محبة الرسول ﷺ بين الإتباع والابتداع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
مقدمــة:
فإن الله عز وجل افترض على العباد طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم ومحبته وتوقيره والقيام بحقوقه، فقام الصحابة والصالحون بأداء هذا الفرض حق قيام وظهر من حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما جعلهم يفدونه بكل عزيزٍ وغالٍ حتى إذا دب الضعف في هذه الأمة فظهر التفرق والاختلاف وظهر الغلوّ في رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخرجوه من نطاق البشرية إلى مرتبة الألوهية وزعموا أنهم بذلك يريدون إظهار حبه وتعظيمه ولم يعلموا أن المحبة شيء مختلف تماماً عن الغلو، فالأول فرض عين والثاني ضلال مبين. ولم يعلموا بأن أهم علامات حبه صلى الله عليه وسلم اتباعه في أفعاله وأقواله وسنته.
قال ابن القيم رحمه الله (لما كثر المُدّعون للمحبة، طولِبوا بإقامة البيّنة على صحة الدعوى، فتأخر الخَلق كلُهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه) ([1]).
*أما أسباب اختيار هذا الموضوع (محبة الرسول بين الاتباع والابتداع) فهــي:
1- كون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ركناً أصيلاً من أركان الإيمان فأردت أن أبين مكانة المحبة من الإيمان وحكمها وثمراتها وأسباب تقويتها.
2- لأن بعض المسلمين يتسترون وراء الدعاوي لهذه المحبة فأردت أن أبين الشواهد والعلامات الصادقة لهذه المحبة ليتبين الصادق من الكاذب.
3- لأن بعض المسلمين ظنوا أن من لوازم المحبة الغلو فيه صلى الله عليه وسلم ، فأردت أن أبين أن المحبة شيء مختلف تماماً عن الغلو.
4- ولظهور كثير من البدع التي شوهت معالم الدين عند كثير من المسلمين بسبب الغلو، فأردت أن أبين آثار الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم .
5- ولشعورنا بالتقصير في محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، فأردت أن أبين أين نحن من محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذه أهم عناوين الموضوع:
1- مفهوم المحبة.
2- حكم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم .
3- محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم .
4- علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
5- ثمرات محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
6- أسباب تقوية محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
7- محبة الرسول بين الاتباع والابتداع ومسألة الغلو فيه.
8- أين نحن من محبة الرسول واتّباعه.
1- مفهوم المحبة: في اللغة: المحبة اسم للحب وهو صفاء المودة وميل القلب.
ومحبة الرسول معناها: أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث يؤثر على كل محبوب من نفسٍ وولدٍ ووالدٍ والناس أجمعين، وهذه المحبة لرسول الله تربط المسلم به وتجعل قلبه وهمّه وإرادته متوجهةً لتحصيل ما يُحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
2- حكم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم :
إن محبته أصلٌ من أصول الإيمان وواجب من الواجبات الشرعية كما أن بغضه ناقضٌ من نواقض الإيمان الاعتقادية. وتتفاوت درجة الشعور بهذا الحب تبعاً لقوة الإيمان أو ضعفه، وكمال الحب من كمال الإيمان، ونقص الحب من نقص الإيمان، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن عبدٌ حتى أكونَ أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين»([2])، وهذا الحديث من أوضح الأدلة على وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يكمُل الإيمان إلا به.
وعند البخاري (6632) عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال عمر: يا رسول الله لأنت أحبُ إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال له النبي «لا ، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك» فقال له عمر: فإنه الآن، والله لأنت أحب إليّ من نفسي، فقال النبي: «الآن يا عمر»([3]) وهذا الحديث يدل على أنه لا يبلغ المسلم حقيقة الإيمان حتى يكون الرسول أحب إليه من نفسه.
والله عز وجل قال: (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) [الأحزاب:6]، قال ابن القيم رحمه الله (أن يكون أحبّ إلى العبد من نفسه لأن الأولوية أصلها الحب ونفس العبد أحبُ إليه من غيره، ومع هذا يجب أن يكون الرسول أولى به منها وأحب إليه منها)([4]) فإذا قويت المحبة في قلب المؤمن وزادت، أثمر ذلك زيادةَ في الإيمان.
