غربة الإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،أما بعد :
فإن الحديث عن غربة الإسلام يتكون من مقدمة وخمسة عناصر وخاتمة : وعناصر الموضوع هي :
1- حديث الغربة ومنهم الغرباء
2-أنواع الغربة
3-غربة الصحابة ، أسبابها ومظاهرها وكيف واجهوها
4- مقارنة بين غربة الصحابة وغربة اليوم
5-وسائل مواجهة الغربة في كل زمان
مقدمــة :
تتضمن أقوالاً لثلاثة من العلماء حول الغربة وصفات الغرباء وكيف يتصرفون :-
قال ابن القيِّم رحمه الله في مدارج السالكين في باب الغربة (أهل الإسلام في الناس غرباء ، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء ، وأهل السنة الذين يميزونها من البدع والأهواء فيهم غرباء ، والداعون إليها ، الصابرون على أذى المخالفين أشد هؤلاء غربة وهم الغرباء من الله ورسوله ودينه ، وغربتهم هي الغربة الموحشة ، فإنهم لم يأووا إلى غير الله تعالى ، ولم ينتسبوا إلى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدعو إلى غير ما جاء به . فهذه الغربة لا وحشة على صاحبها،فوليه الله ورسول هو الذين آمنوا،وإنْعاداه أكثر الناس وجفوه . ومن صفات هؤلاء الغرباء التمسك بالسنة إذا رغب الناس عنها ، وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم ، وتجريد التوحيد وإن أنكر ذلك أكثر الناس ، وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله ، لا شيخٍ ولا طريقةٍ ولا مذهبٍ ولا طائفةٍ ، وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقاًّ ، وأكثر الناس لائم لهم ، فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم وكان الإسلام في أوَّل ظهوره غريباً بين عُبّـاد أوثان وصلبان ونيران ، ويهودَ وصابئة وفلاسفة ، وكان من أسلم واستجاب لله ولرسوله غريباً في حيِّه وقبيلته وأهله وعشيرته ، حتى ظهر الإسلام وانتشرت دعوته ودخل الناس فيه أفواجاً ، فزالت تلك الغربة عنهم ، ثم أخذ الإسلام في الاغتراب حتى عاد غريباً كما بدأ . بل الإسلام الحق الذي كان عليه رسول لله وأصحابه هو اليـوم أشد غربة منه في أول ظهوره ، فالإسلام الحقيقي غريب جداً وأهله غرباء بين الناس فإذا أراد المؤمن الذي رزقه الله بصيرة في دينه أن يسلك الصراط المستقيم ، فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه ، وطعنهم عليه وإزرائهم ، وتنفير الناس عنه وتحذيرهم منه ، فأما إن دعاهم إلى ذلك وقدح فيما هم عليه فهنالك تقوم قيامتهم وينصبون له الحبائل ، فهو غريب في دينه لفساد أديانهم ، غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع ، غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم ، غريب في صلاته لسوء صلاتهم ، غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم ، غريب في نسبته لمخالفة نسبهم ، غريب في معاشرته لهم لأنه يعاشرهم على ما تهوى أنفسهم ،وبالجملة فهوغريب في أمور دنيا هو آخرته، لا يجد من العامة مساعداً و لا معيناً، فهو عالمٌ بين جهال،صاحب سنةٍ بين أهل بدع ،داعٍ إلى الله و رسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع،آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروف لديهم منكر و المنكر لديهم مع0روفٌ…)[1]انتهى كلامه من كتاب مدارج السالكين –باب الغربة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (18/297) ( بدأ الإسلام غريبا ، ولم يزل يقوى حتى انتشر فهكذا يتغرب في كثير من الأمكنة و الأزمنة ثم يظهر حتى يقيمه الله عز وجل،وفي السنن( إن الله يبعث لهذه الأمة في رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) والتجديد إنما يكون بعد الدروس ، وذاك هو غربة الإسلام، وهذا الحديث يفيد المسلم أنه لا يغتَّم بقلَّة من يعرف حقيقة الإسلام ولا يضيق صدره بذلك ولا يكون في شك من دينه وقد تكون الغربة في بعض شرائعه ما يصير به غريبا بينهم ، ولا يعرف منهم إلا الواحد بعد الواحد ، ومع هذا فطوبى لمن تمسك بتلك الشريعة كما أمر الله ورسوله )[2] انتهى كلامه .
