لنبادر إلى إصلاح الألسن
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد: فإن مما فرط فيه كثير من الفضلاء من طلبة العلم بل والدعاة فضلا عن العامة مسألة اللغة العربية عموما والنحو على وجه الخصوص.
والعجيب أن البعض إذا نوصح في ذلك ذهب يستدل ببعض أفراد العلماء ممن ورد عنهم اللحن وترك التراجم الكثيرة التي سطرتها كتب التاريخ من فصاحة وبلاغة العلماء وقبل ذلك كله أنها لغة القرآن والسنة.
ورحم الله شيخ الإسلام إذ قال: «معلوم أنَّ تعلُّمَ العربيَّة وتعليم العربية فَرض على الكفاية، وكان السَّلَف يُؤَدِّبُون أولادهم على اللَّحن، فنحن مأمورونَ أمر إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظَ القانونَ العربي، ونصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فَهم الكتاب والسُّنَّة، والاقتداء بالعرب في خِطَابِها، فلو تُرِكَ النَّاسُ على لَحْنِهِم كان نقصًا وعيبا».
ولا أعلم إلى متى أحدنا يبقى في لحنه المشين ولا يبادر إلى إصلاح لسانه.. بل وإلى إصلاح كتابته وإملائه. وقد طلب بعض العلماء العلم عن كبر. وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم.
ولا يتأفف طالب العلم مهما بلغت منزلته عن تحصيل العلوم التي لم يحصلها أيام طلبه الأولى.. بل ذلك مما يرفعه في أعين الخلق. والعلم لا يناله متكبر كما ورد في الآثار.
وإذا كان من المعيب اللحن في القول فالأشد من ذلك أن نعرب في القول ونلحن في العمل.
نعوذ بالله من ذلك.
خاطرة كتبها..
محمد بن غالب العمري المدني
الثلاثاء: 17/ربيع الأول/1434هـ
الموافق لـ29/يناير/2013