ماذا تريد قناة الجزيرة؟
لا يخفى دور الإعلام الواعي المهني في نقل الحقيقة كما هي وتنوير الرأي العام، غير أننا وجدنا أن قناة الجزيرة تنتهج نهجاً آخر تماماً مغايراً لهذا الخط، وذلك عبر خطاب إعلامي موجَّه قائم على تغيير الحقائق وتزييف الواقع وتحريف الكلام وتقويل الآخرين ما لم يقولوا، مع الغضّ التام عن الجوانب الإيجابية والإنجازات الكثيرة، والبعد قبل ذلك عن مقتضى الواقعية والمهنية والموضوعية، فلا يعنيها إلا رسم الصور القاتمة بريشة ظالمة جائرة لتشويه السمعة والتشهير، ولذلك فهي تبحث عن أي قشة واهية تتعلق بها وتنسج منها خبراً عريضاً ملفَّقا مكذوبا ضدَّ من تستهدفه لإحداث الإثارة والتحريض، وانتصارا لأجندات وتيارات مشبوهة تسعى بكل وسيلة للانتقام لها، ولو بتلفيق الأكاذيب ضد الآخرين.
إن ما قامت به قناة الجزيرة مؤخراً من تحريف مشين لكلام سمو الشيخ عبد الله بن زايد، حفظه الله، أثناء ترؤسه للجنة المشتركة الإماراتية ـ الروسية، وتقويله ما لم يقل بادعاء أنه وصف إسقاط تركيا للطائرة الروسية العسكرية بالعمل الإرهابي؛ أمر غير مقبول بكل المقاييس لا من الناحية المهنية ولا الأخلاقية، بل هو سقطة أخلاقية كما عبر عنه معالي الفريق ضاحي خلفان، وهو إعلام موجه ضد الإمارات كما وصفه معالي الدكتور أنور قرقاش، فما أكثر السهام الموجَّهة من قناة الجزيرة ومن مديرها ضد الإمارات، فليست هذه بأول سقطة للقناة، ولكنها سقطة ضمن سقطات كثيرة تكشف عن مدى سعي هذه القناة لتشويه دولة الإمارات والاستعداء ضدها؛ انتصارا لأجندات مشبوهة تصب في خدمة الإخوان المسلمين وأذنابهم.
إن كل عاقل منصف يستمع إلى تصريحات سمو الشيخ عبد الله بن زايد، حفظه الله، لا يجد من قريب أو بعيد ما روجت له قناة الجزيرة، فليس في كلام سموه أدنى ذكر لتركيا، بينما نجد قناة الجزيرة تدعي أن سموه تكلم عن تركيا، وتنسج في ضوء ذلك عنوانا عريضا تزج فيه باسم تركيا وتقوِّل سمو الشيخ ما لم يقله تجاهها، فعلى ماذا تدل هذه السقطة المشينة؟! ألا تدل على انحطاط متناهٍ وجسارة في تلفيق الأخبار ضد الآخرين؟!
كما لا نجد في كلام سمو الشيخ عبد الله أي وصف لحادثة الطائرة الروسية العسكرية بالعمل الإرهابي، بينما تدعي القناة خلاف ذلك، وتقوِّل سموه ما لم يقل، والتصريح منشور في القناة الرسمية لمكتب وزير الخارجية على اليوتيوب، ومن يقارن أدنى مقارنة بين ما تضمنه التصريح المنشور وبين ما لفقته قناة الجزيرة يعلم علم اليقين ما تنتهجه هذه القناة من سياسة مغرضة لتشويه دولة الإمارات والاستعداء عليها، وليس هناك ما يبرر لهذه القناة على الإطلاق هذه السقطة الأخلاقية التي تنسف مهنيتها وموضوعيتها، وإننا نتساءل: ماذا تريد هذه القناة من هذا التلفيق والتزوير؟
إن مثل هذا التلفيق الإخباري الأرعن ضد دولة الإمارات لم يأت اعتباطا، بل هو تلفيق مقصود موجَّه له أهداف وآثار، فالهدف منه الإضرار بدولة الإمارات، والمساس بسياساتها الخارجية، وتحريض التيارات المتشددة ضدها، وتهييج الإرهابيين وتوجيه أنظارهم إلى دولة الإمارات للإضرار بمصالحها، وقد وجدنا كثيرا من التيارات المتطرفة تلقَّفت أكذوبة قناة الجزيرة لممارسة التحريض ضد دولة الإمارات في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وكأنما أصحاب هذه التيارات قطعان لا عقول لها تسير وراء أي أكذوبة مغرضة تستهدف النيل من دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، وهذا التلفيق الدنيء يدل دلالة واضحة على أن هناك أجندات مشبوهة موجهة ضدنا من قبل هذه القناة وأمثالها لإثارة الفوضى والفتن ومحاولة الإضرار بنا بشتى الطرق.
كما أن توقيت نشر القناة لهذه الأكذوبة لم يأت اعتباطا أيضا، بل هو مقصود لتعكير صفونا وإفساد فرحة مجتمعنا باليوم الوطني الذي تشهده دولتنا الأبية، وقد يكون وراء ذلك ما هو أبعد وأشنع، ولكنَّ هذه المحاولة الفاشلة الرخيصة ترتدُّ على أصحابها، فإن ما نعيشه من تلاحم وتماسك قيادة وشعبا وما نعيشه من أمن وأمان لا يفسده أكذوبة حاقد، ولا يشوش عليه دسيسة إعلام مغرض.
إن هذه القناة تعمى تماما كعادتها عن الإنجازات الباهرة التي حققتها دولة الإمارات في مختلف المجالات والأصعدة داخليا وخارجيا، وعن التضحيات والبطولات التي يقدمها أبناؤها المخلصون من أجل أشقائهم الكرام، فلا يهمها نقل هذه الصور المشرقة أبدا، بل إن هذا الواقع المشرق لدولة الإمارات يؤلمها ويزيد من حقدها وحسدها، وهذا ليس بغريب عليها، فطالما سعت هذه القناة إلى إشعال الصراعات في المجتمعات والتحريض بين الدول والوقوف مع الإخوان المسلمين، ولذلك فهي تعتبر كل من يتصدى للأجندات السلبية للإخوان وأمثالهم هدفا لسهامها المسمومة، في انحياز تام بعيداً عن أي مهنية أو موضوعية أو إنصاف.
إن من واجبنا في هذه المرحلة وفي كل مرحلة أن نقف صفا واحدا ضد الإعلام السلبي المغرض الموجه ضدنا، وأن نتصدى لكل إشاعة وأكذوبة تتسلل عبر الإعلام المغرض وتستهدف تشويه بلادنا والتحريض على قيادتنا والإضرار بمجتمعنا.
حفظ الله دولتنا من كل سوء، ورد كيد كل مغرض وحاقد وحاسد.