قال الشاطِبيُّ رحمه الله في كتابه الاعتصام في المقدمة ( أما بعد : فإني أُذكِّرك بمعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء "" وجملة المعنى فيه من جهة وصف الغربة ، ما ظهر بالعيان والمشاهدة في أول الإسلام وآخره ، وذلك أن رسول الله بعثه الله تعالى في جاهليةِ جهلاءَ لا تعرفُ من الحق رسماً ، بل كانت تنتحل ما وجدت عليه آباءها من الآراء المنحرفة والمذاهب المبتدعة فحين قام فيهم رسول الله بشيرا ونذيرا ، رموه بأنواع البهتان ، فتارةً يرمونه بالكذب وآونةً يتهمونه بالسحر ، وكرة يقولون أنه مجنون ، ونصبوا له حربَ العداوة ، حتى أقاربه كانوا أقسى قلوبا عليه . فأي غُربة توازي هذه الغربة ، ومازال عليه الصلاة والسلام يدعوهم ، فيؤوب إليه الواحد بعد الواحد على حكم الاختفاء ، فمن أهل الإسلام من لجأ إلى قبيلة فحموه دفاعا للعار ، ومنهم من فر من الإذاية هجرةً إلى الله وحبا في الإسلام ، ومنهم من لم يكن له وِزر يحميه ، فلقي منهم من الشدة والعذاب والقتل ما هو معلوم ، حتى زلَّ منهم من زلَّ ، وبقى منهم من بقي صابرا محتسبا ، وهذه غربة أيضا ظاهرة ، ثم استمر مزيدُ الإسلام واستقام طريقه إلى أن نبغت فيهم نوابغ الخروج عن السُّنّة ، ثم لم تزل الفِرَق تكثر ، فتكالبت على سواد السُّنة البدع والأهواء ، ولابد أن تثبت جماعة أهل السنة حتى يأتي أمر الله ، غير أنهم لكثرة ما تناوشهم الفرق الضالة وتُناصبهم العداوة والبغضاء ، لا يزالون في جهاد ونزاع ومدافعة ، وبذلك يُضاعف الله لهم الأجر والمثوبة ، وإنما قدّمتُ هذه المقدمة لأني علمت أن الدين قد كمُل ، فابتدأت بأصول الدين عملا واعتقادا ثم بفروعه وفي خلال ذلك أتبيَّن ما هو من السنن أو من البدع ثم أطلب نفسي بالمشي مع الجماعة التي سمّاها رسول الله بالسواد الأعظم وهي ما كان عليه هو وأصحابه وترك البدع ، فلما أردت الاستقامة على الطريق وجدت نفسي غريبا في جمهور أهل الوقت ، فإذا اتبعتُهم خالفت السنة والسلف الصالح ، فرأيتُ أن الهلاك في اتّباع السّنة هو النجاة وأنّ الناس لن يُغنوا عني من الله شيئا … )[3] انتهى كلامه .
1-حديث الغربة ومَن هُم الغرباء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء )[4], وقد وردت زيادات في روايات الحديث وهي مُفسَّرة للغرباء ، وثبت منها ثلاث زيادات هي :
أ- (الذين يُصلحون إذا فسد الناس ) وهي من رواية ابن مسعود رضي الله عنه( قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال)[5]
ب- ( أناس صالحون في أناسِ سوءٍ كثيرين ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) وهي من رواية عبد الله بن عمرو رضي الله عنه بلفظ ( قال رسول الله ذات يوم ونحن عنده ( طوبى للغرباء ) فقيل: من الغرباء يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال ....)[6]
ج-( النزاع من القبائل ) وفي رواية ( نوازع الناس) وهي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ( قيل : من الغرباء ؟ قال ...)[7]
أما شرح الحديث فهو: قوله ( بدأ ) ضبط بهمزة في آخره من الابتداء كما قال النووي رحمه الله في شرح مسلم ( 2/176 ) ويجوز أن تكون بالألف من قولهم : بدأ الشيء أي ظهر . قوله ( غريبا ) من الغُرب والغُربة وهو التنحي عن الوطن أو الأهل . فشبّه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلامَ في أول أمره كالوحيد يكون في القوم ولقلة أتباعه بين أهل الباطل . قوله ( وسيعود غريبا كما بدأ ) قال الأجريُّ رحمه الله: معناه إن الأهواء المُضلة تكثر ،فيضل بها كثير من الناس،ويبقى أهل للحق غرباء في الناس . قوله : ( فطوبى للغرباء ) أي شجرةً في الجنة،و هو أقوى التفاسير وأصحِّها لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (طوبى شجرةٌ في الجنة ، مسيرةُ مائة عام ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها )[8].
