الجزاء من جنس العمل


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أمـا بعـد :

 تعريــف القاعدة:

الجزاء من جنس العمل هي سنةٌ إلهيةٌ وقاعدة عدليةٌ شريفة مستقاةٌ من النصوص الشرعية.
ومعناها أن جزاء العمل من جنس عمله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر ( جزاءً وفاقا )
وهي نفسها ( كما تدين تُدان )
.

 أهمية القاعـدة:

لو وضع المسلم هذه القاعدة نُصب عينيه، لزَجَرتهُ عن كثير من الذنوب والمعاصي، ولتخيل دائماً ما ينتظره من عاقبة أعمالهِ. قال النبي ﷺ : " كما لا يُجتَنى من الشوك العنب، كذلك لا ينزلُ الفجارُ منازل الأبرار، فاسلكوا أيَّ طريقٍ شئتم ، فأيّ طريقٍ سلكتم وردتم على أهله" أبو نعيم ـ صحيح الجامع (4452)،  وقال ﷺ: " من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده" الدارقطني وأبو نعيم والحاكم / الصحيحة  (3210) وصحيح الجامع (5882)، وزاد الحاكم في روايته ( فإنّ الله يُنزل العبدَ من حيث أنزلَه من نفسه). فالجزاء من جنس العمل قاعدةٌ شرعية مهمة لها آثارٌ عظيمةُ النفع في إصلاح الدين والدنيا لأولي الألباب الذين يزِنونَ الأفعال بعواقبها، وهي دافعة للأعمال الصالحة، ناهية عن الظلم، مواسية للمظلومين. فلو استحضر الظالم عاقبة ظلمه، وأن الله سيسقيه من نفس الكأس عاجلاً أو آجلاً، لكَفَّ عن ظلمه وتاب إلى الله عز وجل.  ولذلك قال سعيد بن جبير - رحمه الله -  للحجاج عندما سأله: أختر يا سعيد أيَّ قتلة تريد أن أقتلك؟ فقال سعيد : بل اختر لنفسك يا حجاج ، فوالله ما تقتلني قتلةً إلا قتلك الله مثلها يوم القيامة. وتقول الحكمة ( بشر القاتل بالقتل ). ولو أن هذا الفاجر المستهتر الذي يعبث بحرمات الناس وينتهك أعراضهم، علم أن عدل الله قد يقضي بأن يُنتهك عِرضه ، لتاب وترك أعراض الناس.

 

في أهلـــــــه يُزنى بربـــــــــع الدرهــــــــــــــم

 

من يزنِ في قومٍ بألفي درهم

كان الوفا من أهلِ بيتك فاعلم

 

إن الزنا دَينٌ إذا استقــــــرضته

 

وستأتي أمثلةٌ كثيرةٌ على ذلك إن شاء الله تعالى. وهذا الموضوعُ يدور حول ثلاثةٍ من أسماء الله عز وجل وهي (الحَكم والحكيم والعدل). والجزاء من جنس العمل يرتبط بهذه الأسماء الثلاثة، ويُجازي الله عباده على حسب ما يصدر منهم من أفعال.

  •  أما الحَكَمُ: فقد قال رسول الله ﷺ: "إن الله هوالحكم وإليه الحُكْم" أبو داود والنسائي والحاكم / صحيح الجامع  (1841).والحَكَم والحاكم بمعنى واحد، والله حَكَمٌ في الدنيا والآخرة، وهو المنفرد بالحُكم، وهو خيرُ الحاكمين وأحكم الحاكمين.

  • والحكيمُ: أي المُحكِمُ لأمره الكوني والشرعي. قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وأنه سبحانه : كما أنه البَرُّ الرحيم الودود ، فهو الحكيم الملك العدل، فلا تُناقضُ حكمتُه رحمته، بل يضع رحمته وبِرَّه وإحسانه موضعه، ويضع عقوبته وعدله وانتقامه موضعه ) شفاء العليل لابن القيم. وقال ابنُ القيم - رحمه الله - : (الحكيمُ الذي إذا أمر بأمر كان حَسَنا في نفسه وإذا  نهى عن شيْ كان قبيحا في نفسه، وإذا أخبر بخبر كان صدقا، وإذا فعل فعلاً كان صوابا ، وهذا الوصف على الكمال لا يكون إلا لله وحده) مدارجُ السالكين(3/460).

