جماعة شباب المنارة الإرهابية
خنجر مسموم بأيادٍ غادرة أرادت أن توجه طعنة مسمومة في ظهر المجتمع الإماراتي، فانفضح غدرها وانكشفت خيانتها ومكرها قبل أن تحقق مناها، هذه هي قصة مجموعة إرهابية دنيئة تلوثت بجرثومة الأفكار الظلامية والمعتقدات الإرهابية، وسولت لها أنفسها أن تخطط للإضرار بهذا الوطن وقادته وأبنائه، حيث قامت هذه المجموعة بإنشاء تنظيم إرهابي داخل الدولة تحت مسمى «مجموعة شباب المنارة»، وأعدوا الأسلحة والذخائر والمتفجرات بغية القيام بأعمال إرهابية داخل الدولة، غير آبهين على الإطلاق بتعريض أمنها وسلامتها وحياة الأفراد فيها للخطر، ولكنَّ رجال الأمن والعيون الساهرة كانت لهم بالمرصاد، فأفشلوا مخططاتهم، وأفسدوا أحلامهم الموهومة، وحموا البلاد والعباد من شرهم وخطرهم، وتم تقديمهم لمحاكمة عادلة اعترف فيها من اعترف، وجوبهوا بالأدلة والبراهين على قبح أعمالهم، لينالوا جزاءهم الرادع نظير ما اقترفوه في حق المجتمع الإماراتي قيادة وشعباً.
لقد رمى هؤلاء جميل هذا الوطن المعطاء خلف ظهورهم في جحود قل له نظير، هذا الوطن الذي نعموا بخيراته، وارتووا من مائه، واستظلوا بظله، ونعموا بأمنه وأمانه، فلم يعرفوا لذلك كله جميلاً، ولم يقروا لقادته الذين تحققت هذه الخيرات على أيديهم بفضل الله، فقابلوا المعروف بالنكران الأعمى، وتعامت قلوبهم قبل أن تتعامى عيونهم عن الواقع المشرق لدولة الإمارات على الصعد والمجالات كافة.
فلئن كانوا يبحثون عن مظاهر الإسلام في هذه الدولة المباركة، فالمساجد عامرة متوافرة في كل أرجائها، والأذان يصدح منها في كل يوم وليلة، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمسابقات القرآنية منتشرة في كل مكان، تلقى العناية والرعاية من قادة هذا البلد ومؤسساتها، والمحاضرات الدينية التي تغرس الإيمان والقيم الإسلامية الصحيحة في المجتمع قائمة على قدم وساق، والجهاد والتضحية لإحقاق الحق ونصرة الأشقاء مبذول، حتى قدمت دولة الإمارات كوكبة من شهدائها الأبرار، وتوالت تصريحات قيادتها في نصرة الحق ودعم الشقيق بسواعد جنودها البواسل، وتم إطلاق مبادرات للاهتمام بالشهداء وغرس معاني التضحية في نفوس الأجيال تحت مظلة القيادة الرشيدة، ولئن كانوا يبحثون عن الحياة الكريمة والعيش الطيب فدولتنا مضرب للمثل في الرخاء والنماء والأمن والأمان، وتوفر الخدمات المتنوعة على أعلى المستويات، وبعد هذا كله لا أملك إلا أن أتساءل مستغرباً: ماذا يريد هؤلاء؟!
إن الإجابة واضحة قاطعة، إنهم لا يريدون إلا التخريب والتدمير تنفيذاً لأجندات سوداء، فغايتهم الاستيلاء على الحكم وإحداث الفوضى والتدمير، وطريقهم تحريف الدين والمتاجرة به، ووسائلهم هدم الأوطان وذبح الإنسان وإشعال الصراع والفتن والحروب.