3- ثمرات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم منها:
1- الشعور بحلاوة الإيمان ولذة الطاعة: ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحبُ إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار»([5]) قال النووي رحمه الله (حلاوة الإيمان أي استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين)
2- مرافقته في الآخرة: روى مسلم عن أنسٍ رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله فقال يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ فقال: حب الله ورسوله، قال: «فإنك مع من أحببت» قال أنس رضي الله عنه: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكرٍ وعمر، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم.([6]) قال الحسن البصري رحمه الله(أنه من أحب قوماً اتبع آثارهم، ولن تلحق بالأبرار حتى تأخذ بهديهم وتقتدي بسنتهم وتأخذ طريقهم وإن كنت مقصراً في العمل فإنما ملاك الأمر أن تكون على استقامةٍ)([7]).
4- أسباب زيادة محبة النبي صلى الله عليه وسلم :
يرتبط الحب في القلب بما يحركه من أسباب ودواعي، ومع وجود هذه الأسباب يزداد الحب ويقوى حتى يصل إلى مرتبة الكمال.
وأهم الأسباب لزيادة حبه صلى الله عليه وسلم :
1- معرفة خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته ومنها:
أ- أن الله عز وجل أحبه واختاره من خلقه، فحب ما يُحب الله من لوازم محبته.
ب- كمال رأفته ورحمته بأمته وحرصه على هدايتها وإنقاذها من الهلكة، حتى قال الله عنه:(حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢٨﴾) [التوبة:128]، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى في عيسى عليه السلام: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾) [المائدة:118] فرفع يديه وقال: «اللهم أمتي أمتي» وبكى، فقال الله عز وجل:
(يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)([8]). وبوّب عليه النووي رحمه الله بقوله (باب دعاء النبي لأمته وبكائه شفقةً عليهم).
ج- ومن صفاته: كمال نصحه لأمته وهدايته لها وإحسانه إليها لأنه صلى الله عليه وسلم دلَّ هذه الأمة على كل خير يُقربها إلى ربها وحذرها من كل شر يجلب لها الذل والخِزي في الدنيا والآخرة.
2- ومن أسباب زيادة المحبة: تذكُرُه ومعرفة أحواله صلى الله عليه وسلم : فإذا أراد المسلم أم يزداد حبه لرسول الله فلابد له من معرفته ومعرفة جوانب شخصيته وأخلاقه وذلك بمطالعة سيرته وشمائله وأعماله وسننه والقراءة لكتب الحديث وحضور مجالس أهل الحديث ومصاحبتهم.
3- الوقوف على هديه صلى الله عليه وسلم والاشتغال بالسنة قولاً وعملاً ودعوةً: فإذا جعل المسلم رسوله أمامه في كل أمرٍ يقوم به من أمور الدين وتمسك بهديه وسنته، كلما ازداد حبه له صلى الله عليه وسلم .
4- ومن أهم أسباب زيادة المحبة: كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم . قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾) [الأحزاب:56]، والصلاة عليه واجبة عند ذكره على الأرجح.
5- ومن أسباب زيادة محبة النبي: طلب العلم الشرعي والتفقه في دين الله تعالى وذلك بدراسة القرآن وعلومه والحديث وعلومه، وكل علمٍ يخدمهما.
5- مظاهر وعلامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم :
حب النبي صلى الله عليه وسلم محدد بعلامات تؤكد صدقه، وآثار تظهر على من اتصف به، وبينات يُظهرها المدّعي حتى يتميز الصادق من الكاذب وأهم هذه العلامات والآثار هي:
1- امتثال أوامره واجتناب نواهيه صلى الله عليه وسلم : وهذا هو أقوى شاهد على صدق الحب وإلا تكون الدعوى كاذبةً. قال القاضي عياض رحمه الله (فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامات ذلك عليه وأولها الاقتداء به واستعمال سنته واتباع أقواله وأفعاله والتأدب بآدابه في عُسره ويسره)([9]) فأين نحن من تنفيذ أوامره واجتناب نواهيه وهو القائل صلى الله عليه وسلم : «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم» ([10]).
2- اتباع سنته صلى الله عليه وسلم : قال تعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب:21].
3- التحاكم إلى شريعته في جميع شؤون الحياة: قال تعالى (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) [النساء:65]
4- الشوق إلى معرفة شريعته بطلب العلم النافع من الكتاب والسنة.
5- محبة من أحب وعداوة من عادى، وخاصةً محبة قرابته وأزواجه وأصحابه.
