مفتي الإرهاب المعاصر
القرضاوي مفتي الإخوان المسلمين، هو إحدى الشخصيات التي شوهت الإسلام في العصر الحديث، وأذكت نيران الفتن في المجتمعات، وأججت الصراعات بفتاواها التحريضية.
واستغلت الخطاب الديني المحرف لنشر الأفكار الحزبية والثورية والإرهابية، وسنورد في هذا المقال نماذج من فتاوى القرضاوي التي تدعم الإرهاب وتشجع على العمليات الانتحارية، ليدرك كل منصف حقيقة القرضاوي، وهل هو داعية سلام أم داعية إرهاب.
فمن ذلك أن القرضاوي بث مذهب الخوارج في معاملة الحكام، وهو منابذتهم والخروج عليهم، ومؤلفاته شاهدة على ذلك، فقد ملأها بالطعن في الحكام، والتحريض عليهم، والدعوة لإسقاطهم، وتجويز اللجوء للقوة من أجل ذلك، واعتبر إسقاط الحكام واجباً شرعياً، وأشغل الشباب بهذه الأفكار.
كما أصدر الفتاوى في شرعنة المظاهرات والاعتصامات وغيرها، وعندما اشتعلت الثورات العربية كان القرضاوي وقودها المحرق، حيث قام محرضاً ضد الحكومات، داعياً إلى الثورات، وأصدر عشرات الفتاوى والبيانات في ذلك، بل أصدر فتاوى دينية توجب على الناس وجوباً النزول إلى الشارع، وتعتبر النزول فرض عين لا يجوز التخلف عنه، واستغل البرامج التلفازية للحديث عن الثورات وتأجيجها، وكانت لفتاواه التحريضية الآثار الوخيمة في اشتعال الصراعات الداخلية في بعض الدول، مما أنتج أنهاراً من الدماء، وتسبب في كوارث على الدول والمجتمعات.
ومن ذلك أيضاً أن القرضاوي من دعاة العمليات الانتحارية، وتعتبر فتاواه التي ملأها بالتقريرات الباطلة لتسويغ هذه العمليات مادة غنية يستقي منها أصحاب الفكر المتطرف تطرفهم، ومما يشهد بذلك موقعه الرسمي، فهو مليء بتغذية هذا الفكر، ويتضمن عشرات الفتاوى التي تجيز العمليات الانتحارية للرجال والنساء، بل تجيز للمرأة خلع حجابها للتمويه من أجل تنفيذ العملية الانتحارية.
يقول القرضاوي في موقعه الرسمي: «العمليات الاستشهادية من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله»، وسئل عما يترتب عن هذه العمليات من قتل المدنيين فقال: «لا يُقصدون بالذات، لكن قتلهم يأتي عفواً»، وكرر مثل هذا الكلام الباطل في مواضع كثيرة، مدعياً أن العمليات الانتحارية من أعظم أنواع الجهاد، وهذا كذب على الشرع، وتغرير بالعقول، ودفع للشباب إلى التهلكة، وتشويه للدين.
فالعمليات الانتحارية من أعظم الكبائر والموبقات، وليس من الجهاد في شيء، وفاعلها قاتل لنفسه وقاتل لغيره، وقد قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم}، وأخبر النَّبي عليه السلام أنَّ «من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة»، وأضرار هذه العمليات على الإسلام والمسلمين وعلى الأنفس البريئة لا تخفى على عاقل، ولذلك صرَّح العلماء بحرمة هذه العمليات وخطرها وضررها.
وسئل القرضاوي في بعض برامجه: هل يجوز في الحالة السورية أن يقوم شخص ما بتفجير نفسه ليستهدف تجمعاً ما تابعاً للنظام ولو نتج عنه خسائر في صفوف المدنيين، فأجاز القرضاوي هذا الفعل مشترطاً أن يكون بتدبير جماعي.
وقال: «لكي يفجر نفسه لا بد أن ترى الجماعة ذلك، الجماعة هي التي تصرف الأفراد حسب حاجاتها»، وهذه فتوى خطيرة تبرر للجماعات المتطرفة ما تقوم به من عمليات انتحارية تمثل عدواناً على الشرع وعلى الناس، وقد قال تعالى: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}.
ولم يقف القرضاوي عند هذا الحد، بل أجاز للمرأة تنفيذ العمليات الانتحارية، وأباح لها خلع الحجاب من أجل ذلك، وقال: «أما قضية الحجاب فإنها تستطيع أن ترتدي قبعة بحيث تغطي شعرها، حتى عند اللزوم لو افترض أنها تحتاج في اللحظات الحرجة أن تنزع الحجاب لتنفذ العملية فهي ذاهبة لتموت في سبيل الله، وليست ذاهبة لتتبرج»، وأكد هذه الفتوى في موضع آخر قائلاً: «لا جناح عليها أن تخلع خمارها في البرهة الأخيرة قبل العملية، تضليلاً للأعداء، وحتى لا تلفت نظرهم إليها»، وقال أيضاً: «لا حرج على المسلمة الاستشهادية إذا اضطرت لكشف حجابها، من أجل المهمة الكبيرة التي كلفت بأدائها»، فالقرضاوي مستعد للتنازل عن أي شيء من أمور الدين ليحرض الناس على العمليات الانتحارية التي هي من أعظم الموبقات في الإسلام، وهو يتحمل وزر هذه العمليات بفتاواه التي جنت على الإسلام أشد الجناية، وقد قال تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا}.
هذه نماذج من فتاوى القرضاوي في العمليات الانتحارية، فهل هناك منصف يرتاب بعد هذا في أن القرضاوي داعية الإرهاب المعاصر؟! ولقد أنكر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، حفظه الله، في حسابه في تويتر على دعاة العمليات الانتحارية..
كما أنكر على مفتي الإخوان القرضاوي الذي حرض عليها، وهو ما أقض مضجع القرضاوي، فخرج يهذي بكلام منحط ينال من سموه، محاولاً التنصل من مسؤوليته عن فتاواه الإرهابية، ولكن الحقائق تدمغه، والوقائع تلجمه، والعبرة كما يقال بالحقائق لا بالمزاعم، وقد نطقت الحقائق بملء الفهم: «صدق سمو الشيخ عبدالله وكذب القرضاوي».
وأخيراً فإن ما ذكرناه من أدلة كافية لإقناع كل منصف بأن القرضاوي مفتي الإرهاب المعاصر بجلاء.