إشراقات مضيئة من معدن المجتمع الإماراتي
المتأمل في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً يجد أنه مليء بالإشراقات المضيئة، التي تبهر الناظرين، سواء في مبادئه وقيمه، أو في مواقفه وأفعاله..
وسواء على المستوى المحلي، أو على مستوى التفاعل الإيجابي مع القضايا والأحداث العربية والإسلامية والدولية، ما ينبئ عن معدنه الأصيل، وخلقه النبيل، ولا يستغرب ذلك من وطن أسسه زايد الخير والعطاء، طيب الله ثراه، الذي طالما حمل هم وطنه وأبنائه، وهم أمته العربية والإسلامية، وبذل الخير للجميع.
وقد أحببت أن أشير هنا إلى بعض الإشراقات المضيئة لمجتمعنا، التي انبثقت من الدور النبيل الذي تؤديه دولتنا تجاه أشقائها في اليمن، وما صحب ذلك من بطولات باسلة وتضحيات، ومن هذه الإشراقات:
الإشراقة الأولى: ما حبا الله به قيادتنا الرشيدة من الرؤية الحكيمة في اتخاذ القرارات الموفقة، والمواقف التاريخية البطولية، ومن ذلك قرار الدفاع عن المظلومين في اليمن، وحماية أشقائنا هناك..
والاستباق في الدفاع عن أمننا القومي تجاه الأخطار المحدقة بالمنطقة، وهو قرار يدل على الحكمة والشهامة والنبل الإنساني وبعد النظر والإحساس العميق بالمسؤولية تجاه الأبناء والأشقاء، ويبين للجميع مدى تآزر قيادتنا الرشيدة مع أشقائها، وخصوصاً في أوقات المحن، ومدى حرصها الكبير على المصلحة العامة، والمحافظة على أمن المنطقة، فدفاعنا عن أهلنا في اليمن هو حماية لهم وحماية لنا.
الإشراقة الثانية: ما رأيناه من المواقف البطولية الباسلة لأسودنا الأبطال في القوات المسلحة، الذين سارعوا إلى تلبية نداء الوطن، والاصطفاف تحت ظل القيادة الرشيدة في دفع العدوان عن المظلومين، متميزين بالتفاني والشجاعة والبسالة والكفاءة العالية والعزم والتصميم على تحقيق الأهداف النبيلة، دون أدنى تردد، فكانوا بحق أسوداً لا تهاب المنايا.
الإشراقة الثالثة: ما اصطفانا الله به من الشهداء البواسل، الذين قدموا أغلى ما يملكون، قدموا أرواحهم العزيزة، وجادوا بدمائهم الغالية، فنالوا الرفعة في الدنيا، حيث نجد الثناء العطر عليهم والإشادة الكبيرة بهم في الداخل والخارج، وإننا لنرجو لهم الرفعة في الآخرة، فتضحياتهم أوسمة شرف، وبطولاتهم تيجان فخر، ودماؤهم مداد نور وضياء، يسطر لحاضرنا ومستقبلنا الأمجاد.
الإشراقة الرابعة: ما رأيناه من المواقف المشرفة لجنودنا المصابين، وكلماتهم المشرقة، التي تبين مدى تفانيهم وحرصهم الشديد على تلبية نداء القيادة وحماية أمن الأوطان، فإنهم مع إصابتهم لم يلينوا أبداً، بل ازدادوا صلابة وعزماً، وما منهم من أحد إلا ويتمنى أن يعود لموقعه في ساحة الوغى إذا عادت له قوته واسترد عافيته.
الإشراقة الخامسة: المواقف المشرفة التي رأيناها من أهالي الشهداء، من آباء وأمهات، وإخوة وأخوات، وأبناء وبنات، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والاحتساب، وعبروا عن افتخارهم البالغ بأبنائهم الشهداء، وأنهم مستعدون لتقديم الغالي والنفيس في اليسر والعسر فداء للوطن، وتلبية لرؤية القيادة الحكيمة.
الإشراقة السادسة: مدى التآزر والتلاحم المجتمعي الذي رأيناه، فقد وجدنا تلاحماً كبيراً منقطع النظير بين فئات المجتمع، حتى أصبح محل ضرب المثل، ومن يتابع المواقف في هذه الأحداث يجد شيئاً يذهل بفضل الله من الكلمات العميقة والمواقف النبيلة بين كل شرائح المجتمع مواساة وتصبيراً ومبادلة للمشاعر الإنسانية النبيلة.
الإشراقة السابعة: مدى التلاحم الكبير والترابط العميق الذي وجدناه راسخاً بين القيادة والشعب، فقد لمسنا جميعاً تأثر القيادة الرشيدة بوفاة الشهداء، ووجدنا أنهم مع انشغالهم وكثرة أعبائهم يتنقلون من عزاء إلى آخر، يقدمون المواساة لذوي الشهداء..
ويطلقون المبادرات في دعمهم والاهتمام بهم، ومن ذلك المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في إنشاء مكتب يعنى بشؤون أسر شهداء الوطن.
الإشراقة الثامنة: أن الدم الإماراتي ليس برخيص، بل هو غال عند القيادة والمجتمع، وقد سمعنا الكلمات الجميلة، التي صدرت من قيادتنا الرشيدة، سواء من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أو من أصحاب السمو حكام الإمارات، حفظهم الله، التي تؤكد للجميع أن الدم الإماراتي غالٍ جداً، وأن «ثأرنا ما يبات ولا ننساه».
الإشراقة التاسعة: ما لمسناه من القيم الإيمانية عند أهالي الشهداء، وهذا ما لمسته بنفسي ولمسه غيري، حيث وجدنا منهم بحمد الله الإيمان بقضاء الله وقدره، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فمعنوياتهم مرتفعة عالية، نسأل الله لهم الأجر والتثبيت.
الإشراقة العاشرة: ما تحلى به المجتمع الإماراتي من الوعي الكبير واليقظة، فلا تكاد تنطلي عليه الإشاعات والمقولات المغرضة بحمد الله، فمع وجود بعض الإشاعات والأكاذيب والترويج لأسماء غير صحيحة عن الشهداء وغير ذلك، فقد وجدنا كثيراً من مثقفينا وأبناء المجتمع يتصدون لها..
كما وجدنا الكثيرين، بفضل الله، يتصدون لبعض الشبهات التي تثار لكسر عزائمنا، مثل قول بعضهم: لماذا نضحي بأبنائنا في اليمن؟ فوجدنا تفنيداً لمثل هذه المقولات المغرضة بالكلمات النيرة، التي تزيدنا تلاحماً وصلابة.
هذه عشر إشراقات وغيرها كثيرة، وهي تجعلنا نطلق جميعاً أجمل كلمات الفخر والاعتزاز تجاه قيادتنا الرشيدة، وشعبنا الأصيل، حفظ الله القيادة والمجتمع والوطن.