6- نصر سنته والذّب عن شريعته: قال القاضي عياض رحمه الله (ومن محبته نُصرة سنته والذّب عن شريعته)([11]).
7- الصلاة والسلام عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم .
8- تعظيمه وتوقيره والأدب معه صلى الله عليه وسلم : وأساس التعظيم له هو تصديقه وطاعته والتأدب معه، فمن أخلّ بذلك لم يُعظمه، والإخلال يأتي من أمرين أولهما الجفاء والتفريط في حقوقه كالطعن في صدقه وأمانته وعدم التأدب مع سنته وترك الصلاة والسلام عليه حين يُذكر والاستهانة بهديه وسنته قلة المبالاة بها وعدم مذاكرة سنته صلى الله عليه وسلم . والأمر الآخر الذي يأتي منه الإخلال بتعظيمه: الغلو فيه ورفعه فوق مرتبته كالاعتقاد أنه يعلم الغيب مطلقاً أو أن وجوده سابق لهذا العالم وأنّ من نوره خُلق الكون كله، إلى غير ذلك من الاعتقادات الباطلة التي لم ترد في كتابٍ ولا في سنة.
9- ومن علامات حبه صلى الله عليه وسلم: النصيحة له: وفي الحديث الصحيح «الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»([12]).
قال النووي رحمه الله (وأما النصيحة لرسول الله فتصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه ونُصرته ومعاداةُ من عاداه وموالاة من والاه وإحياء طريقته وسنته وبث دعوته ونشر شريعته والدعوة إليها والتأدب بآدابه ومحبة أهل بيته وأصحابه، ونحو ذلك)([13]).
10- ومن مظاهر محبته: كثرة تذكره وتمني رؤيته والشوق إلى لقائه: في صحيح مسلم (2178) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مِن أشدّ أمتي لي حباً ناسٌ يكونون بعدي يَودُّ أحدهم لو رآني بأهله وماله» فمن ظهرت عليه هذه العلامات والآثار فهو المحب الصادق.
6- محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم:
يُعِّبر عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله عندما سُئل: كيف كان حبكم لرسول الله؟ قال: (كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ) فكيف كان حبهم رضي الله عنهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم ؟
1- أبو بكر الصديق رضي الله عنه: في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت (بينما نحن يوماً جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعاً في ساعةٍ لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر: فداءٌ له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمرٌ) قالت عائشة: فجاء رسول الله فاستأذن فأذن له فدخل، فقال حين دخل لأبي بكر: «أَخْرِج مَن عندَك»، فقال أبو بكر: إنما هم أهلُك بأبي أنت يا رسول الله، قال: «فإني قد أُذِن لي في الخروج»، فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله: «نعم»)([14])، قال ابن حجر رحمه الله (زاد ابن اسحاق في روايته: قالت عائشة: فرأيت أبا بكر يبكي وما كنت أحسب أن رجلاً يبكي من الفرح) وعند البخاري عن أبي سعيد رضي الله عنه قال (خطب رسول الله الناس وقال: «إن الله خيَّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله» قال: فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه، فكان رسول الله هو المُخير وكان أبو بكر أعلمنا)([15])، وفي روايةٍ عن معاوية (فلم يلقنها إلا أبو بكر فبكى وقال: نفديك بآبائنا وأمهاتنا)([16]).
ولما حضرت أبا بكر رضي الله عنه الوفاة قال (أيُ يومٍ هذا؟ قالوا: يوم الاثنين، قال: فإن متُ من ليلتي فلا تنتظروا بي إلى الغد فإن أحب الأيام والليالي إليّ أقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم )([17]).
2- أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فقد روى البخاري قصة استئذانه من عائشة رضي الله عنها في أن يُدفن مع رسول الله وأبي بكر في غرفتها فقالت (كنت أُريده لنفسي ولأُوثِرنّه به اليوم على نفسي) ففرح عمر وقال (الحمد لله، ما كان من شيء أهم إليّ من ذلك فإذا أنا قضيت فاحملوني، ثم سلم فقل: يستأذن عمر، فإن أذنت لي فأدخلوني وإن ردتني رُدوني إلى مقابر المسلمين)([18]).