  • وأما العدل: فهو أيضا من أسماءِ الله الحسنى: فهو سبحانه وتعالى موصوفٌ بالعدل في فعله، فأفعالُه كلُّها جاريةٌ على سنن العدل والاستقامة، وما يُنزِلُه سبحانه وتعالى  بالعصاةِ والمكذبين من أنواع الهلاك والخزي في الدنيا والآخرة ، فإنما فعل بهم ما يستحقون، وأقوالُه كلها عدلٌ فهو لا يأمرُهم إلا بما فيه مصلحةٌ، ولا ينهاهم إلا بما فيه مضرةٌ، وكذلك حكمُه بيِن عبادِه يوم فصل القضاء ووزنُه لأعمالهم،لا جورَ فيه. قال تعالى ﴿ ونضعُ الموازينَ القسط ليومِ القيامةِ فلا تُظلمُ نفسٌ شيئا ﴾ الأنبياء (47).

 

الأدلة على القاعدة من القرآن الكريم :

1-    قال الله - عز وجل - ﴿ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعُهُم ﴾  النساء (142). قال ابن كثير - رحمه الله - : (إن المنافقين لجهلهم وقلةِ عملهم وعقلهم يعتقدون إن أمرهم كما راجَ عند الناس، فكذلك يكون حكمُهُم  يوم القيامة عند الله وأنّ أمرهم يروجُ عنده، كما أخبر عنهم تعالى أنهم يوم القيامة يحلفون له أنهم كانوا على الاستقامة والسداد، ولكن الله  يستدرجهم في طغيانهم ،ويخذلهم عن الحق والوصول إليه في الدنيا وكذلك يوم القيامة، كما قال تعالى ﴿ يوم يقول المنافقون والمنافقاتُ للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ﴾ تفسير ابن كثير (2/389) فالجزاء من جنس العمل.

2-    قال تعالـى ﴿والسارقُ والسارقُة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله ، واللهُ عزيزٌ حكيم﴾ المائدة 38. قال ابن كثير - رحمه الله - : (جزاء بما كسبا) أي: مجازةً على صنيعهما السئ في أخذِهما أموال الناس بأيديهم، فناسب أن يقطع ما استعانا به في ذلك، والجزاءُ من جنس العمل تفسير ابن كثير (3/103).

3-    قال تعالى ﴿ من يشفعْ شفاعةً حسنةً يكن له نصيبٌ منها، ومن يشفعْ شفاعةً سيئةً يكن له كفل منها  النساء (85). أي: من يتوسط في أمر فيترتبُ عليه خيرٌ يكن له ثوابُ الشفاعةِ  والتسبب  إلى الخير الواقع بها.

4-    قال الله - عز وجل - ﴿ من جاء بالحسنةِ فله عشرُ أمثالها ،ومن جاء بالسيئةِ فلا يُجزَى إلا مثلها ﴾  الانعام (160).

5-    قال الله - عز وجل - ﴿هل تُجزونَ إلا ما كنتم تعملون  النمل (90).

6-    قال الله - عز وجل - ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس، فافسحوا يفسح الله لكم ﴾ المجادلة (11).

 قال ابن كثير - رحمه الله - : (وذلك إن الجزاءَ من جنس العمل، كما جاء في الحديث الصحيح " من بنى لله مسجدا، بنى الله له بيتا في الجنة " وفي الحديث الاخر "من يسرَّ على معسر يسَّر الله له في الدنيا والآخرة" 4\324.

7-    قال الله - عز وجل - ﴿ ولاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهُم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ﴾ الحشر (19).

قال ابن كثير - رحمه الله - : (أي لا تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكُم العمل الصالح الذي ينفعكم في معادكم فإن الجزاءَ من جنس العمل) التفسير(4\342 ) والآيات كثيرة.