أما شرح الزيادة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه رفعه ( النزاع من القبائل ): جمع نزيعٍ وهو الغريب الذي نُزِع من أهله وعشيرته ، وهذه الصفة هي التي كان عليها أتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام ، كان أحدُهم يُنزع من الأهل والعشيرة والوطن ليلحق برسول الله،وهذه الصفة ذاتها التي يكون عليها أهل الحق في آخر الزمان حين تكثر الفتن،فيهجرونها وأهلها ، مفارقين الأقارب والأباعد حين لا يجدون على الحق نصيرا ولا معينا .
2- أنـواع الغربـة : قال ابن القيم رحمه الله : الغربة ثلاثُ أنواع :
أ- غربة أهل اللهو أهل سنة رسوله بين الخلق،وهي الغربة التي مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أهلها وأخبر عن الدين الذي جاء به أنه بدأ غريبا وأنه سيعود غريبا كما بدأ ، وأن أهله يصيرون غرباء ، وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان ، ووقت دون وقت ، وبين قوم دون قوم ، وأهلُ هذه الغربة هم أهل الله حقا ، فإنهم لم يأووا إلى غير الله ، ولم ينتسبوا إلى غير رسول الله ، فهذه الغربة لا وحشة على صاحبها ، فوليُه الله ورسوله والذين آمنوا ، وإن عاداه أكثر الناس وجفَوه ، قال الحسن ( المؤمن في الدنيا كالغريب ، لا يجزع من ذُلِّها ، ولا ينافِس في عزها ، للناس حال وله حال ، الناس منه في راحة وهو من نفسه في تعب .
ب- النوع الثاني من الغربة : غربة مذمومة وهي غربة أهل الباطل ، وأهلِ الفجور بين أهل الحق ، فهم غرباء على كثرة أصحابهم وأشياعهم .
ج- النوع الثالث من الغربة : غربة مشتركة لا تُحمد ولا تُذم : وهي الغربة عن الوطن ، فإن الناس كلهم في هذه الدار غرباء ، فإنها ليست لهم بدار مقام ، ولا هي الدار التي خُلقوا لها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمر(كن في الدنيا كأنك غريب أو عابرُ سبيل)[9]
ثم قال ابن القيم رحمه الله ( وكيف لا يكون العبد في هذه الدار غريبا وهو على جناح سفر، لا يحل على راحلته إلا بين أهل القبور فهو مسافر في صورة قاعد…) [10]
3- غربة الصحابة ، أسبابها ومظاهرها وكيف واجهوها ؟ : غربة الصحابة هي الغربة الأولى للإسلام كما في الحديث(بدأ الإسلام غريبا) نتكلم عن غربة الإسلام الأولى حتى نعرف الطريق الصحيح للتعامل مع غربتنا ، ونأخذ القدوة الحسنة في ذلك برسول الله وأصحابه . فقد كانت البشرية قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم تعيش مرحلةً جاهلية،سيطر عليها الهوى والجهل والفساد في جميع المجالات الدينية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها . فكانوا يعبدون آلهة شتى مع الله أو من دون الله ، وقد روى البخاري (5/119) عن أبي الرجاء العطاري رضي الله عنه قال ( كنا نعبد الحجر ، فإذا وجدنا حجرا هو أخيَر ، ألقيناه وأخذنا الآخر ، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ، ثم جئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا به … ) وكانوا يئِدون البنات ويأكلون الربا بأنواعه ويفعلون الفواحش وغير ذلك ، وفي هذه البيئة الفاسدة كان يوجد الفرد بعد الفرد من الحنفاء الذين يرفضون ذلك الفساد ومن هؤلاء زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل رحمهما الله تعالى ، فكانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم انتصارا للحق وللمؤمنين المضطهدين في تلك الفترة ، وقف صلى الله عليه وسلم وحيدا غريبا في أول الإسلام حتى أسلم أبو بكر ثم خديجة ثم علي وبلال وسعد وغيرهم رضي الله عنهم قليل وهؤلاء الذين عانوا من الغربة الأولى أشد المعاناة .
