليهم ، فيخرج الدجال ويقاتله المسلمون بقيادة عيسى بن مريم . روى أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون، ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلب الصليب،فيغضب رجلٌ من المسلمين،فيدقه،فعند ذلك تغدر الروم و تجمع للملحمة)[50]فتقع مقتلة عظيمة ينتصر فيها المسلمون ، قال صلى الله عليه وسلم (فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذا صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم )[51]
إذا العلامة الأولى الكبرى خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام الذي يقتل الدجال ، ثم خروج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى ثم يهلكون ويحكم عيسى أربعين سنة ، أما باقي العلامات فلم يرد دليلٌ على ترتيبها و أما آخرها فهي النار التي تخرج من اليمن.[52]
1-خروج الدجال ، المسيح الدجال : سمِّي مسيحاً لأن عينه الواحدة ممسوحة ، والدجال أي الكذاب حيث يدعي الربوبية ، يخرج بعد انتصار المسلمين في الملحمة على الروم : في صحيح مسلم ( فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطلٌ ، فإذا جاؤوا الشام خرج ) والدجال ثبت في الأحاديث الكثيرة المتواترة عند أهل السنة . قال النووي رحمه الله في شرح مسلم ( قال القاضي : هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده ، وأنه شخصٌ ابتلى الله به عباده ، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى ، ثم يعجزه الله بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره ، ويبطل أمره ويقتله عيسى عليه السلام ، وهذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار خلافا للخوارج والجهمية وبعض المعتزلة ) وهذه بعض الأحاديث :
في صحيح مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمرٌ أكبر من الدجال)[53]
وعند ابن ماجة وصحيح ابن خزيمة ) وهو خارجٌ فيكم لا محالة ([54]فهو يخرج والناس في بلاءٍ ومحنة وجوع شديدٍ وهم بحاجةٍ إلى منقذ ، فتأتي هذه الفتنة العظيمة لتقلب الموازين ، فيجري الله على يديه أشياء
في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت دراً وأسبغه ضروعاً ، ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل)[55]
في الصحيحين(إن معه ماءً و ناراً فناره ماء بارد وماؤه نار "" "" فلا تهلكوا "" والكلمة الأخيرة عند مسلم فقط .
وعند ابن ماجة وابن خزيمة ) وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: رأيت أن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول نعم ، فيتمثل له شيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان : يا بنى : اتبعه فإنه ربك )[56]
في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "" ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة "" .
طريق النجاة منه :
1. الفرار منه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سمع بالدجال ، فلينأ عنه ، فو الله ، إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن ، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات).[57]
2. عدم تصديقه في كل ما يفعل ، فجنته نارٌ وناره جنة .
3. قراءة أوائل أو أواخر سورة الكهف قراءة تدبر وتفكر وحفظها : في صحيح مسلم ( فمن أدركه منكم ، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، فإنها جواركم من فتنِهٍ )[58] وعند مسلم "" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ، عصم من فتنة الدجال "" وفي رواية "" من آخر الكهف "" [59]
4. اللجوء إلى أحد الحرمين لأن الدجال لا يدخل مكة والمدينة كما مرَّ معنا .
5. الاستعاذة بالله من الدجال في الصلاة وقبل السلام ،والحديث في الصحيحين وفيه الأمر بذلك ( صفة صلاة النبي للألباني صـ145 ) وفي الحديث"" … وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال ""
يمكث في الأرض أربعين يوماً : ففي صحيح مسلم : قال الصحابة : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما لبثُه في الأرض؟ قال :أربعون يوماً،يومٌ كسنة،ويومٌ كشهر،ويومٌ كجمعة،وسائر أيامه كأيامكم،قلنا يا رسول الله فذاك اليوم الذي كسنةٍ ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال لا ، اقدروا له قدره ""
هلاكه و القضاء على فتنته و إهلاك أتباعه من اليهود : في صحيح مسلم)فإذا جاؤوا الشام خرج،فبينما هم يعدون للقتال يسوَّون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فيأمهم ،فإذا رآه عدوََ الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه "" وعند ابن ماجة وابن خزيمة "" فيقتله ، فيهزم الله اليهود (.[60]
2-نزول عيسى بن مريم عليه السلام قال تعالى( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم )إلى قوله تعالى : ) بل رفعه الله إليه(النساء (158) والأحاديث في ذلك متواترة ، ومرَّ معنا قريباً ما رواه مسلم في صحيحه أن عيسى عليه السلام ينزل والناس يسوّون الصفوف لصلاة الصبح وبعدها يذهبون لقتال الدجال ، فيقود عيسى جيش المسلمين ويقتل الدجال وهذا أول عمل يقوم به ، ثم ثاني عمل هو الدعاء على يأجوج ومأجوج فيستجيب الله له ويصبحون موتى ، ثم ثالث عمل هو تحكيم شريعة الإسلام والقضاء على المبادئ الضالة والأديان المحرفة . في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلاً ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الحرب( الجزية))[61]فيعيش الناس في رخاء و طيب عيش ""وعند أبي داود قال رسول الله"" فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى و يصلي عليه المسلمون""[62]
