ثم استقاموا...وصايا بعد الحج
قال الله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون).
وقال ﷺ: (قل آمنت بالله ثم استقم).
أخي..أختي..حجاج بيت الله الحرام:
أنعم الله علينا بنعمة الحج، ومن شكر هذه النعمة الاستقامة على أمر الله تبارك وتعالى بعد الحج، والثبات على الطاعة والتزود من صالح القول والعمل، والحذر من كل معصيةٍ وزلل.
وأود أن أذكر نفسي وأخواني ببعض الوصايا المهمة التي ينبغي أن نحرص عليها:
1- كنا في الحج نحرص ونسأل عن سنة الرسول ﷺ في أعمال الحج ومناسكه، فحري بنا أن نتعلم سنته في جميع أمورنا وعباداتنا ومعاملاتنا، ففيها الفوز والنجاة.
2- بر الوالدين من أعظم الطاعات والقُربات، فمن كان والداه أو أحدهما على قيد الحياة؛ فليغتنم هذه الفرصة بزيارتهم وقضاء حوائجهم والجلوس معهم وإدخال السرور عليهم بالقول الحسن والهدايا الطيبة، ومن توفي والداه أو أحدهما فليعلم أن البر مستمرٌ بعد الموت بالدعاء والصدقة وغير ذلك من وجوه البر.
3- لكل من الزوجين واجبات وحقوق فليحرص كلا الزوجين على طاعة الله تعالى والتعاون في تربية الأبناء، ولنعلم أن من أهم مسؤولياتنا كآباء وأمهات، تعليم البنين والبنات أمور دينهم وصلاتهم وطهارتهم وعباداتهم وحثهم على محاسن الأخلاق، قبل توفير الطعام والشراب ومتطلبات الحياة الأخرى؛ ولنتذكر (فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته).
4- مصاحبة الصالحين والأخيار من أهل العلم والاستفادة من علمهم؛ من أهم الوسائل المعينة على الثبات، وقبل ذلك الدعاء، فقد كان نبيكم ﷺ يكثر من قول: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
5- الحرص على فعل الطاعات والأعمال الصالحة من صلاةٍ وصدقةٍ وذكر ونفع للناس، هو سبيل المؤمنين الصادقين، والحسنة تدعو أختها؛ فلنستكثر من الحسنات.
6- العفو والصفح والتغافل عن زلات الآخرين من شيم الكرام؛ فلنكن منهم وخاصة إذا صدر الخطأ من قريب أو ممن يقوم بخدمتنا؛ فلو شاء الله لجعلنا خدمًا لغيرنا.
7- الدنيا دار ابتلاء وكدر، لا تستقر على حال، والمؤمن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، ونعيم الدنيا مهما بلغ: إما أن ترحل عنه، أو يرحل عنك.
8- المسلم يحرص على جلب الخير لبلده ومجتمعه، ويحذر كل الحذر ممن يسعى لإثارة الفتنة وتفرقة الصف؛ والنبي ﷺ أمر بطاعة ولي الأمر بالمعروف، وحث على الصبر فالجماعة رحمة والفرقة عذاب.
9- التزود من العلم النافع من كتاب الله ومن سنة الرسول ﷺ بفهم الصحابة رضي الله عنهم، هو طريق النجاة من الضلال والفتن وهو دواء الجهل، فالله الله في التفقه في دين الله تبارك وتعالى.
10- موعظة: قال الشاعر:
ولــدتك أمك باكيًا مستصـــــرخًا |
|
والناس حولك يضحكون سرورًا |
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا |
|
في يوم موتك ضاحكًا مســرورًا. |
وفي الختام: أسأل الله لي ولكم التوفيق لما يحبه ويرضاه.
كتبه أخوكم ومحبكم: خالد حمد الزعابي.