أما أسباب هذه الغربة فهي :
1- قرب العهد بالجاهلية التي انتشر فيها الفساد .
2- العصبية لتراث الآباء والأجداد من العادات والتقاليد والأعراف والقَبَلِيّة : قال تعالى( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ، قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا )لقمان 21 .
3- موقف أهل الكتاب المساند للوثنية ، الذين تكالبوا جميعا على القلة المؤمنة .
4- وقوع المؤمنين تحت تسلط الكفار من قومهم : ولم يكن صلى الله عليه وسلم أن يدفع عن أتباعه المستضعفين شيئا من العذاب ، فكانوا غرباء في قبائلهم وبين قومهم ، في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت ( لما ابتُلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة ، حتى لقيه ابن الدَّغنَة فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي ، فرجع وارتحل معه ابن الدَّغنَة فأجاره ، فلم تُكذِّب قريش بجوار ابن الدغنة وقالوا له : مُر أبا بكر ، فليعبد ربه في داره ، فليصلِّ فيها ، وليقرأ ما شاء ، ولا يؤذينا بذلك ، ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا )[11]مناقب الأنصار
لهذه الأسباب وغيرها واجه رسول الله وأصحابه غُربةً شديدةً تمثّلت في مظاهر شتّى منها :
1- الاستمرار بالدعوة :وبدأت من نزول الوحي ولمدة ثلاث سنوات ، حيث كانوا يجتمعون في دار الأرقم بن أبي أرقم رضي الله عنه .
2- ومن مظاهر هذه الغربة : قلة الأتباع فهم أفراد معدودون حتى قال عمار بن ياسر رضي الله عنه ( رأيت رسول الله وما معه إلا خمسةُ أَعبُدٍ وامرأتان وأبو بكر ).[12]
3- ومن مظاهرها : الاضطهاد والتعذيب بل القتل ومحاولة القتل .
4- ومن مظاهرها : الحصار والتضييق : فقد حاصرت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في شعب أبي طالب سنتين أو ثلاث حتى أكل المؤمنون ورق الشجر ، بل حوصرت الدعوة في مكة فقط حتى أسلم الأنصار في المدينة .
فكيف واجه رسول الله وأصحابه هذه الغربة الأولى :
1- الجهر بالدعوة بعد أن كانت سرية .
2- نقل الدعوة إلى خارج مكة فأذن رسول الله بالهجرة إلى الحبشة مرتين ، ثم خرج إلى الطائف ثم عرض الدعوة على القبائل وفي مواسم الحج .
3- فرض الدعوة باعتبارها أمرا واقعا : فأعلن رسول الله دعوته وجهر المؤمنون بصَلاتهم وقراءتهم للقرآن ، بل يقف المؤمن عند الكعبة يعلن التوحيد حتى قال أبو ذر رضي الله عنه ( والذي نفسي بيده لأصرخنَّ بها بين ظهرانيهم ) [13]، وأعلن عمر رضي الله عنه إسلامه حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه ( ما زلنا أعِزَّة منذ أسلم عمر ) [14]، فاستسلمت قريش للأمر الواقع ولم تكف عن أذاهم .
4- ثم بيعة الأنصار والهجرة إلى المدينة و إعلان الدولة الإسلامية الأولى .
5- ثم القتال في سبيل الله تعالى : فبعث رسول الله السرايا والبعوث ، وشارك في الغزوات حتى انتشر الإسلام ثم فُتحت مكة في السنة الثامنة للهجرة وزالت غُربة الإسلام الأولى .
