خاطرة: وقت أذكار الصباح والمساء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن من المسائل المهمة التي ينبغي على المسلم العناية بها أمر الأذكار، ولا سيما منها أذكار الصباح والمساء.
قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ﴾
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله : "يأمر تعالى المؤمنين، بذكره ذكرًا كثيرًا، من تهليل، وتحميد، وتسبيح، وتكبير وغير ذلك، ومن كل قول فيه قربة إلى اللّه، وأقل ذلك، أن يلازم الإنسان، أوراد الصباح والمساء، وأدبار الصلوات الخمس، وعند العوارض والأسباب" ا.ه.
وهنا نحتاج إلى معرفة أوقات هذه الأذكار حتى نحقق هذه العبادة لله سبحانه وتعالى بأكمل الوجوه.
فأقول: جاء في غذاء الألباب شرح منظومة الآداب - : " اعلم أن أذكار طرفي النهار كثيرة جداً، والحكمة فيه افتتاح النهار واختتامه بالأذكار التي عليها المدار، وهي مخ العبادة و بها تحصل العافية والسعادة، ونعني بطرفي النهار: ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب" ا.ه.
وقال ابن القيم رحمه الله :" قال تعالى : ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ ، وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث : من قال كذا وكذا حين يصبح، وحين يمسي ، أن المراد به : قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها وأن محل ذلك ما بين الصبح وطلوع الشمس ، وما بين العصر والغروب "ا.ه.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة:" أذكار المساء تبتدئ من زوال الشمس (أول وقت صلاة الظهر) إلى غروبها ، وفي أول الليل، وأذكار الصباح تبتدئ من طلوع الفجر إلى زوال الشمس" ا.ه.
فتبين لنا هنا أن وقت أذكار الصباح من بعد صلاة الفحر إلى طلوع الشمس؛ ووقت أذكار المساء من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.
وهنا مسألة : من فاته هذان الوقتان فهل يصح منه أن يذكر بعد ذلك. أم هي سنة فات محلها؟!.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :" الأمر موسع قبل الصلاة وبعدها إن أتى بها قبل غروب الشمس في العصر حسن، أو بعد الغروب لا بأس، قال الله جل وعلا: ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُون ﴾ ... هذه أذكار المساء، وأذكار الصباح تكون في أول النهار قبل الصبح أو بعد صلاة الصبح أو بعد طلوع الشمس كله واسع والحمد لله".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :"المساء واسع من بعد صلا العصر إلى صلاة العشاء كلها يسمى مساء , ... وأما قضاؤها إذا نسيت فأرجو أن يكون مأجورا عليه" ا.ه.
اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين.
وكتبه :محمد بن غالب العمري
19 محرم 1437
1نوفبر 2015