 

أمثلةٌ على الجزاءِ من جنس العمل :

1-    إفشاءُ السلام : قال رسول الله ﷺ: ( أُفشوا السلام تسلموا ) البخاريُّ في الأدبِ المفردِ وغيرُه  وحسَّنَهَ في صحيح الجامع (1098) والصحيحة (1493) للألباني - رحمه الله - . قال المناويُ - رحمه الله - : " افشوا السلام بينكم تسلموا من التنافر والتقاطع وتدوم لكم المودةُ، وتجمع القلوب وتزول الضغائنُ "، فأخبر رسولُ الله أن السلامَ يبعث على التحابب وينفي التقاطع  قال رسولُ الله ﷺ: ( إذا اصطحبَ رجلان مسلمان فحال بينهما شجرٌ أو حجرٌ أو مدرٌ فليسلّمِ أحدُهُما على الآخَرِ، وتبادلوا السلامَ) البيهقيُّ و حسَّنَهُ في صحيح الجامع رقم (352). وقال رسولُ الله ﷺ:" إنّ موجباتِ المغفرةِ بذلُ السلامِ وحُسْن الكلام " الطبراني و صححه الألباني في صحيح الجامع (2228)

2-    البلاءُ والمرضُ: قـال رسولُ الله ﷺ:" إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، فإن الله تعالى إذا أحبَّ قوما ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرضى ، ومن سخط فله السخط " الترمذيُّ وابنُ ماجه وحسَّنَه في صحيح الجامع والصحيحة (146). قال ابنُ القيم - رحمه الله - : (فإذا رضي العبدِ عن ربه في جميع الحالات يثمرُ رضَى رِّبه عنه،فإذا رضى عنه بالقليل من الرزق  رضى رُّبه به عنه بالقليلِ من العملِ ) مدراج السالكين (2\206 ).

3-    الاستماعُ إلى حديثِ قومٍ وهم له كارهون: قال رسولُ الله ﷺ:" من استمع إلى حديثِ قوم وهم له كارهون، صُبَّ في أُذنيهِ الآنكُ" الطبراني وصححه في صحيح الجامع (5904). أي من استمع إلى حديثِ قومٍ وهم لا يريدون استماعه أو يكرهون استماعه. أما مستمعُ حديثِ قوم يقصد منهم الفساد أو ليحترز من شرهم فلا يدخل تحته. قال ابن حجر - رحمه الله -  (فتح 12/447 ) : (أما الوعيد على ذلك بصبِّ الآنكِ في أذنه فمن الجزاءِ من جنس  العمل ).

4-    لعنُ من لا يستحق اللعنةَ: قال رسولُ الله ﷺ:" لا تلعن الريحَ فإنها مأمورةٌ، وأنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنةُ عليه "  أبو داوود  و الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (527). والجزاء من جنس العمل .

5-    صِلةُ الأرحامِ و قطعُ الأرحامِ : عن أبي هريرة عن النبيِّ ﷺ :" إن الرحم شَجْنَةٌ من الرحمن، فقال الله : من وصلكِ وصلتُه ، ومن قطعكِ قطعتهُ " البخاريُ. أي أنها أثرٌ من آثار الرحمة مشتبكةٌ بها فالقاطع لها منقطعٌ من رحمة الله.

6-    من عالَ البناتِ وأدّبهن : قال ﷺ :" ليس أحدٌ من أمتي يعولُ ثلاثَ بنات أو ثلاثَ أخوات ،فيحسن إليهن إلاّ كُنَّ له ستراً من النار " البيهقي في الشعب ، وصححه الألباني في صحيح الجامع 5248 ، قال المناوي - رحمه الله - : (كما ستَرَهُنَّ في الدنيا عن ذُلِّ السؤالِ وهتكِ الأَعراضِ باحتياجهن إلى الغير ربما جرّ إلى الفاحشة وجُوزِيَ بالسترِ من النار جزاءً و فاقاً ) فتح القدير (5\362) . والجزاءُ من  جنسِ العمل .