4- مقارنة بين غربة الصحابة وغربة هذه الأيام :
أقول كما قال ابن القيِّم رحمه الله في مدارج السالكين ( الإسلام الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو اليوم أشدُّ غربة منه في أول ظهوره ، فالإسلام الحقيقي غريب جدا وأهله غرباء بين الناس ) [15]
* فإذا كان قرب العهد بالجاهلية من أسباب غربة الرسول وأصحابه فكثير من أمور الجاهلية والفتن المنتشرة ووسائل الفساد والضلال والتغريب وغيرها من أسباب غربة المسلم هذه الأيام .
* وإذا كانت العصبية لتراث الآباء والأجداد من أسباب غربة الرسول والصحابة فهذه العصبية للآباء والمذاهب و الفرق و الجماعات والأحزاب والبلاد من أسباب غربة المسلم هذه الأيام .
* وإذا كان موقف أهل الكتاب من أسباب غربة الرسول والصحابة ، فموقف أهل الكتاب وغيرهم من البوذيين والماسونيين والعلمانيين وكذلك أهل الفرق الضالة من المسلمين وأهل الأحزاب وغيرهم أسباب غربة المسلم هذه الأيام .
* وإذا كان سيطرة الأعراف و العوائد القبلية من أسباب غربة الرسول و أصحابه ، فسيطرة الأعراف والعوائد القبلية و القوانين الوضعية والديمقراطية وغيرها من أسباب غربة المسلم هذه الأيام .
* وإذا كان وقوع المؤمنين تحت سلطة الكفار من قومهم من أسباب غربة الرسول والصحابة ، فوقوع المسلمين تحت الاستعمار وسيطرة الكفار من أسباب غربة المسلم هذه الأيام .
* وإذا كان الاستسرار بالدعوة من مظاهر غربة الرسول والصحابة ، فهكذا وجدت السِّرّية بين كثير من المسلمين في بعض البلاد الشيوعية وغيرها ، ولازال من المسلمين الغرباء من لا يستطيع الجهر بعبادته وصلاته والتزامه ودعوته .
* وإذا كان الاضطهاد والتعذيب والحصار والتضييق من مظاهر غربة الرسول والصحابة ، فالاضطهاد والقتل والمؤامرات والحصار والتضييق والتهجير والمذابح وغيرها من مظاهر غربة المسلم هذه الأيام.
* وإذا كان انحصار الدعوة في بيئة واحدة وهي مكة من مظاهر غربة الرسول والصحابة ، فالغزو الفكري والتنصير ونشر الأفكار الضالة في بلاد المسلمين من مظاهر غربة المسلم هذه الأيام .
وليس معنى ما سبق أن غربة هذه الأيام أشد من غربة الرسول والصحابة ، لأن الإمكانيات المتوفرة لدى المسلمين هذه الأيام من حيث العدد والأرض والخيرات ووسائل الدعوة وغيرها تعتبر من الوسائل المعينة على دفع الغربة عنهم .
5- وسائل مواجهة الغربة في كل زمان : كيف يتصرف الغرباء ليدفعوا غربتهم ؟
سنتكلم إن شاء الله عن ثلاث وسائل هي :
أ-الصبر والثبات في مواجهة الغربة والابتلاء
ب -الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى .
ج- العزلة بالضوابط الشرعية .
أ- الصبر والثبات في مواجهة الغربة والابتلاء: وهو أهم وسائل دفع الغربة :
إذا التزم المؤمن بالإسلام والسنّة وأصبح من الغرباء فإنه سيلاقي أنواعا من البلاء ، وهذا البلاء أثر من آثار الاستقامة على الحق وسُنّة لابد منها ليتميز الصادق من الكاذب ، قال تعالى( ألـم أحَسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون،ولقد فتنا الذين من قبلهم ،فليعلمن الله الذين صدقوا ولعلمن الكاذبين) العنكبوت فإذا ابتلي المؤمن فهو بين موقفين :
الموقف الأول : التراجع عن الالتزام بسبب البلاء فينقلب على عقبيه : قال تعالى ( ومن الناس من يعبد الله على حرف،فإن أصابه خير اطمأن به،وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة،ذلك هو الخسران المبين)الحج (11) فيقول : لو كان هذا الالتزام خيرا لما تسبب في حرماني من وظيفتي أو كساد تجارتي أو سجني فيترك الالتزام .