3-خروج يأجوج ومأجوج : ورد في الأحاديث الصحيحة أن هذه الأمة جزءً من ألف منهم – فتح الباري (6/386) قال تعالى ( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ) الكهف ، وقال تعالى : (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدَبٍ ينسلون )الأنبياء (69) ، ويأجوج ومأجوج أمتان كثيرتا العدد وهما من ذرية آدم عليه السلام كما في الصحيحين ، وهم يريدون الخروج ولكن السد مانعهم ، قال تعالى : (فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً (الكهف ، وخروجهم بعد انتصار عيسى عليه السلام على الدجال وجيشه : في صحيح مسلم ( ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حَبٍ ينسلون ، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النَّغف في رقابهم ،فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة،ثم يهبط نبي الله عيسى و أصحابه،فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل طيراً كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطراً لا يكنُّ بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة ) ، وأخيراً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أدرك منكم عيسى بن مريم ، فليُقرنْهُ مني السلام )[63]
4-دروس الإسلام ورفع القرآن وفناء الأخيار وهدم الكعبة وعودة البشرية إلى الجاهلية : يضعف الإسلام وينتشر الشر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يدرس الإٍسلام كما يدرسُ وشيُ الثوب ، حتى لا يُدرى ما صيامٌ ولا صلاةٌ ولا نسك ولا صدقة ، وليُسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آية )[64]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يُخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ، ويسلبها حُليِّها ويُجرِّدها من كسوتها ، ولكأني أنظر إليه أصيلعا أفيدعا ، يضرب بمسحاته ومعوله )[65]
5-الخسف والمسخ والقذف : أي ابتلاع الأرض لأناس ، وتحول صور ناسٍ لصور قبيحة كالحيوانات ، ورمي لأناس من السماء بالحجارة ، ومن ذلك ثلاثة خسوفٍ كبرى هي خسف بالمشرق والآخر بالمغرب والثالث في جزيرة العرب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيكون في آخر الزمان خسفٌ وقذفٌ مسخٌ ، إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر )[66]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"" ليَبيتنَّ أقوامٌ من هذه الأمة على طعام وشراب ولهو ، فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير )[67]،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ليشربنَّ أناسٌ من أمتي الخمر يسموها بغيراسمها و يضرب على رؤوسهم بالمعازف و القينات ،يخسف الله بهم الأرض،ويجعل منهم قردة وخنازير)[68]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يغزو جيشٌ الكعبة ، فإذا كانوا ببيداء يُخسف بأولهم وآخرهم)[69]، فليحذر المسلمون المتكبرون أن يخسف بهم ، وليحذر الذين يخالفون أوامر الله أن يُمسخوا حميراً وكلاباً .
6-الدخان : وهى علامة كبرى على الراجح ، وهذا الدخان يملأ ما بين السماء والأرض ، قال تعالى :( فأرتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات "" فذكر الدخان والدجال وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج )[70]، وهذه آيات كبرى وفيها الدخان ، وهذا الدخان يكون عذاباً على الكافرين وكهيئة الزكام على المؤمنين ، كما صح عن ابن مسعود رضي الله عنه.[71]
7-خروج الدابة :تخرج من الأرض تكلم الناس ، وتَسِمُهُم على خراطيمهم قال تعالى : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) النمل (82)
قال ابن كثير (3/374) ( وهذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تخرج الدابة فتَسِمُ الناس على خراطيمِهم ، ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعيرَ فيقول : ممِّن اشتريته ؟ فيقول : اشتريته من أحد المخطَّمين ).[72]
8-طلوع الشمس من مغربها : فلا يراها أحد إلا آمن،ولكن ذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل)[73] ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها ، تاب الله عليه )[74]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعين ، فذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ).[75]
9-الريح التي تقبض أرواح المؤمنين :لقد مرَّت الأهوال على المؤمنين وتوالت عليهم الآيات الكبرى من أشراط الساعة ، وأن لهم أن يستريحوا استعداداً ليوم الفزع الأكبر ، في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى يبعث ريحاً من اليمن ألين من الحرير ، فلا تدع أحداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته )[76]وعند مسلم أيضاً عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ( حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل ، لدخلته عليه حتى تقبضه ) [77]
10-خروج النار التي تطرد الناس إلي محشرهم وهو الشام حيث يجتمعون ثم تقوم الساعة عليهم ويموتون : مرَّ معنا حديث مسلم ( أنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات ، فذكر الدخان والدجال والدابة …. وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ) [78]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الشام أرض المحشر والمنشر )[79]، فالناس يتَجهون إلى الشام في نهاية الأمر، ويبقي بعضهم في أماكنهم ، هؤلاء تحشرهم وتطردهم النار : في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( يحشر الناس على ثلاث طرائق : راغبين وراهبين ، واثنان على بعير ، وثلاث على بعير ، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير ، ويحشُرُ بقيتهم النار ، تقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا)[80]، وعند الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنه رفعه ( ستخرج نارٌ من حضرموت قبل القيامة تحشر الناس، قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال : عليكم بالشام ) [81]
فإذا تجمع الناس نفخ في الصور النفخة الأولى وقامت القيامة بعد وقوع جميع العلامات .