3- الأنصار يفرحون بمقدمه صلى الله عليه وسلم في الهجرة: في صحيح عن عروة بن الزبير رحمه الله(وسمع المسلمون مخرج رسول الله من مكة فكانوا يغدون كلّ غداةٍ إلى الحرّة فينتظرونه حتى يردهم حرُّ الظهيرة)([19]) وفي مسند أحمد رحمه الله أنهم كانوا زهاء خمسمائة من الأنصار([20]). وقول أنس رضي الله عنه(فما رأيت يوماً قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله وأبو بكر المدينة)([21]) ويقول البراءُ بن عازب رضي الله عنه (فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله)([22]).
4- في صحيح سنن النسائي (2951): اثنا عشر صحابياً رضي الله عنهم يفدون رسول الله في غزوة أحد فيموت الأحد عشر ويبقى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ، وتُقطّع أصابعه ثم يرد الله المشركين. وعن قيس رضي الله عنه قال: (رأيت يدَ طلحةَ شَلاّء وقي بها النبي يوم أحد)([23])، وكان أبو بكر رضي الله عنه إذا ذكر يوم أحد بكى ثم قال: (ذلك كله يوم طلحة)([24])، وفي الصحيحين قال أنس رضي الله عنه عن يوم أحد: (ويشرفُ نبي الله ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة: يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تُشرِف لا يُصبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك).
5- يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه: (ما كان أحد أحب إليّ من رسول الله ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سُئلت ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه صلى الله عليه وسلم )
6- روى مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: (كنت أبيت مع رسول الله فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: «سَلْ»، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: «أَوَ غير ذلك؟» قلت: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»)([25]).
7- قالت عائشة رضي الله عنها: (جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله إنك لأحب إليّ من نفسي وإنك لأحب إليّ من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي حتى نزل جبريل بالآية (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾) [النساء:69])([26]).
7- محبة الرسول بين الاتباع والابتداع:
علمنا مما سبق أن من أهم علامات حبه صلى الله عليه وسلم اتباعه في أمره ونهيه، وأن من أهم نواقض المحبة الابتداع بدعوى محبته صلى الله عليه وسلم ، فما الفرق بين الاتباع والابتداع؟
1- مفهوم الاتباع:
اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هو: الاقتداء به في أقواله وأفعاله على الوجه الذي جاء به.
والله عز وجلّ أوجب على العباد اتباع أمره وحذرهم من مخالفته وعصيانه، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿٢٠﴾) [الأنفال:20]، وقال تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر:7]، فتبين لنا أن اتباع الرسول أمر واجب وفرض عينٍ على الأمة كلها.
أما مظاهر الاتباع فهي نفسها مظاهر وعلامات حبه صلى الله عليه وسلم .
2- مفهوم الابتداع:
بدعوى محبة الرسول، وسبب الابتداع هو الغلو في رسول الله، فما هو الغلو مع ذكر أمثلة عليه؟ وما هي أنواعه؟ وما هي آثار الغلو في الرسول على الاعتقاد والأعمال؟ وما هو حكم الغلو في رسول الله؟ وما هي البدع التي ظهرت بدعوى محبة الرسول؟ وما هي آثار الابتداع بوجه عام على المسلمين؟
أما الغلو: فيطلق في اللغة على مجاوزة الشيء حدّه الذي وضع له، ويطلق في الشرع على مجاوزة حدود الشريعة عملاً واعتقاداً. والإسلام حرّم الغلو ونهى عنه: قال تعالى (ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) [النساء:171 والمادة:77]، قال القرطبي رحمه الله في تفسيرها (نهى عن الغلو، والغلو التجاوز في الحد، ومنه غلا السعر يغلو غلاءً، ويعني بذلك فيما ذكره المفسرون غلو اليهود في عيسى حتى قذفوا مريم، وغلو النصارى فيه حتى جعلوه رباً)([27]) وعن ابن عباسٍ رضي الله عنه قال (قال لي رسول الله غداة العقبة وهو على ناقته: «القُطْ لي حصى»، فلقطت له سبع حصيات هُنّ حصى الخَذف، فجعل ينفضهُن في كفه ويقول: «أمثال هؤلاء فارموا»، ثم قال: «يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»([28]) قال ابن تيمية رحمه الله: (وقوله: إياكم والغلو في الدين، عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال)([29]).
وقد وردت في الشرع ألفاظ تقارب الغلو في معناه مثل التشدد والتشديد والتعمق والتنطع والتكلف، وكلها مرادفة للغلو وهي بمعنى مجاوزة الحد بالزيادة على المشروع، فمثلاً تعظيم الرسول مشروع طالما كان ذلك في حدود بشريته فإذا تجاوزنا بتعظيمه حدود بشريته صار غلواً ممنوعاً.