الموقف الثاني : هو الصبر والإصرار والثبات مهما كان البلاء وطال الزمان ، قال الله تعالى(يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا و اتقو االله لعلكم تفلحون( آل عمران (200) فإذا صبر وثبت على التزامه رفع الله منزلته وكفر عن خطيئته وبقي مع الغرباء .
* أما صور الابتلاء فهي كثيرة منها :
* أن يتعرض المؤمن الملتزم للأذى والمضايقة من الباطل وأهله ثم لا يجد من يدفع عنه فيصبر .
* أن يتعرض لفتنة الأهل والأولاد الذين يخشى أن يصيبهم الأذى بسببه ولا يملك أن يدفع عنهم فيصبر
* أن يرى إقبال الدنيا على أهل الباطل وهو مهمَل لا يشعر الناس به إلا الغرباء أمثاله فيصبر .
* أن يُبتلى بتأخير النصر عن المؤمنين مع تعرضهم للأذى ، فيصبر .
فالمؤمن كلما ازداد تمسكه بهذا الدين ، وصبره على تكاليفه ، ازداد البلاء حتى يأتي النصر . قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين منزلة الصبر :( معنى الصبر المشروع : حبسُ النَّفْس عن الجزَع والتسخُّط ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن التشويش ، وهو ثلاثة أنواع ، صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على امتحان الله … )[16] قلتُ الغرباء مطالبون بأنواع الصبر الثلاثة ، وكلما اشتدت غربة الدين كان المرء أحوج إلى الصبر ، وكذلك يتضاعف الأجر ، فعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم( إن من ورائكم أيام الصبر ، الصبرُ فيهم مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله) قال : يا رسول الله أجر خمسين منهم؟قال أجرخمسين منكم)[17],فإذا صبر المؤمن على البلاء انتصب له أعداء كثيرون منهم الذين يؤذونه بأنواع الإيذاء وقد يعملون على إغرائه بالمال والجاه لصرفه عما هو فيه ، ومنهم من يلصقون به التهم والألقاب والتخلف والتطرف ، فلابد من الصبر على كل ذلك ، فالصبر والثبات في مواجهة الابتلاء أول وأهم وسائل مواجهة الغربة .
ب- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وهو الوسيلة الثانية لمواجهة ودفع الغربة فالغريب يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، وحسب استطاعته مع مراعاة القواعد الشرعية ، فإذا قوي المعروف في مجتمع وضعُف المنكر فيظهر الصالحون ويظهر الإسلام ، وإذا قوي المنكر وضعف المعروف فقد اشتد في المجتمع غربة الصالحين الملتزمين بالدين . فلابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للثبات ودفع الغربة عن الإسلام والمسلمين . وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والذي نفسي بيده ، لتأمُرُنَّ بالمعروف ، ولتنهونَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابا منه ، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم )[18]فالغرباء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، قال ابن القيِّم رحمه الله في أعلام الموقعين (2/176) : (وقد غرَّ إبليس أكثر الخلق بأن حسَّن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة ، وتركوا الأمر بالمعروف ، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تُنتهك ودينه يَتْرُك ، وسُنة رسول الله يُرغب عنها ، وهو بارد القلب ، ساكت اللسان ، شيطان أخرس ، وهل بلِيّة الدين إلا من هؤلاء الذين سلمت لهم مآكلهم فلا مبالاة بما جرى على الدين … )
فإذا ترك الناس الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عاقبهم الله بعقوبات لا يدركها إلا العالمون بنصوص الكتاب والسنة، ومن هذه العقوبات :
1- في الصحيحين عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ يوما من نومه فزعا وهو يقول ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فُتِح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذاـ وحلق بين إصبعيه السبابة و والإبهام ـ فقالت زينب : يا رسول الله أنَهلَك وفينا الصالحون ؟ قال نعم : إذا كثر الخبث ) فكثرة الخبث والمعاصي في المجتمع تؤدي إلى الهلاك العام الشامل، و كل ذلك بسب بعدم القيام بالمعروف و النهي عن المنكر،وكثرة الخبث أي ظهوره و استعلائه حتى لا يكاد يُنكر بل يصير أمرا مألوفا .
