قناة الجزيرة بين الإفراط في الخطأ والاصطياد في الماء العكر
لا تزال قناة الجزيرة تمارس سياستها المشينة في التهييج ضد دولة الإمارات وقادتها ومؤسساتها، لتجمع هذه المرة بين الإفراط في الخطأ، والاصطياد في الماء العكر، فبعد أن قامت بتحريف كلام سمو الشيخ عبد الله بن زايد، حفظه الله، حول حادثة الطائرة العسكرية الروسية، مدعية أنه وصف هذه الحادثة بالإرهابية، وهو خلاف تصريحات سموه تماماً، قامت قناة الجزيرة هذه المرة بالتمادي في خطئها، والإفراط في ذلك، مظهرة نفسها في مظهر البراءة، محاولة التنصل من جريرة فعلها، مدعية أنها استقت الخبر من المصدر الفلاني، وأنها لم تتفرد بذلك، بل نشرته المواقع الفلانية والعلانية، ولو صحَّ هذا الأمر.
كما تزعم، لكان من واجبها المهني والأخلاقي، بعد أن بُيِّن لها خطؤها الشنيع، أياً كان مصدره وسببه، أن تعتذر وتتراجع، وتصحِّح موقفها السابق، لتُطوى صفحة هذه الفرية بهذا التصحيح والاعتذار الواضح الصريح، حيث شاهدت هذه القناة بأم عينيها، الاستنكار البالغ من المجتمع الإماراتي بمختلف فئاته تجاه الخبر الذي لفَّقته وصدَّرته، ولكنها بدل أن تسلك هذا المسلك المأمول من كل عاقل منصف، جعلت الإصرار على الخطأ نهجاً لها، في سقوط أخلاقي جديد، يضاف إلى سقطاتها الكثيرة.
إنَّ الخطأ قد يقع من البشر أياً كانوا، فيُخطئ هذا ويعتذر هذا ويقبل الآخر معذرته، ولكنَّ الحال مع قناة الجزيرة مختلف تماماً، فهي تخطئ، ثم تبرر خطأها، ثم تتمادى فيه من دون أدنى شجاعة على الاعتذار والتصحيح، لتصل بذلك إلى مستوى كبير في الفجور في الخصومة، والتمادي في التجنِّي، وكأنَّ صنَّاع هذه الأخبار الملفَّقة ارتووا من كؤوس الحقد الأسود، فلا يهدأ لهم بالٌ، ولا يقرُّ لهم قرار، إلا بنشر الأكاذيب والشائعات حول دولة الإمارات، ولو بالتمسك بخيوط أوهى من خيوط العنكبوت، مبالغين في العداوة، متقصِّدين الإضرار والإساءة، محاولين تجيير مهنة الإعلام لتحقيق الأجندات المشبوهة، انتصاراً لهذا التيار أو ذاك، متعامين كل التعامي عن الموضوعية والمهنية والإنصاف في التعاطي مع الواقع المشرق لدولة الإمارات.
إننا لا نستغرب مثل هذه التصرفات من قناة الجزيرة، فهي القناة التي لم تألُ جهداً في إشعال الفتن والصراعات في الشرق الأوسط، وكانت سبباً لكثير من الخلافات والمشكلات، وما شهدناه في الأيام السابقة، وما نشهده اليوم من أحداث ما يسمى بالربيع العربي وحالات الصراع الداخلي في بعض المجتمعات، لهو خير دليل على الدور السلبي لمثل هذه القناة، والتي مارست ليل نهار، مهنة التحريض والتهييج، حتى وقع ما وقع من أحداث هوجاء، وقد قيل قديماً: من ثمارهم تعرفونهم، وأي ثمار أشد مرارة من شلالات الدماء ودوامات الفتن التي وقعت فيها بعض المجتمعات، والتي كان من أبرز أسبابها، التحريضات المغرضة من الإعلام السلبي.
إنَّ كلَّ قاصٍ ودانٍ يعرف الواقع المشرق لدولة الإمارات في مختلف الجوانب والمجالات على الصعيد الداخلي والخارجي، فالإمارات في عين كلِّ منصف، مثال يحتذى به في رقي سياستها الداخلية والخارجية، ومثال رائد في التطور والتقدم والازدهار، وواحة غناء للاستقرار والأمن والأمان، ونموذج فريد للتعايش السلمي والتعامل الحضاري، وقدوة في ميادين الأعمال الإنسانية ومساعدة المحتاجين والمنكوبين، والوقوف مع الأشقاء في السراء والضراء، ومع هذه الصفحات المشرقة والسجل الحافل لدولة الإمارات، والتي لا تخفى على كل منصف، نجد أن هناك من يجحد الواقع، ويشوه الحقائق، ويختلق الأكاذيب، ويصر على الخطأ، ويتمادى فيه، وهذا ليس مستغرباً في الحقيقة، لأن هناك حاسدين وحاقدين ونفعيين ومتاجرين بالشعارات، ومن لا يريدون الخير للشعوب والأوطان، وقد قيل في الأمثال: لا يُرمى إلا الشجرة المثمرة، وقال الشاعر: «.. ولم يزل ذو الفضل يحسده ذوو التقصيرِ»، وقال آخر: «وذو النَّقص في الدنيا بذي الفضل مولعُ»، ومن هذه الفئات، قناة الجزيرة، التي تزعم أنها قناة إعلامية مهنية، وهي أبعد ما تكون عن ذلك، فهي تحرف الواقع، وتتجافى عن الحقائق.
لقد تعامت هذه القناة عن كافة المؤشرات الإيجابية في دولة الإمارات في سياستها الداخلية والخارجية، وأخذت تنبش نبشاً عن أي إساءة، ولو بالاصطياد في الماء العكر، ولو باصطناع الأكاذيب الملفَّقة، والتمادي فيها، بعيداً عن قيم الموضوعية والمهنية والعدل والإنصاف، وإنَّ دولة الإمارات شامخة كالطود الأشم، راسخة كالجبال الرواسي، لا يضرها مثل هذه التصرفات الحاقدة والأفاعيل المغرضة، فقد منَّ الله علينا بقيادة رشيدة حكيمة، وشعب أصيل وفيِّ، وقيم إيجابية كثيرة، وإنَّ إنجازات هذه الدولة المباركة، تشهد لها بالأيادي البيضاء، والصفحات الناصعة المشرقة، حتى تبوأت دولة الإمارات، بفضل الله، أعلى المراتب في التنافسية العالمية، ورفرف علمها شامخاً في سماء العز والمجد والتقدم والازدهار والبطولة والبسالة، ما أزعج الحاقدين الحاسدين، وحرك دوافعهم الدنيئة للانتقام والانتقاص والتحريض عن طريق الأكاذيب والإشاعات، وهي دوافع وأفعال لا تضر إلا أصحابها.
نسأل الله أن يحفظ دولتنا، ويبارك في قيادتنا ومجتمعنا، ويديم علينا المجد والعز والأمن والاستقرار والخير والازدهار، وأن يرد عنا كيد كل حاقد وحاسد.