شكرًا محمد بن زايد
من وقف على قول الله: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}([1])، وجمع معها قوله: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}([2])، ثم قلَّب نظره فيما نحن فيه في دولة الإمارات من نِعمٍ وخيرٍ، وإسلامٍ وسلامٍ، وأمنٍ وأمانٍ، وعمرانٍ ومالٍ، وتقدمٍ وازدهارٍ، وتآلفٍ وارتباطٍ، حتى كانت دولتنا كأجمل كوكب ساطع في السماء، كما قال الشاعر:
فكأنّما تلك الديار كواكبٌ … وكأنَّما تلك البقاع سماء
وبكلِّ قطر جدولٌ في جنَّةٍ … ولعت به الأفياء والأنداء([3])
فمن تأمل ونظر في هذه النعم؛ أوجب له ذلك شكر الله –سبحانه- على ما أنعم، وهذا الشكر إقرارًا وقولًا وعملًا يؤذن بالزيادة والنماء كما قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ}([4]).
ثم من تأمل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:” لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ“([5])، ونظر نظرة متأملٍ فيما يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان-حفظه الله-من جهود منقطعة النظير في شتى الميادين: الدينية، والاقتصادية، والثقافية، والعمرانية، والصناعية، والوطنية، مع حنكة وحكمة، وحلم وعلم، وتواضع وشموخ، فكان في شموخه وهمته وعزمه كالطود عانق هام السحاب، وفي تواضعه وقربه وحلمه كالأب المشفق الرحيم بالعيال.
ألا مَنْ مُبْلِغ عنِّي هُمامًا…أشمَّ كَذِروْةِ الطَّوْدِ الرَّفيعِ؟
يُباري بالنَّدَى والبأسِ سَيْحَ الــ…غمامِ، وهبَّةَ السَّيفِ القَطُوعِ([6]).
فمن رأى ما يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد -حفظه الله- في تلك الميادين من إنجازات هائلة، وهمّة عالية في العمل، للوصول بالمجتمع إلى أرقى المستويات بين الدول، مع الاجتهاد الكبير الدؤوب، والتضحية والكفاح التي أصبحت محل نظر الشعوب؛ لم يسعه إلا أن يحمد صنيعه ويشكر فعله؛ ولهذا بادر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -حفظه الله- صاحب الهمّة العالية، والابتكارات اليانعة، والإنجازات الرائدة، الذي عرف لأهل الفضل فضلهم؛ فأطلقها مدوية في أرجاء دولتنا، وكتبها عالية في سماء إماراتنا #شكرًا_محمد_بن_زايد.
ونحن أبناء زايد نقولها بلسان الحال والمقال:
لو كنتُ أعرفُ فوقَ الشُّكرِ منزلةً…أعلى من الشكر عند الله في الثَّمنِ
إذًا منحتُكها منِّي مهنَّدةً…شكرًا على صُنع ما أوليت من حسنِ([7]).
فشكرًا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على كل ما تقدمه وتبذله،
وأسأل الله أن يحفظك ويوفقك ويرفع قدرك ويسدد رأيك،
أنت ونائب الدولة وجميع حكام الإمارات،
وأسأل الله بعونه ومنِّه وكرمه أن يلبس رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد لباس الصحة والعافية.
([1]) النحل:53
([2]) لقمان:20
([3]) نفح الطيب لتلمساني (1/227). الأفياء: الظلال.والأنداء: جمع ندى وهو المطر والبلل.
([4]) إبراهيم:7
([5]) رواه أبو داود(4811).
([6])خريدة القصر وجريدة العصر، لعماد الدين الكاتب الأصبهاني(2/276).
([7]) بهجة المجالس لابن عبد البر (1/66).