7-    المشاؤون في الظلم إلى المساجد: قال رسولُ الله ﷺ:"  بشّر المشائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " صحيح أبى داود (570) ، الترمذي وصحيح الجامع (2820) . مشوا في الظلم إلى المساجد ، فأنعم الله عليهم بالنور التام يوم القيامة. والجزاءُ من جنسِ العمل.

8-    من بنى لله مسجداً : قال رسولُ الله ﷺ :" من بنى مسجداً لله يذكر الله فيه ، بنى الله له مثله في الجنة "  أحمد والنسائي وابن ماجه صحيح الجامع (6006).

9-    تسوية الصفوف :- قال رسول الله ﷺ:" أقيموا الصفوف ،فإنما تَصفُّون بصفوف الملائكةِ، وحاذوا بين المناكبِ، وسدّوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولاتذروا فُرجاتٍ للشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله " أحمد وأبو داوود صحيح الجامع (1198) ، والنسائي والحاكم والصحيحة (743). قال المناويُ - رحمه الله - : ( من وصل صفاً بوقوفه ، وصله الله برحمته ورفع درجته ، ومن قطع صفاً لغير حاجة أبعده الله عن ثوابه ومزيد رحمته ، والجزاء من جنس العمل ) فيض القدير (5712).

10-   التأخّرُ عن الصلاة: قال رسول الله ﷺ: " لا يزال قومٌ يتأخرونَ حتى يؤخّرَهُم الله " مسلم وابن خزيمة . قال النوويُ - رحمه الله - : ( أي عن الصفوف الأولى حتى يؤخرهم الله عن رحمته، أو عظيم فضله " شرح مسلم( 15914). تأخّروا في الدنيا عن الصفوف الأولى، فأخّرهم الله عز وجل يوم القيامة ، والجزاء من جنس العمل .

11-   الإنفاق والبخل عنه : عن أسماء رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ: " أنفقي ولا تحصُي ، فيُحصِي اللهُ عليك ، ولا تُوعي فيوُعي اللهُ عليكِ " متفق عليه.

12-   والإيعاءُ : حفظُ المالِ بالوعاءِ وجعلُه فيه، أي لا تمنعي فضلَ اللهِ عن الفقراءِ، فيمنعُ اللهُ عنكِ فضلَه.  قال ابنُ باز - رحمه الله - : ( الصوابُ إثباتُ وصفِ الله بذلك حقيقةً، وهو سبحانه يجازي العاملَ بمثل عمله، فمن مكر مكر به، ومن خادع خدعه، وهكذا من أوعى أوعى الله عليه، وهذا قول أهل السنة والجماعة فألزمه ) تعليق ابن باز على فتح الباري (35213)، والجزاءُ من جنس العمل.

13-   إنظارُ المعسرِ أو التجاوزُ عنه: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ:" حوسِبَ رجلٌ ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيءٌ، إلا أنه كان رجلاً موسراً فكان يخالط الناس، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، فقال تعالى : نحن أحقُّ بذلك منه تجاوزوا عنه " ، الترمزيُّ و البخاريُ في الأدبِ والحاكمُ وصححه في صحيح الجامع الصغير (3154)، فهذا الرجلُ يسامحُ الناسَ  ويتجاوز عنهم، سامحه الله وتجاوز عنه ذنوبه. 

14-   عتق الرقاب : في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: " من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله له بكل عضو منها عضوا من النار حتى فَرْجَهُ بفرجة " متفق عليه . قال المناوي : (جزاء وفاقا والجزاء من جنس العمل ) فيض القدبر (6\106).

15-   من منع فضل مائه:  عن أبي هريرة ﭬ  قال : قال رسول الله ﷺ : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولاينظر إليهم: رجل حلف على سلعته لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل مائه، فيقول الله : اليوم أمنعك فضلي كما منعتَ فضلَ مالم تعمل يداك " متفق عليه . والجزاء من جنس العمل .

16-   والسابقون السابقون: قال الله تعالى ﴿ والسابقون السابقون  الواقعة 10، قال ابن كثير - رحمه الله - : (المراد بالسابقين هم المبادرون إلى فعل الخيرات كما أمروا، كما قال تعالى ﴿ سابقوا إلى المغفرة من ربكم وجنة﴾ الحديد 21، فمن سابق في هذه الدنيا، وسبق إلى الخير كان من السابقين إلى الكرامة، فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، ولهذا قال تعالى ﴿أولئك  المقربون في جنات النعيم تفسير ابن كثير (7\490).