2- ومن العقوبات : الاختلاف والتفرق والتناحر والتحزُّب : قال الله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ، ولا تكونوا كالذين تفرقوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) آل عمران (105/104)
3- ومن العقوبات : عدم إجابة الدعاء : وقد مر معنا حديث حذيفة قبل قليل يدل على ذلك .
وهكذا عقوبات دنيوية كثيرة بسبب المعاصي والذنوب في المجتمعات ، فمن وسائل مواجهة الغربة ودفعها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ج- ومن وسائل مواجهة الغربة : العُزلة : المسلم الذي يعنيه شأن الإسلام مُطالب بمواجة الغربة التي يعيشها وبالوسائل المشروعة مثل الصبر والثبات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا لم يستطع مواجهتها بذلك واجهها بالأسلوب الشرعي الصحيح الذي يضمن نجاته وسلامته ، ومحافظته على نفسه ودينه وهذا الأسلوب هو العُزلة . ولا يُفهم من هذا أن الغريب حُكمه العزلة والانطواء وترك أمر الناس للناس على الإطلاق وإنما المقصود بيانه أن من الغرباء مجاهدين ودعاة عاملين وعلماء مخلصين وآمرين بالمعروف وناهين عن المنكر ، ومفهوم العزلة في النصوص تحمل على بعض الأفراد الذين تكون العزلة في حقهم أولى لأن مخالطتهم للناس تضر بدينهم ودنياهم وتضر بغيرهم أيضا وكذلك تحمل على أن يكون هذا الاعتزال خاصا في فساد الزمان و عند الفتن و غير ذلك . وقد وردت نصوص تمدح العزلة ونصوص تمدح الخُلطة و لابد من التوفيق بينهما : والعزلة هي الاعتزال أي تجنب الشيء بالبدن أو بالقلب أو بهما معا،قال تعالى(فاعتزلوا النساء في المحيض )وقال تعالى ( فاعتزلكم وما تدعون من دون الله …)بالبدن والقلب ، والخُلطة هي المُمازجة والمداخلة بالبدن .
* أما الأحاديث في مدح العزلة فمنها :
في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله ! أي الناس أفضل ؟ فقال :"" مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه و ماله،قالوا : ثم من؟قال :مؤمن في شعب من الشِّعاب يتقي الله ويدع الناس من شره"" .[19]
- في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه قال : "" مِن خير معاش الناس لهم ،رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله،يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه،يبتغي القتل والموت مظانه أو رجل في غنيمة في رأس شَعَفَة من هذه الشِّعف أو بطن واد من هذه الأودية ، يقيم الصلاة و يؤتي الزكاة و يعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير ""[20]وغيرهما من الأحاديث
* أما الأحاديث في مدح الخلطة فمنها :
- حديث ابن عُمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"" المسلم إذا كان مخالطا الناس ، ويصبر على أذاهم ، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم "". [21]
حديث أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثَل الجليس الصالح والجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يُحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة )[22]وغيرها من الأحاديث. وليس بين هذه الأحاديث تعارض ويمكن توضيح ذلك كما يلي :
1- أن الإسلام دين جماعة و الأصل في المسلم الاختلاط بالناس ومعاشرتهم والقيام بحقوقهم والعزلة الكلية المطلقة يترتب عليها تضييع هذه الحقوق والفرائض وتعطيل كثير من الواجبات لكن ثمة حالات خاصة تُستثنى من هذا الأصل كما سيأتي .
2- أما الأحاديث التي وردت في مدح العزلة فتحتمل على أحد وجهين :
أ- أن يكون هذا في حق أفراد لا يستطيعون الجهاد ولا الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر ولو خالطوا الناس لتضرروا بالمخالطة وأضروا بغيرهم وذلك كمن يرى المنكرات فإذا رآها تأثر وتعكر مزاجه وتكدرت حياته فلم يهنأ بعيش ولا عبادة ، وكمن يعرف من نفسه الضعف والنيل إلى الفواحش فإذا جاورها وخالط أهلها ورآها استروح إليها ، فمثل هؤلاء قد تُشرع في حقهم العزلة بعد سؤال أهل العلم . [23]
ب- الوجه الثاني : أن يكون هذا الاعتزال خاصا في زمان الفتن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم أما في الأحوال العادية التي ليس فيها فتنة عامة فالأصل فيها أن المسلم يخالط الناس ويصبر على أذاهم ويوصل إليهم النفع الديني والدنيوي وهذا مذهب جماعة من السلف والعلماء .
