ما أعظمها من قصة عرفها أبناؤنا وإخواننا وآباؤنا, حتى كادت لا تخفى على مسلم أبداً, ألا وهي قصة موسى مع سحرة فرعون, فقد أرسل الله رسوله موسى بآية من جنس آية السحرة لكي تكون أبلغ وأزجر, لكن آية حقيقية لا لعبة تخيلية كما هو شأن سحر قوم فرعون, فغضب فرعون وقومه ونادوا:{فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ} فاجتمع سحرة فرعون ضحى, يبتغون الأجر عند فرعون و{قَالَ نَعَمْ وَإِنّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرّبِينَ} ! والناس ينظرون إلى كل من الفرقين أيهما أعز وأبقى.
فجاءت الآية العظيمة من رسول الله موسى عليه السلام{فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}واستعان بالله {مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} فظهر الحق ودمغ الباطل , وانقلب السحر على الساحر, فما كان ممن أراد الله هدايته وكان عنده علم بالحقيقة إلا أن خروا سجداً إيماناً بالله تعالى{فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ }
وأين نحن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”اجتنبوا السبع الموبقات“. قيل يا رسول الله وما هن قال:”الشرك بالله والسحر” الحديث.
لقد تقطع القلب أسى, وجالت بأرجاء العيون سوافح من الدّمع, وكاد العقل أن لا يصدق ما رأت العينان ! هل بلغ ببعض المسلمين أن يجعل السحر هواية وعمل يتمرسه ويدعوا الناس له ؟! وهو محرم باتفاق العلماء ومضر باتفاق العقلاء.