17-   الرفق والرحمة : قال رسول الله ﷺ:" ارحم من في الأرض، يرحمك من في السماء " الطبراني والحاكم وصححه في صحيح الجامع (909). قال المناوي - رحمه الله - : (ارحم من في الأرض: يشمل جميعَ أصناف الخلائق، فيرحُم البَرَّ والفاجرَ والناطق والمبهم والوحش والطير ) فيض القدير( 1\473 ). قال رسول الله صلى الله عليه:" ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم " أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني في صحيح الجامع( 910)، وقال رسول الله ﷺ:" من لا يرحم الناس لايرحمه الله  " متفق عليه. وقال رسول  الله ﷺ:" من لايرحم لايرحم، ومن لايغفر لايغفر له " أحمد . وقال رسول الله ﷺ:" من رحم ولو ذبيحة عصفور، رحمه الله  يوم القيامة " رواه البخاري في الأدب والطبراني و هو في صحيح الجامع(6137).

18-   من ضارَّ ضارَّ الله به:  قال رسول الله ﷺ:"  من ضارَّ ضارَّ الله به ، ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه " أحمد وأصحاب السنن / في صحيح الجامع( 6248 )، قال المناوي - رحمه الله - : ( من ضارَّ : أي أوصل ضِراراً للمسلم بغير حق. ضار الله به: أي أوقع به الضرر البالغ. ومن شاق : أي أوصل مشقة إلى أحد بمحاربة أو غيرها. شق الله عليه: أي أدخل عليه مايشق عليه مجازة له على فعله بمثله ) فيض القدير 6/173.

19-   الحب في الله يؤدي إلى محبة الله للعبد:  قال رسول الله ﷺ:" زار رجل أخا له في قرية، فبعث الله له ملكا على مدرجته، فقال : أين تريد؟ قال: أخاً لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تَربُّها؟ قال: لا إلاّ أني أحبه في الله، قال: فإنني رسول الله إليك إنَّ الله أحبك كما أحببته " مسلم وأحمد  والجزاء من جنس العمل .

20-   نصرة المؤمنين ونصحهم :  قال رسول الله ﷺ:" من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته " متفق عليه . قال رسول الله ﷺ:" من ردَّ عن عِرض أخيه ، ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة " أحمد والترمذي وصححه في صحيح الجامع (6138). قال رسول الله ﷺ:" من ستر أخاه المسلم في الدنيا ، ستره الله يوم القيامة " متفق عليه . قال المناوي - رحمه الله - : ( من ستر أخاه بأن اطلع منه على ما يشينه في دينه أو عرضه أو ماله أو أهله فلم يهتكه ) فيض القدير (6/149). قال رسول الله ﷺ:" من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة " البيقي وصححه الألباني في صحيح الجامع (6450 ) والصحيحة (1217). وقال رسول الله ﷺ:" من نفس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كُرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسرٍ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة " أحمد ومسلم والأربعة إلا النسائي. والجزاء من جنس العمل  .

21-   أداء الديون : قال رسول الله ﷺ:" من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدّى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله " البخاري وأحمد .

22-   رضا الله وعقوق الوالدين : قال رسول الله ﷺ:" رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما " الطبراني، وصححه في صحيح الجامع ( 3501). قال المناوي - رحمه الله - : ( أي غضبهما الذي يوافق القوانين الشرعية ) فيض القدير (4/33).