هذا ما يسر الله جمعه ممّا يتعلق بهذا الموضوع
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
[1] رواه الحاكم وغيره ، وهو في صحيح الجامع (1157)
[2] فتح الباري (13/79)
[3] أخرجه مسلم (1844)وأحمد والنسائي
[4] متفق عليه: أخرجه البخاري حديث:4999,وأخرجه مسلم حديث:5357
[5] أخرجه البخاري حديث:3021
[6] متفق عليه أخرجه البخاري حديث:3433,ومسلم حديث:5314
[7] الصحيحة (823)
[8] متفق عليه أخرجه البخاري حديث:2220ومسلم حديث:4257
[9] متفق عليه . فتح (13/78) و . م (2903)
[10] فتح (1/143)
[11]فيض القدير (1/451)
[12] فتح (13/78) . م 2894) – شرح النووي (18/19)
[13] أخرجه مسلم (2294)
[14] فتح(1/114)
[15]مختصر مسلم (3)
[16] فتح (1/122 – 123 )
[17] رواه أحمد وابن ماجه – الصحيحة (1887)
[18] رواه الحاكم وقال الألباني عنه ( هو وإن كان موقوفاً فله حكم الرفع لأنه من الأمور الغيبية التي لا تقال بمجرد الرأي ) راجع كتابة الحديث حجة بنفسه صـ 91 في الهامش
[19]صحيح الجامع (5770)
[20]صحيح الجامع (7407)
[21] جامع الأصول (10/413)
[22] الصحيحة (2/648) رواه أحمد والطبراني .
[23]السلسلة الصحيحة (647)
[24]السلسلة الصحيحة (2/649)
[25]صحيح الجامع (5773)
[26] رواه أحمد وأبو داود والنسائي – صحيح الجامع (5771)
[27] فيض القدير (6/9)
[28]صحيح الجامع (4526)
[29] فيض القدير (5/426)
[30]صحيح الجامع (599)
[31]فيض القدير (1/366)
[32] أخرجه أحمد ومسلم(157) والحاكم
[33]مختصر مسلم (2009)
[34]صحيح الجامع الصغير (2047)
[35]صحيح الجامع (1633)
[36] أحمد ومسلم– صحيح الجامع (2957)
[37]صحيح الجامع (1633)
[38] أحمد والترمذي وابن ماجة – صحيح الجامع (773)
[39] فيض القدير (1/429)
[40] أخرجه الديلمي عن أبي موسى – صحيح الجامع (3543)
[41] أحمد والبخاري وأبو داود– صحيح الجامع (8093)
[42]مختصر مسلم (1992)
[43] أخرجه أبو داود وأحمد والحاكم – صحيح الجامع (4070) والصحيحة (974)
[44] أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم – صحيح الجامع (7152)
[45]صحيح الجامع (5180)
[46] أخرجه البزار والطبراني – صحيح الجامع (7752)
[47]صحيح الجامع ( 7752)
[48]أحمد– الصحيحة (5)
[49] رواه مسلم في كتاب الفتن وأبو داود والترمذي – مختصر مسلم (2037) صحيح الجامع (1631)
[50] المشكاة (5428)
[51]مختصر مسلم (2029)
[52] راجع فتح الباري (11/353)
[53]مختصر مسلم (2058)
[54]صحيح الجامع (7752)
[57] أحمد وأبو داود والحاكم – المشكاة (5488) .
[58] أبو داود – مشكاة المصابيح (5475)
[59]مختصر مسلم (2098)
[60]صحيح الجامع (7752)
[61]صحيح الجامع(3814)
[62]صحيح الجامع(5265)
[63]الحاكم– صحيح الجامع (5877)
[64] ابن ماجة والحاكم – الصحيحة (87)
[65] أحمد والشيخان ، الصحيحة (579) فتح الباري (3/1595-1596 )
[66] الترمذي والطبراني عن سهل بن سعد – صحيح الجامع (3559) (3665)(4273)
[67] رواه أبو نعيم عن ابن عباس – وهو في الصحيحة (1604)
[68] ) ابن ماجة وابن حبان – صحيح الجامع (5454)
[69] البخاري /فتح (2118)
[70]مختصر مسلم
[71] شرح النووي لمسلم (18/27)
[72] رواه أحمد والبغوي وأبو نعيم وهو في الصحيحة (322)
[73] رواه مسلم– صحيح الجامع (84)
[74]مسلم– فتح الباري (11/354)
[75] متفق عليه – فتح (11/352) –مسلم (1/37)
[76] شرح النووي (2/132)
[77]مختصر مسلم (2052) .
[78]مختصر مسلم (2037) – صحيح الجامع (1631)
[79]صحيح الجامع (3726)
[80] فتح (6522) (فتح 11/380)
[81]صحيح الجامع (3603)