والغلو منه ما يكون في الاعتقاد ومنه ما يكون في العمل:
أ- الغلو في الاعتقاد: ويتمثل في مجاوزة حدود الاعتقاد الصحيح إلى الانحراف، ونجد ذلك في آراء الفرق الكلامية التي فارقت أهل السنة والجماعة بنوع الاعتقاد، ففي صفات الله تعالى نجد النُفاة والمؤولة غَلَو في تنزيه الله حتى عطلوه عن صفات الكمال ووصفوه بصفات المعدوم. ومن الغلو في الاعتقاد غلو النصارى في عيسى وغلو بعض المتصوفة في الرسول صلى الله عليه وسلم حيث ادّعوا أنه مخلوق من نور وأنه يتصرف في الأكوان، وغلوهم في الصالحين ومشايخ الصوفية بادعاء العصمة لهم والاستغاثة بهم، وغلو الشيعة في عليّ رضي الله عنه، فطائفة ادعت أنه إلــه وطوائف على أنه معصوم … وهكذا.
ب- الغلو في العمل: ويقصد به ما كان واقعاً في دائرة الأحكام الشرعية الخمسة، فمن جعل المندوب بمنزلة الواجب فقد غلا في الدين وجاوز الحد فيه، ومن جعل المكروه بمنزلة الحرام أو جعل المباح مكروهاً أو محرماً فقد غلا، فمن أوجب على نفسه قيام الليل كله فقد غلا ومن حرّم النكاح وأكل الطيبات زهداً وتعبداً فقد غلا، ومن زاد على الثلاث في الوضوء فقد غلا، … وهكذا([30])
وأما أسباب الغلو فهي:
1- الجهل بالدين والجهل بحدود الشريعة التي يجب على المكلف أن يقف عندها ولا يتعداها، والقصور في فهم مقاصد الشريعة من التيسير ورفع الحرج عن المكلفين.
2- اتباع الهوى وتحكيم العقل كما وقع بين طوائف المتكلمين والصوفية.
3- الاعتماد على الأحاديث الواهية والموضوعة التي وضعها الزنادقة والجهلة من الفرق الضالة.
ومن أمثلة الغلو في الاعتقاد:
1- الغلو في الرسل عند اليهود والنصارى: فرفعوا الأنبياء فوق منزلتهم ووصفوهم بصفات الألوهية، أو يوصف النبي بأنه ابن الله، ونهاهم الله عن الغلو هذا، وفي ذلك تحذير لنا نحن المسلمين عن أن نسلك مسالكهم في الغلو، وكذلك نهى الرسول أمته عن المبالغة في مدحه فقال: «لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله»([31]) ، ولكن طوائف من هذه الأمة وقعت في الغلو فيه.
2- الغلو في هذه الأمة: ففي هذه الأمة من غلا في عليّ وذريته وأنهم معصومون، بل منهم من ادعى بأنه إله. ومن هذه الأمة من غلا في الرسول والأولياء من بعده كالغلاة من الصوفية الذين قالوا بالحقيقة المحمدية وهي أن محمداً خُلق من نورٍ قبل الكون ولأجله خلق الكون، وأنه يعلم الغيب المطلق، … وهكذا.
أما عن آثار الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم على الاعتقاد والأعمال والسلوك: فقد كان للغلو أكبر الأثر في إفساد حقائق الدين وتشويه معالمه:
أ- ففي الاعتقاد:
1- أدّى الغلو إلى الشرك واعتقاد أن محمداً شريك مع الله في الخلق والتدبير والألوهية وكشف الضر وجلب النفع وعلم الغيب وغيرها حتى قال البوصيري:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حدوث الحادث العممِ
فإن من جُودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علمَ اللوح والقلم
2- كذلك أدى الغلو بأصحابه إلى أن يعتقدوا بأن الرسول في كل العصور واحد هو محمد، وهذا مخالف لاعتقاد عامة المسلمين وكذلك خالف الغلاة عقيدة المسلمين في كثير من العقائد منها أن أول ما خلق الله هو محمد ومنه خُلق كل شيء وأنه قرأ القرآن قبل جبريل وأنه حي يرى يقظةً لا مناماً وهذه العقائد مخالفة للنصوص الصريحة.