23-   الإنتحــــار : قال رسول الله ﷺ :" من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذب به يوم القيامة " مسلم

24-   شرب الخمر :  قال رسول الله ﷺ:" أتاني جبريل فقال : يا محمد ، إنَّ الله عزّوجل لعن الخمر، وعاصرَها ، ومعتصرها ، وشاربَها ، وحاملَها ، والمحمولةَ إليه ، وبائعها ، ومُبتاعَها ، وساقيها ، ومَسقيها " الطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب وصححه في صحيح الجامع 72 .  وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ " من شرِب الخمر في  الدنيا، ثم لم يتُب منها حُرِمها في الآخرة " متفق عليه . قال ابن حِجر - رحمه الله -  : " ويحمل الحديث عند أهل السنة على أنه لا يدخلها ولا يشرب الخمر فيها إلاّ  إن عفا الله عنه كما في بقية الكبائر وهو في المشيئة " فتح (10/35 ) قال المناوي - رحمه الله -  : " يحرم منها جزاءً وِفاقا ، ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ، فيالها من حسرة وندامة ، حيث باع أنهاراً من خمرٍ لذَّةٍ للشاربين بشرابٍ مُذهب للعقل مُفسد للدنيا والدين " فيض القدير 6/157 . والجزاء من جنس العمل .

25-   الريـاء:  قال ﷺ : " ما من عبدٍ يقوم في الدنيا مقام سُمعة ورياءٍ إلاّ سمَّع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة " الطبراني صححه الألباني في صحيح الترغيب( 1/17). قال المناوي ( سمّع الله به ) أي يُظهر للخلق سَريرتَه ويملأ أسماعهم مما انطوى عليه جزاءً وِفاقاً " فيض القدير 6/242.

26-   تتبُّع عورات المسلمين : قال رسول الله ﷺ: " لا تؤذوا المسلمين ولا تُعيِّروهم ، ولا تتَّبِعوا عوراتهم فإنه من تتبَّع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رَحلِه" صحيح الجامع الصغير وزيادته 7985.

27-   لبس الحرير والذهب للرجل :  قال رسول الله ﷺ: " إن كنتم تحبون حِلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا " أحمد والنسائي في صحيح الجامع 1451. وقال رسول الله ﷺ: " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " متفق عليه .

28-   لبس ثوب الشُّهرة :  قال رسول الله ﷺ: " من لبس ثوب شُهرةٍ ألبسه الله يوم القيامة ثَوبا مثله ، ثُمّ تُلهب فيه النار " أبو داوود وابن ماجه وحسنه في صحيح الجامع رقم( 6402 ). قال المناوي - رحمه الله - : ( من لبس ثوب شهرة أي ثوب تكبر وتفاخر ، والشهرة هي التفاخر في اللباس المرتفع أو المنخفض للغاية إذا كان شهرةً وخيلاء وتكبراً ، أمّا  إذا كان لبسه تواضعا فهو ممدوح ، كما إنّ لُبس الرفيع من الثياب إذا كان تجملا وإظهاراً للنعمة) فيض القدير 6/218

29-   من ترك اللباس تواضعا لله عز وجل:  قال رسول الله ﷺ: " من ترك اللباس تواضعا لله ، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، حتى يُخيِّره من أي حُلل الإيمان شاء يلبسها " الترمذي والحاكم وحسّنه في الصحيحة 717 وصحيح الجامع( 6021) قال المناوي - رحمه الله - : ( من ترك اللباس أي لِبس الثِّياب الحسنة تواضعاً لله  أي لا لِيُقال إنه متواضع أو زاهد ) فيض القدير 6/101 .

30-   ذكر الله تعالى: قال تعالى ﴿ فاذكروني أذكركم . فالجزاء من جنس العمل.  قال رسول الله ﷺ::" ما جلس قوم يذكرون الله، إلاّ حفّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده" مسلم صحيح الجامع ( 5484)وقال رسول الله ﷺ:" قال الله تعالى: يا ابن آدم إن ذكرتني في  نفسك، ذكرتُك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم ، وإن دنوت منّي شبراً ، دنوت منك ذراعا، وإن دنوت منّي ذراعا دنوت منك باعاً، وإن أتيتني تمشي أتيت إليك أُهروِل" أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع (4337) والصحيحة (2012).

31--   أخذ الأجر على تعليم القرآن : قال رسول الله ﷺ:" من أخذ على تعليم القرآن قوسا، قلّده الله مكانها قوسا من نار جهنم يوم القيامة " أبو نعيم والبيهقي صححه الألباني في الصحيحة 256 وصحيح الجامع 5858 . والجزاء من جنس العمل .