لقد تلوث هؤلاء بالأفكار التكفيرية المتطرفة التي يتبناها تنظيم القاعدة، فكفّروا حكام هذه الدولة، ونزعوا البيعة التي في أعناقهم تجاههم، وخططوا للقيام بعمليات الاغتيال والتفجير وإحداث الفوضى والبلبلة في البلاد، ومارسوا الأنشطة الدينية غير المرخص لها في المخيمات، وجعلوها محاضن لنشر أفكارهم الإرهابية، ووسيلة لاستغلال الشباب والتغرير بهم، ونزع ولائهم من حكامهم، ولم يكتفوا بذلك، بل انطلقوا إلى الفضاء الإلكتروني ليضعوا بصماتهم السوداء هناك أيضاً، فأنشؤوا مواقع إلكترونية للترويج والتجنيد لأفكارهم المتطرفة، كما تواصلوا مع منظمات إرهابية خارجية وأمدتهم بالأموال والأشخاص للاستعانة بهم على تحقيق أهدافهم الدنيئة داخل الدولة، كما قاموا بغير إذن من الجهات الحكومية بعمل ضد دولة أجنبية من شأنه تعريض البلاد للخطر وقطع العلاقات الدبلوماسية، قاموا بذلك كله بدماء باردة، تحت شعار الله أكبر والنصر القادم وإن أريد إلا الإصلاح، والحقيقة أنهم غرتهم أنفسهم، وسوَّل لهم الشيطان ما كانوا يفعلون، وصدق الله إذْ قال: {أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء}.
إن هؤلاء لا يراعون حرمة لأحد في سبيل تنفيذ مآربهم، فهم خطر على الجميع صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، بل وأطفالاً، فمنهجهم التكفيري المتطرف لا يعرف حرمة لنفس ما دام أن في إزهاقها مصلحة لهم، ولو كانت نفس طفل بريء، والواقع خير شاهد على ذلك، فكم نفذت القاعدة من عمليات إرهابية ذهب ضحاياها أطفال أبرياء استحلوا قتلهم في سبيل تنفيذ مخططاتهم الدنيئة، لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة، ولكنهم يضيفون إلى ذلك نكهة دينية زائفة باطلة ليخدعوا أنفسهم وأتباعهم، فمن ظن أنه بمنأى عن استهداف هؤلاء فهو واهم كل الوهم، فالاستيلاء على السلطة عند هؤلاء هو الغاية العظمى التي يريدون الوصول إليها ولو عبر تلال الجماجم وبحور الدم، وإن واقعهم يشهد بأنهم باعوا أنفسهم في سبيل التنظيمات المتطرفة، وإلا فبأي عقل أو دين يرمي أب فلذة كبده في مناطق الصراع المشتعلة كما فعله كبير هذه المجموعة الإرهابية؟!
إن الواجب الملقى علينا للتصدي لمثل هذه الأجندات السوداء كبير، سواء على مستوى الأسرة والأبناء، بتزويدهم بالثقافة الوسطية المعتدلة، وتحصينهم من الأفكار الإرهابية المتطرفة، ومتابعة مصادر التلقي عندهم، سواء عبر الشبكات العنكبوتية أو في الواقع الحي، وأن نعلم جيداً أن الخواء الفكري والجفاف المعرفي لا يقلان خطورة، لأنهما يتيحان للتنظيمات المتطرفة عقولاً خاوية غير محصنة يسهل التلاعب بها، خاصة عبر المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل التي كانت إحدى وسائل جماعة المنارة لتجنيد الشباب وخداعهم، أو على مستوى نشر الثقافة الوسطية الإيجابية والعلم النافع الصحيح، أو على مستوى التعاون مع الجهات المختصة في سبيل تعزيز أمن هذا الوطن وأمانه، وحمايته من أي محاولة دنيئة للعبث بسلامته واستقراره.
وأخيراً، أقول: شكراً للعيون الساهرة، شكراً لأجهزة أمن الدولة، فأنتم الذين تعملون بعيداً عن الأضواء من أجل حفظ الوطن والمواطن والمقيم.