3- ومن آثار الغلو: فساد مفهوم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم : فصار معنى المحبة عند غلاة الصوفية عبادته ودعائه وتأليف الصلوات المبتدعة وعمل الموالد وإنشاد القصائد الشركية في الاستغاثة به وصرف وجوه العبادة إليه.
هذه بعض الآثار للغلو في رسول الله في إفساد عقيدة المسلمين في الله ورسوله.
ب- أما آثار الغلو في الرسول على العبادات الشرعية:
فقد أدى الغلو إلى الانحراف بالعبادات عن وضعها الشرعي وابتداع عبادات ما أنزل الله بها من سلطان مثل الإيمان بالحقيقة المحمدية وقضاء الأعمار في الخُلوات والأذكار المبتدعة.
* فما حكم الإسلام في الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الله عز وجل نهى عن الغلو بأنواعه، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر الأمة ونهى عن المبالغة في مدحه حتى لا يُفضي ذلك إلى الغلو فيه كما غلت النصارى في عيسى بن مريم عليه السلام. وعند أبي داود عن عبد الله بن الشخيّر رضي الله عنه قال: (انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السيد الله تبارك وتعالى»، قلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً، فقال: «قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرِينكم الشيطان»)([32]) فكرِه رسول الله من أصحابه أن يواجهوه بالمدح لِئلا يُفضي ذلك إلى الغلو.
وقد أنكر رسول الله على من قال له: ما شاء الله وشئت، فقال له: «أجعلتني والله عدلاً، بل ما شاء الله وحده» كما أنكر على معاذ رضي الله عنه حينما همّ أن يسجد له([33]).
كل هذه الأدلة وغيرها تدل على حرمة الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن الغلو ما هو من الكفر الصريح كقول صاحب كتاب النفحات الأقدسية صـ9 (فشأن محمدٍ في جميع تصرفاته هو شأن الله تعالى).
وأما البدع التي ظهرت بدعوى محبة الرسول: لقد كان من أكبر آثار الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم ظهور البدع في العقائد والعبادات والتي أظهرها المبتدعة بدعوى حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم فجعلوا المحبة مبرراً لهم في صنيعهم وكلما مضى الزمان ازدادت البدع، وهذه نماذج منها:
1- ادعاء الصوفية أنهم يرون الرسول صلى الله عليه وسلم يقظةً، فهم يعتقدون بحياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته حياةً تامةً لها كل خصائص الأحياء، ولذلك قالوا بأنهم يرونه يقظةً ويجتمعون به ويرشدهم في طريقتهم، وأنه يحضر حضراتهم وموالدهم. وعلى هذه البدعة أسست طرق صوفية كثيرة سُميت بالطرق المحمدية مثل الطريقة التيجانية والطريقة الأحمدية وغيرها. وهذه البدعة مخالفة للنصوص وإجماع الأمة على وفاته صلى الله عليه وسلم .
2- التوسل غير المشروع بالنبي صلى الله عليه وسلم وبجاهه: ويُدخلون في هذا التوسل الاستعانة به وطلب الحاجات منه، فإذا أثبتوا التوسل بالنبي فلا مانع أن يتعدى ذلك إلى الأولياء من بعده.
والحقيقة أن التوسل بالنبي ثلاثة أقسام:
أ- توسل بالإيمان برسول الله وطاعته، وهذا فرض عين على كل مسلم والإيمان عمل صالح.
ب- توسل بدعائه وشفاعته في حياته، كما كان يفعل الصحابة معه من طلب الدعاء منه والاستغفار لهم وطلب السقيا، وهذا النوع لا يجوز إلا في حياته لعدم وجود دليل عليه ولا فعل صحابي ولا إمام.
ج- توسل بذاته وسؤال الله بجاه نبيه، وهذا توسل غير مشروع ولم ترد به سنة صحيحة ولا فعل صحابي لا في حياته صلى الله عليه وسلم ولا بعد موته.
وهذا هو التوسل المقصود عند غالب المتأخرين من الصوفية والمقلدة لهم.
3- بدع متعلقة بزيارة قبره صلى الله عليه وسلم : المشروع في زيارة قبره أن يأتي المسلم إلى المسجد النبوي ويصلي فيه ثم يسلم على رسول الله وأبي بكر وعمر، كما كان يفعل عبد الله بن عمر إذا قدم من سفر. ولكن الناس ابتدعوا في باب زيارته بدعاً كثيرة منها:
أ- اعتقاد أن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم واجبةً بل إنها مكملة لمناسك الحج، وهذا الاعتقاد بسبب الجهل بأحكام الدين وكذلك الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
ب- الدخول إلى المسجد النبوي كهيئة المستأذن من الرسول للدخول عليه.