32- الصلاة على رسول الله ﷺ : قال رسول الله ﷺ:" من صلى علىّ واحدةً ، صلى الله عليه عشر صلوات ، وحطّ عنه عشر خطيئات ، ورفع له عشر درجات " البخاري وأحمد والنسائي ـ صحيح الجامع (6235)) . قال ابن القيم - رحمه الله -  في جلاء الإفهام : هذا موافق للقاعدة المستقرة في الشريعة إن الجزاء من جنس العمل . فصلاة الله على المصلي على رسوله جزاءً لصلاته هو عليه.

قال رسول الله ﷺ:" أتاني جبريلُ فقال: يا محمد: أما يرضيك إن ربك عز وجل يقول : أنه لا يصلي عليك أحد من أمتك صلاةً إلا صليت عليه بها عشراً ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً ،فقلت بلى أي رب " أحمد والنسائي والحاكم وابن حبان ـ وصححه الألباني في الصحيحة (827) وصحيح الجامع (71).

33-- طريق العلم الشرعي : قال رسول الله ﷺ:" من سلك طريقاً يطلب فيه علماً ، سلك الله به طريقاً إلى الجنة" أحمد والأربعة ـ صحيح الجامع ( 6173). وقال رسول الله ﷺ:" من سُئل عن علم فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" ابن ماجه صححه في صحيح الجامع (5589). والجزاء من جنس العمل..

34- الولاية على أمور المسلمين: قال رسول الله ﷺ:" اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن وليَ من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به " مسلمم . قال المناوي - رحمه الله - :  ( لا مانع من إرادة الأعم هنا ( شيئاً ) من الولاية كخلافة وقضاء وإمارة ووصاية وغير ذلك ) فيض القدير. قال رسولالله ﷺ:" ما من إمام أو والٍ يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلَّة والمسكنة إلا أعلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته " أحمد والترمذي وصححه الألباني في الصحيحة (630) وصحيح الجامع ( 5562). قال المناوي - رحمه الله - : ( أي يمنعهم من الولوج عليه وعرض أحوالهم عليه ويترفع عن استماع كلامهم، إلا منعه الله عما يبتغيه وحجب دعاءه عن الصعود إليه جزاءً وفاقاً )فيض القدير (5/470). قال رسول الله ﷺ:" ما من أميرِ عشرةٍ إلا وهو يؤتَى به يوم القيامة مغلولاً، حتى يفكه العد ل أو يوبقه الجور" البيهقي وصححه الألباني في الصحيحة (344) وصحيح الجامع ( 5571)احفظ الله يحفظك: قال ابن عباس رضي الله عنهما : كنت رديف النبي ﷺ فقال:" ياغلام، ألا أعلمك كلماتٍ ينفعك الله بهن؟ فقلت بلى، فقال : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعَرَّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة " أحمد والبيهقي والترمذي ، وله شواهد. قال ابن رجب - رحمه الله - : ( احفظ الله  يحفظك : يعني إن مَنْ حفظ حدود الله وراعى حقوقه ، حفظه الله ، فإن الجزاء من جنس العمل) جامع العلوم والحكم . وقال أيضاً ( يعني احفظ حدود الله وحقوقه وأوامره ونواهيه، أي امتثل أوامره واجتنب نواهيه، ولا تتجاوز ما أمر به إلى ما نهى عنه، فدخل في ذلك فعل الواجبات جميعاً وترك المحرمات كلها وذلك كله يدخل في حفظ حدود الله )

أما حفظ الله لعبده فهو أنواع:

·         أن يحفظ عليه دينه وإيمانه في حياته من الشبهات المردية والبدع المضلة والشهوات المحرمة ، ويتوفاه على الإسلام. (أشرفها وأفضلها)

·         أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله وولده.

·         " إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب وتخافون عليه " أحمد والحاكم ـ وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 1810)..

 

فالجزاء من جنس العمل قاعدة شرعية عدلية أدلتها كثيرة في النصوص الشرعية
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.