نوع آخر من العزلة : قال الخطابي رحمه الله ( ولسنا نريد بهذه العزلة التي نختارها مفارقة الناس في الجماعات والجمعات ، وترك حقوقهم في العبادات … وصنائع السنن والعادات المستحسنة فيما بينهم … وإنما نريد بالعزلة : تركَ فضول الصحبة ونبذ الزيادة منها ) [24]وقال ابن حِجر رحمه الله ( وقال غيره – أي غير النووي – يختلف باختلاف الأشخاص، فمن يتحتم عليه المخالطة من كانت له قدرة على إزالة المنكر فيجب عليه ) [25]
نوع آخر للعزلة : وهي العزلة الجزئية حيث يخلو المرء بنفسه بقصد التعبد أو التزود من العلم ، أو محاسبة النفس أو نحو ذلك من الأغراض والمقاصد التربوية ، وقد ورد عن السلف أقوال في ذلك كما ورد قول عمر رضي الله عنه ( خذوا بحظكم من العزلة ) ، وقول مسروقٍ رحمه الله ( إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها ، فيذكر ذنوبه فيستغفر منها ) ويقول أبو سليمان الخطابي رحمه الله( وفي العزلة أنها معينة لمن أراد نظرا في علم أو استنباطا لحكمة )
نوع آخر من العزلة : وهي العزلة القلبية ولو خالط الناس وعاشرهم ببدنه فإنه مزايل لهم بعلمه وقلبه ، مفارق ما هم عليه من التعلق بالدنيا والبدع أو اتباع الهوى ، فهو مخالط الناس لهدايتهم ونصحهم وتعليمهم ولبيان السنة لهم ، وبذلك يجمع بين الخلطة والعزلة : الخلطة بجسده والعزلة بقلبه ومشاعره وعمله ، وقد روى ابن أبي شيبة (1032) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( خالطوا الناس و زايلوهم وصافحوهم ودينَكم لا تُكْلمونه ) وهنا كعزلة عامة عند فساد الزمان وعند الفتنة وهذه واجبة للأمر بالفرار منها في كثير من النصوص .
هذا ما تيسر جمعه فيما يتعلق بالغربة ووسائل مواجهتها ودفعها .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
[1]مدارج السالكين (3/189)
[2]مجموع الفتاوى (18/297)
[3]الاعتصام (1/35)
[4]رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة والبيهقي والطبراني وغيرهم وهو حديث متواتر كما قال الكتاني في نظم المتناثر وذكر مقالة السيوطي والسخاوي وأقرَّهم
[5]أخرجه الأجري في الغرباء بإسناد صحيح ورجالُه ثقات .
[6]رواه أحمد (6649)وغيره وله شاهد عند ابن عساكر .
[7]رواه أحمد (11673)و الترمذي و ابن ماجه وغيرهم بإسناد صحيح ، وقد صححه الترمذي والبغوي وحسنه البخاري كما في العلل الكبير للترمذي وهناك طرق أخرى ضعيفة.
[8]رواه أحمد وابن ماجة وهو في صحيح الجامع 3918
[9]رواه البخاري (6416)
[12]أحمد و البخاري (3660)
[13]متفق عليه
[14]رواه أحمد و البخاري(3684)
[15]مدارج السالكين (3/188)
[16]مدارج السالكين منزلة الصبر (2/155)
[17]رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم وهو حسن بشواهده صحيح الترغيب ( 3182)
[18]رواه أحمد والترمذي وحسّنه ، وكذلك في صحيح الجامع الصغير ( 7070 )
[19]منفق عليه
[20] أخرجه مسلم (1889)
[21]رواه أحمد و الترمذي(2507) والبخاري في الأدب المفرد
[22]متفق عليه