ج- التزام كيفية معينة في زيارة قبره من حيث الوقوف والسلام والدعاء، فيقف كهيئة المصلي ويدعو مستقبلاً القبر وليس القبلة ورفع الصوت بذلك.
د- التمسح بالحجرة وتقبيل شباكها واستلامه والطواف بها.
هـ- اعتقاد الزائر أن الرسول يعلم خواطره ونياته وهذا من الغيب الذي استأثر الله بعلمه.
و- اتخاذ قبره عيداً: أي يعتاد التردد عليه والازدحام عنده أو تخصيص وقت معين للزيارة.
ز- الاعتقاد بأن النظر إلى الحجرة الشريفة عبادة.
ح- الاستغاثة بالرسول وبث الشكوى إليه.
4- ومن البدع بسبب الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة المولد في شهر ربيع الأول وجعله عبادة شرعية وقُربة إلى الله: ومنهم من يسميه عيداً ومعلوم أن الأعياد الشرعية يومان الفطر والأضحى. والسلف الصالح لم يفعلوا ذلك مع أنهم أشد الناس حباً لرسول الله، وهم أعرف الناس بحقوقه، وعمل المولد يتضمن أموراً منهياً عنها شرعاً كإنشاد القصائد الشركية والغلو فيه وتشويه صورة الدين بأعمال الخرافيين والدجالين. وهناك بدع أخرى بسبب الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم .
وأخيــــراً: مما سبق علمنا وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وثمراتها، وتعلمنا مفهوم المحبة وكيف أحب الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستعرضنا علامات محبة النبي وما هي أسباب تقوية هذه المحبة، ورأينا الفرق بين الاتباع والابتداع في محبة النبي صلى الله عليه وسلم وذكرنا أن أهم أسباب الابتداع هو الغلو فيه صلى الله عليه وسلم ، وما هي آثاره وما هو حكمه.
· فأين نحن من إيمانه وعبادته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم ؟
· هل علّمنا أهلينا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
· وهل علمناهم سنته وهديه وشمائله صلى الله عليه وسلم ؟
· وهل امتثلنا أوامره واجتنبنا نواهيه؟
· هل تحاكمنا إليه في منازعاتنا وخلافاتنا ومشاكلنا؟
· هل نصرنا سنته وعملنا بها وعلمناها للناس؟
أسأل الله العظيم أن يرزقنا حبه وحب نبيه صلى الله عليه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
([1]) مدارج السالكين(3/8)
([2]) رواه مسلم عن أنس(69)
([3]) فتح (11/523)
([4]) الرسالة التبوكية صـ21
([5]) (خ16/م43)
([6]) (خ6168/م 2639)
([7]) استنشاق نسيم الأُنس لابن رجب صـ87
([8]) مسلم (1/191)
([9]) الشفا (2/571)
([10]) متفق عليه، فتح (13/219) م (1337)
([11]) شرح النووي لمسلم (2/16)
([12]) متفق عليه
([13]) شرح صحيح مسلم (1/38)
([14]) خ (3905) فتح (7/231)
([15]) خ (3654) فتح (7/12)
([16]) المجمع (9/42) وإسناده حسن
([17]) رواه أحمد عن عائشة وصححه أحمد شاكر، المسند (1/173)
([18]) خ (3700) فتح (7/60)
([19]) البخاري (3906)
([20]) الفتح الرباني (20/292)
([21]) أحمد الفتح (20/290)
([22]) البخاري (3925)
([23]) البخاري (4063)
([24]) فتح الباري (7/82)
([25]) مسلم (489)
([26]) رواه الطبراني وأبو نعيم ـ مجمع الزوائد (7/7)
([27]) الجامع (6/21)
([28]) حم. ن. جه ـ صحيح سنن ابن ماجه (2437)
([29]) الاقتضاء (1/289)
([30]) أنظر إلى كلام ابن تيمية في الاقتضاء (1/283) وكذلك ابن القيم في مدارج السالكين (2/496)
([31]) البخاري (4/204)
([32]) صحيح الجامع الصغير (3/226)
([33]) أحمد في مسنده